Wednesday 30th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 16 ربيع الاول


في زمن الزحمة في كل مكان
دعوة إلى ترشيد الكلام

عزيزتي الجزيرة
في زاويته اليومية مستعجل تطرق الكاتب/ عبدالرحمن السماري لمشكلة هامة تزداد يوماً بعد يوم دون الإحساس بهذه المشكلة واذا اطلقنا هنا كلمة مشكلة فالسبب هو عدم معرفة التعامل مع كل جديد في هذه الحياة,, والكاتب السماري تطرق للسيل الجارف من المحطات الفضائية والصحف والمجلات طالباً التدخل من المفكرين لترشيد الاستفادة من هذه الظاهرة، وكان ذلك بالعدد 9761، واذكر الكاتب هنا وهو يعلم بذلك وقد تطرق لما أنا بصدده الآن، حيث اننا في هذا العصر نعيش ثورة في كل شيء ليست القنوات الفضائية والصحف والمجلات بل هناك ما يلخبط حياة الفرد من كماليات الحياة وليست ضرورياتها, نحن الآن نعيش عصر اللخبطة الثقافية والغذائية والاستهلاكية، المهم هنا كيف تختار من هذا الكم الهائل الذي يحيط بك من كل مكان، القنوات الفضائية، الصحف، المجلات، يتبع ذلك الاسواق وما تعج به من سلع الجزء البسيط منها ضروري والبقية كمالية ومن هنا نحن الآن محاصرون بالاسواق المركزية في كل مكان, وكل سوق طبعا مركزي, المدن الترفيهية في كل مكان، الليموزين يعادل سكان كل مدينة, المحلات الصغيرة سواء بقالة - حلاق 0 ,,,الخ) في كل شارع اعدادها فوق الحاجة اصبحت المدينة كلها اسواقا، كل شارع سوق تجاري وهذا أدى الى استنزاف دخل المواطن مادام يصل لكل شيء بسهولة حتى اذا لم يكن ضروريا ثم من هو المستفيد انه بلاشك العامل الاجنبي, اذاً هذا الكم الهائل من كماليات الحياة من المسؤول عنه؟ من المسؤول عن انتشار الاسواق المركزية بهذا العدد الهائل مما سبب فرص عمل للاجنبي واستنزافا لجيب المواطن؟ ان هذه الاسواق والمحلات التجارية معظمها للاجنبي بطريقة او بأخرى مهما حاول المواطن اخفاء هذه الحقيقة, نحن بحاجة الى الاجنبي لكن ليس هذا العدد الهائل من المستثمرين الاجانب, اذا صحت التسمية لان العامل دخله محدود في السنة ومن الممكن معرفة ما يحوله سنويا, لكن عاملا يحول عشرات الالاف ان لم تكن مئات الالاف سنويا، هل هذا عامل او مستثمر اجنبي؟ ما جعلني اتطرق الى هذه المشكلة هو ان الثورة الاقتصادية لايمكن ان نعزلها عن ثورة الاعلام المريء او المسموع او المقروء كل هذه تؤثر سلبا على نمط حياة المواطن مهما كانت تؤدي اليه من رفاهية، هذه الرفاهية تجعل الانسان يعيش في دائرة مغلقة اليوم له كالايام السابقة روتين لا تجديد والسبب انه غير قادر ان يتكيف مع الوضع الجديد واذا كان الانسان يوصف بانه الذي يستطيع ان يتكيف مع أي بيئة الا انه الآن لايستطيع ان الحالة مستمع بالقوة, لكن احاول بعض الاحيان التدخل لانهاء الكلام او الحد من استمراره لكن الاخ يعتبرني جهاز تسجيل لكلامه, المهم في النهاية سألته لوجود ملامح المعلم عليه وسألته هل انت معلم قال لا انا اعرف انه صاحب مكتب عقار، ليس جزما لكن من كلامه وحركاته، ولا اسأله إلا هل انت معلم؟ فرد لا, صاحب مكتب عقار, اذاً هو معلم عقار ومن هنا عذرت الاخ في كلامه واعطيته الفرصة حتى يوسع صدره خاصة والوقت صباح الساعة التاسعة واصحاب مكاتب العقار ليس هذا وقت كلامهم، الوقت هو بعد صلاة العصر, تبدأ القنوات العقارية بالبث المباشر حتى ساعة متأخرة من الليل, هذه قصة ليست بلاشك مشكلة لكنها مثال لما وصلنا اليه من ثرثرة او ازدواجية الكلمة في زمن الثرثرة التي كانت سابقا ازدواجية الكلمة في زمن الصمت كما يقال, اذاً لنخلص الى تساؤل مهم وهو كيف نعمل على ترشيد الكلام؟ وطبعا الكلام الذي يؤدي الى تقاطع الكلام هو بلاشك ثرثرة اذاً ما الذي نريد ان نصل اليه؟ هل نحن هنا نطالب بقطع الالسنة؟ طبعا لا، لكن المطلوب ان نلتزم بآداب الكلام كماً وكيفاً واعطاء الفرصة لمن أراد ان يتكلم، مع ترشيد الكلام، والقصد هنا احترام ذوق المستمع ومعرفة لمن نتكلم ومن يسمعنا, ومن هنا يكون خير الكلام ما قل ودل واذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وعذرا على ثرثرة القلم فهي لن تؤثر على آذانكم وانتم بالخيار في قراءة هذه الثرثرة .
حسن ظافر حسن آل ظافر
محافظة الافلاج - الأحمر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved