Thursday 8th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 24 ربيع الاول


وراقيات
جديد عالم الفكر
ابن رشد رائد التنوير

صدر مؤخراً العدد الجديد من مجلة عالم الفكر وقد كرس العدد بكامله عن رائد التنوير: ابن رشد ، حيث تضمن العديد من الدراسات المهمة مثل : ابن رشد رائد الفكر العقلاني والايمان المستنير: محمد اركون الذي يقول فيه: لقد سقط ابن رشد في بحر النسيان منذ القرن الثالث عشر في وسط طائفته العربية والاسلامية في حين ان فلسفته شهدت نجاحاً رائعاً في اوربا المسيحية في هذا القرن نفسه (الثالث عشر بالذات), هذا شيء ينبغي ان يعرفه الجميع، خصوصاً في الجهة العربية والاسلامية, فلماذا فشل فكره في جهة، ولقي نجاحاً دائماً في جهة اخرى؟ لقد علّمنا تاريخ الفلسفة او عودنا على ان نكتب تاريخ الفكر على هيئة مسارات خطية مستقيمة مع القيام بقفزات كبيرة مهلكة فوق رأس القرون، وبعض النطاقات الثقافية,, لقد نهض ابن رشد ضد الافلاطونية الجديدة لفلاسفة المشرق وضد الضعف الجدلي للمتكلمين المسلمين الاشاعرة، وحاول ان يضع محل كل ذلك المنهجية البرهانية (او التحليلية ) ثم المحاجة الجدلية (او الطوبيقا)، ثم المجادلة الخطابية (او الخطابة)، ثم المقولات المنطقية, وهي مجمل الاشياء التي تحدد الموقف الفلسفي والممارسة الفلسفية لأرسطو, ومن خلال هذا الجهد المبذول لعقلنة المعرفة لايبدو ان ابن رشد قد تعرف على مكتسبات المعتزلة, ومن الاشتباه في فكر ابن رشد للدكتور حسن حنفي نتوقف عند: من الشائع ان ابن رشد فيلسوف العقل والتنوير,, فهو فيلسوف يعطي الاولوية للدليل العقلي على الدليل النقلي, ويعرف الحكمة بأنها النظر في الاشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان ، وهو الذي يفرق بين اقاويل ثلاثة : الخطابي والجدلي والبرهاني، ولايقبل الفيلسوف الا البرهان، ويترك للمتكلم الجدل، وللصوفي الخطابة,, والصورة الشائعة لابن رشد انه شارح ارسطو، بل الشارح الاعظم, ولولاه ماعرف المسلمون ارسطو على ماهو عليه ولظلوا يخلطون بينه وبين افلوطين كما هو الحال عند الفارابي وابن سينا، ينسبون اليه اثولوجيا ارسطو طاليس وهي اجزاء من التاسوعات لافلوطين, لقد اكتشف ابن رشد استحالة نسبة هذا الكتاب لارسطو نظراً لتعارض المذهبين كما ان معظم مؤلفات ابن رشد شروح وتلخيصات وجوامع، الاكبر والاوسط والاصغر, وهي تعادل عشرة اضعاف ماكتب.
هاشم صالح في ابن رشد في مرآة الفكر الفرنسي المعاصر يذكر: ابن رشد هو اكثر المفكرين العرب تأثيراً على الفكر العالمي حتى هذه اللحظة، فلم يتح لاي مفكر عربي مسلم ان يمارس مثل هذا التأثير على الفكر الاوروبي، بل لقد شكل تياراً متواصلاً لمدة اربعة او خمسة قرون الى درجة ان اسمه تحول الى مصطلح فلسفي هو:الرشدية او الفلسفية الرشدية, صحيح ان ابن سينا هو الفيلسوف المسلم الآخر الذي اثر على الغرب, ولكن على الرغم من انه ترجم الى اللاتينية قبل ابن رشد، الا انه لم يشكل تياراً طويلاً عريضا مثله, ولكن الغرب الحديث نسي ابن رشد ومديونيته له لسببين اثنين: الاول عام، والثاني خاص, اما العام فيخص احتقار فترة القرون الوسطى كلها من قبل الحداثة الاوروبية الوضعية، واما السبب الخاص فيتعلق باحتقار اوربا لكل ماهو عربي او اسلامي بدءاً من عصر النهضة في القرن السادس عشر.
الى جانب ذلك احتوى العدد على : ابن رشد بين العقلانية والايديولوجيا: د,نايف بلوز.
الحس النقدي عند الفيلسوف ابن رشد:د,محمد عاطف العراقي, وحدة العقل بين ابن رشد والرشدية اللاتينية: د,غانم هنا, الزمان واللامتناهي في القراءة الرشدية: د,عبدالرحمن التليلي, ابن رشد وعصره من زوايا متعددة: ناصر ونوس, وفي افاق نقدية نقرأ: العدوان والعنف في الاسرة: د, مطاوع محمد بركات, بنيوية عبدالله محمد الغذامي: د,يوسف حامد جابر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved