Thursday 8th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 24 ربيع الاول


أضواء
وأد الفتنة بالجزائر
2 -2

بدأت السلطات الجزائرية في اطلاق سراح مجموعات كبيرة من المعتقلين الذين اتهموا بمساعدة الجماعات المسلحة التي ارتكبت عمليات قتالية ضد قوات الجيش والأمن ونفذت أعمالا ارهابية ضد المواطنين الجزائريين، وقد شمل العفو الذي أصدره الرئيس بوتفليقة المعتقلين الذين اتهموا أو حكم عليهم بالسجن لمساعدتهم في اعمال المراقبة ومد الجماعات بالمؤن والدعم اللوجستي والتستر على بعضهم، اما المشاركون في الاعمال القتالية والارهابية والمتهمون بالقتل والاغتصاب فقد استثناهم عفو الرئيس.
نقول بعد خروج أولى موجات المعفى عنهم، يتأكد التطبيق الفعلي لمشروع بوتفليقة باعادة السلام الى ربوع بلاده, وسيدعم هذه الخطوة العملية، خطوة سياسية هامة باجراء استفتاء شعبي يطلب فيه تأييد الجزائريين لهذا المشروع، الذي وان كان يتمتع بتأييد غالبية عظمى من الجزائريين، الا انه لا يمكن اغفال معارضة شريحة يعرفها الجزائريون يتهمونهم بانهم ظلوا يتاجرون بآلام الشعب الجزائري ومأساة ضحايا الارهاب.
وبوتفليقة بدعوته الى طرح مسألة السلام والوفاق والتصالح يسعى الى تحقيق هدفين في آن واحد، أولهما أن تكتسب دعوته دعما وتأييدا شعبيين يخرسان المعارضين لها.
ثانيا: ان يعزز شرعيته بين بعض الاحزاب والشخصيات المعارضة التي انسحبت امامه في الانتخابات الاخيرة،؟ واجراء الاستفتاء والمتوقع ان يحظى بتأييد جارف سيعطي شرعية كاملة لرئاسة بوتفليقة.
هذا التوجه السياسي المدعم بخطوات عملية متعاقبة من الرئيس بوتفليقة اخذ يكسب مساحات تأييد على صفحات الصحف الجزائرية,, حتى المعارضة منها التي ترى في توجه الرئيس ثقة عالية بقدرة الجزائر على تجاوز الازمة عن طريق استعادة الوئام المدني، وان هدف الرئيس هو بناء مجتمع بلا كراهية متحرر من احقاد الماضي ورواسبه, وضمن هذا السياق استعارت الصحف المعارضة تأكيد بوتفليقة ان التاريخ يعلمنا ان المنتصر الكبير هو القادر على العفو وان الثأر ليس بالانتقام بل في محو الاحزان وان الرجال يصنعون التاريخ بالحرية والحق والحياة وليس بالقتل والحقد والهراوات .
ايضا تلك الصحف لم تغفل وجود شريحة ستسعى لعرقلة مشروع بوتفليقة بقولها أن هناك من يخاف من سعي الرئيس بوتفليقة الى اعادة تكوين المجتمع المأمون لأن الخروج نهائيا من وضعية الفتنة سيعري المستفيدين منها ويفضح المتاجرين بآلام الشعب وضحايا الارهاب .
اخيرا الشيء المؤكد ان مشروع بوتفليقة يلقي تأييد ومناصرة الاغلبية الكبرى من الشعب ودعما واضحا من مفكريه واعلامه وهذا يوسع دوائر الامل والتفاؤل بوأد الفتنة في الجزائر .
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved