Thursday 8th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 24 ربيع الاول


كبسولات
خلط مبكر!
عبد الله العتيبي

هل هز المنتخب الاولمبي لكرة القدم ثقة جماهيره في نصف مشواره نحو نهائيات سيدني 2000م؟
كان التحذير منطقياً وفي محله من مغبة التقليل غير المقبول بكفاءة المنتخبين العراقي والاردني امام احتمال عدم توفيق منتخبنا في الظهور بمستواه,, مع إقامة تصفيات هذه المجموعة الآسيوية الثانية المؤهلة الى نهائيات سيدني 2000م بجميع مبارياتها في الاردن!,, وان الفريقين الاردني والعراقي عملا ايضا لهذه التصفيات من خلال برنامج إعداد داخلي وخارجي لكل منهما.
المرحلة الاولى من تصفيات المجموعة انتهت ,, ادى فيها منتخب المملكة مباراتين ايجابيتين (غير كافيتين) بفوز مهم وتعادل ثقيل,, متخلفا عن الفريق العراقي المتصدر بفارق الاهداف!,, والفريق بعدها أحوج الى تصحيح ادائه العام ومنظومته الفنية الدفاعية والهجومية، ومعالجة الخلل التكتيكي الذي أوجد فراغا مخلاً في الوسط، وسوءا في الانتشارالهجومي عند بناء الهجمات ومواجهة الاداءالدفاعي المضاد,, والمدافعون كما رأينا أقلقونا بمستوى (مهزوز) غير مطمئن! فقد كان خط الدفاع مصدر إحباط ساعد في إثارة عدم انضباط الإيقاع الفني الجماعي للاعبي الوسط والهجوم على ما اصابهم! وكاد المدافعون ان يتسببوا في إنهاء النصف الاول من المشوار بصورة مؤسفة لولا لطف الله ثم سوء مستوى اداء المحاولات الهجومية للفريقين الاردني والعراقي,, مما يدل على مايعانيه الفريقان من ضعف,, الامر الذي كان سيساعد منتخبنا على تجاوز مخاطر المنافسة برصيد قوي من النقاط وفارق الاهداف لولا الصورة الفنية المغايرة التي ظهر عليها!,, وهي مفاجأة ليست سارة بالطبع!, الأمر الذي حدا بإدارة المنتخب للتعبير عن سخطها بقرارات فورية أعقبت اللقاء الأخير الذي تعرض فيه الفريق لخسارة مؤثرة لم يسلم منها إلا بالتعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي للشوط الثاني!
- وبلا شك اذا كان المنتخب سلم في الرمق الاضافي الأخير للمرحلة الأولى من التصفيات -- فإنه قد لا يسلم في المرحلة الثانية، او قد لا يجد مرة اخرى فرصة مماثلة لكي يسلم من التعثر,, لا سيما ان ادنى كبوة اخرى في النصف الثاني من المشوار ( بمباراتيه) لايتيح مجالاً لاي تعويض إلا بحسابات معقدة جداً، وبعيدة عن منطق المنافسة إلا بتلك الحسابات!.
الفريق كما هو واضح,, كان بحاجة لمزيد من اللقاءات تتيح ظروفا فنية مختلفة ليتمكن لاعبوه من الحصول على قدر من الانسجام والتأقلم كمجموعة بما يكفي لمواجهة طرق اللعب المضادةالتي تناسب هذه المرحلة من التصفيات.
هناك حاجة لكثير من العمل لتسوية الأمور الفنية للفريق,, فلو تمكن الفريق من النجاح في مهمته الصعبة في التصفيات ولو ببعض الحسابات,, مع ان المهمة ليست صعبة جدا,, فإن امامه بلا شك طريقا طويلا ليصل الى مستوى مطمئن في سدني فلقد كان فيما رأينا خلط مبكر للأوراق الفنية للفريق مع اننا في اول الطريق !
وقبل ان نستبق الاحداث ونتحدث عن سدني، ونحن مازلنا في المنطقة لم نتجاوزها بعد,, علينا ان نعمل مايسعنا عمله لتصحيح الاخطاء المخيفة التي شوهت جماعية المنتخب، ومنحت الصدارة لمنافسه العراقي، ووضعت كل المرحلة الثانية في منعطف حرج ارجو الا تشوهه الانفعالات, وان يسلم منها اللاعبون,, فمباراة اليوم الخميس امام المنتخب الاردني اصعب في تقديري من المباراتين الماضيتين,, لأن التعادل فيها فضلا عن الخسارة سيكون عائقا حاسما للبحث عن الامل، وسيكون فاصلا اخيرا في مسألة بقاء الامل الاردني من عدمه!,, فيما يعني التعادل، او الخسارة الاردنية ايضا دفعة نفسية كبيرة لصالح المنتخب العراقي في مباراته امام منتخب الاردن الذي من جهته سيخوصها وهي لاتعني له شيئا كما هي مباراة اليوم, هذا عدا عن اي نتيجة لمباراتنا لولا قدر الله جاءت في غير صالح منتخبنا بين التعادل والخسارة,, فهناك سيكون العبء ثقيلاً على الفريق في مباراته الاخيرة امام المنتخب العراقي حيث سيكون فارق النقاط حائلا دون مركز الصدارة وليست الاهداف فقط!,, ولهذا نجد مباراتي المرحلة الثانية من التصفيات مباراتي كؤوس امام منتخبنا فعلا!,.
,, ولقاء اليوم للاسف ليس بين المنتخبين الاردني والعراقي,, وإلا لتجنب لاعبونا ضغطا نفسيا وفنيا شديدا لن يواجههما المنتخب العراقي في ضوء ما جاءت عليه نتائج المرحلة الأولى، وضوء تسلسل المباريات في جدول تصفيات المجموعة الذي جاء لصالحه!,, إلا ان المنتظر من لاعبي منتخبنا هو النهوض بفريقهم، وتأدية واجبهم بغض النظر عن أية حسابات,, وهذا هو الدور المفترض لاي فترة إعداد كالتي مر بها، وهو ما تتطلع اليه جماهير المنتخب مهما كانت تحديات المنافسة المرحلية!.
شخصياً,, اثق في قدرات اللاعبين بمشيئة الله لتحقيق نتيجة اداء مشرفة بتحسن المستوى الفردي والجماعي,, على ان يوفق الجهاز الفني بتدخله لإصلاح الوضع قبيل اللقاءين، وكذلك اثناءهما حين تحتدم المنافسة فيهما وتختلط الأوراق!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved