Wednesday 30th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 16 ربيع الاول


إجراء
ما يخبئه الغلاف العزيز؟!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

الصوت لا ينتقل عبر الفضاء، بل وجميع أصواتنا ومن سبقونا منذ بدء حياة الانسان على الأرض وصولا للحظة التي نعيشها، مازالت محفوظة بمكان ما في غلافنا الجوي، ولا يمكننا التعرف عليها او لنقل التقاطها!، سوى باستخدام تقنيات متطورة جداً لم نصل بعد لامتلاك مفرداتها بشكل كامل، هذا هو رأي العلماء المعنيين بهذه الظواهر او لنقل اقصى ما انتهت اليه معطياتهم العلمية حتى الآن، لكن هل نستطيع فعلا الوصول لمثل ذلك مستقبلا، عبارة بدأت تدق في اذني فور بدئي بالكتابة عن الموضوع!!، لانه فيما لو تحقق ذلك فالعواقب ستكون فادحة وربما مأساوية؟!، وستطال بشكل شبه مباشر بعض المجريات التاريخية المهمة: كيف كانت؟ وهل رويت تماما كما حدثت؟! ثم هل هي حقيقة أم نسج خيال أم انها لم تحدث اصلا!!، فلقد غيرت المعلومة فعلية او مصطنعة؟! مثلما نعلم، حياة الشعوب عبر التاريخ، وتسببت في نهاية امبراطوريات وممالك ودول واتحادات!! واقامة اخرى على انقاضها، وذهبت باشخاص كانوا يعطون قمة الفضيلة والنزاهة والشرف الى احقر درجات القذارة والوضاعة والعار!! لذا نجد المعلومة بشكلها الخام تصاغ وفق عرف المهتمين بها بكلمات عائمة احيانا؟ لتتناسب مع الضوابط المنصوص عليها لدى المصدر لها فلا تعارض توجها او تنقض مبدأ او تمس سلطة قائمة او سيادة او مصلحة مشتركة، فمن غير المعقول مثلا اذاعة خبر يمس سلطة قائمة او سيادة او مصلحة مشتركة، فمن غير المعقول مثلا اذاعة خبر يمس دولة ما وقع فيها، بنفس الكيفية الممكن ان يعرض بها عند دولة تنتقد سياستها او طريقة ادارتها لامورها الداخلية والخارجية؟! ولا بالنسبة للدولة الثانية متى كانت محلا للحادثة ذاتها وهكذا؟!.
والمعلومة مدونة ثابتة ك الكتاب والجريدة أو منقولة متحركة ك الاذاعة والتلفاز والسينما أو بواسطة الاتصال السلكي واللاسلكي ك الهاتف الثابت أو الجوال أو اجهزة الهوكي توكي أو الإنترنت تحتاج لضمانات معينة كي لا تصبح عرضة للاختراق والتحوير او التبديل او السرقة؟!، من هنا ولأجل السابق فقد اجتهدت المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية أو الخاصة نحو تطوير تقنيات جديدة نوعا ما تمخض عنها ابتكار آليات دقيقة وفاعلة جزئيا ك التشفير والرقم السري وبصمات الاصابع والصوت وحديثا العين وغيرها لتضطلع بدور وقائي ضد عمليات التلاعب بالمعلومات عن طريق الدخول لاماكن أو قنوات أو مواقع أو نظم اتصال، غير مصرحة إلا لأشخاص محدودين يعملون بها او معروفين لها كزوار أو مستخدمين؟!، وطبعا ما تقدم لم يقف عائقا امام هواة العبث بالمعلومات فقد اخترقت خلال سنوات مضت شبكة الحاسب الآلي لوزارة الدفاع الامريكية البنتاجون صاحبة السمعة المعروفة بامتلاكها أعقد تقنيات التأمين في التصدي لمحاولات الاختراق بواسطة شاب عابث لم يتجاوز العشرين عاما!؟، ويقال وليس مؤكدا ايضا من باب الشيء بالشيء يذكر!! ان العلة وراء عدم استخدام امريكا لنظام الGSM هو بسبب عدم قابليته للتنصت!!؟ غريب!؟، ما يعني انه لو دخل هناك فقد امكن اختراقه أليس كذلك؟!!، والاغرب عندما يذهب الخيال بالبعض بعيدا فيعتقدون بوجود اقمار صناعية على شاكلة مصباح علاء الدين يمكنها بواسطة مستقبلات ومرسلات ارضية التقاط الاشارات الناتجة عن محادثة شخصين في احداثي صغير داخل حي في مدينة داخل دولة ما ثم ارسالها بعد معالجتها وجاهزيتها للنقل الفضائي الى محطة استقبال بدولة اخرى دون الاستعانة بالتجهيزات التقليدية المعروفة؟!
عموما تبقى المعلومات قابلة للاحتكار مؤقتا ويبقى التاريخ مسجلا بقلم الرصاص لحين معرفة ما يخبئه لنا غلافنا الجوي العزيز من أسرار خطيرة.
baderalsaud* hotmail. Com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved