Friday 9th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 25 ربيع الاول


رسالتي إلى ابني الجندي

بعد التحية,.
اليك يا من تحمل علم بلدك خفاقاً يشع نوراً من احرف كلمة التوحيد المسطر على خضرته النضرة ورهنت روحك فداء له,, وجعلت من جسدك النحيل صخرة تحمي بها حدود بلدك لتتكسر على قوتها كل قوة تكيدها ايدي الاعداء.
واليك يا من سقي ثرى ارضه بقطرات عرقه الدافئة فيرويها حباً ووفاء لتعطيه ثماراً من جنى جناتها عندما تزهر وتثمر خيراً وامناً,, كما ارضعته الاخلاص وحب التضحية في صغره والبطولة والشهامة في شبابه.
اليك: يا من تقف صامدا فوق جفاف الصحراء وتحت الشمس متنبهاً لا يتحرك منك عضواً في ملل او تراخ سوى اهداب عينيك التي تلمع بالتحدي كلما انحدرت عليها قطرات العرق من جبينك الشماء حيث تنعكس على هذه القطرات اشعة الشمس فتشع بريقاً وضاء تنحدر درراً على الرمال الذهبية في ارض وطنك فيتعانقان ليتفقا على دوام تجدد العهد في وفاء القسم لحماية كل منهما للآخر.
وايضا اليك انت: انت يا من تنبع من دفء كفيك واناملك اقوى قوة لتحكم القبضة على سلاحك بايدي تجري بها دماء ساخنة فتكون مع حرارة الصحراء شعلة الشمس لتزداد توقداً او ضراوة في وجه كل معتد.
وانت: انت يا من مهما عبرت له عن مدى شعوري باحترامي وتقديري له فلن اوفيه حقه لانه بحق الرجل البطل الكفء والمستحق لهذا اللقب بل هو السيف البتار المسلط على اعناق اعداء الاسلام.
اجل انت سيف مسلول ولكن بداخلك قلب انسان يعرف كيف ومتى يكون الجزاء من جنس العمل.
انني ارى في عينيك شموخا وفخراً بمكانتك يجعل كلماتي تتعثر على لساني وتتجمد بين شفتي وانا احاول ان اوصيك او أوجه اليك المزيد من النصائح: فتصغر في عيني نفسي لانني اراك اكبر.
ولكن اجد ان فارق السن بيننا يحتم علي ان اوصيك بعض الوصايا لعلك ان تجد فيها مرجعاً متواضعاً يعود عليك بشيء من الفائدة.
لذا اوصيك اولاً يا بني ان تجعل نيتك في عملك هذا خالصة لله بريئة مما سوى ذلك وان يكون هدفك وغايتك هو الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الدين ثم المليك والوطن.
ولا تنس ان تجعل الاخلاص والتفاني في العمل هو جوهر عملك وان تتخذ من النداء والتضحية قبساً يضيء لك كل ما يمر عليك من سود الليالي.
ولتعلم يا ولدي ان اوامر قادتك لا بد ان تطاع وتحترم فهي لانها تعد صقلاً لموهبتك وترشيداً لمهنتك وان ترى نبع حنان الابوة ينبع من صخرة تعليماتهم.
وفي الختام اوصيك بالحرص والحذر وان تكون متنبها على اهبة الاستعداد ولا تغفل ولو لطرفة عين: لا تنس ان عينيك رهن لواجبك ترى في اهدابهما سياجاً منيعاً ترقب من خلاله كل خطر متوقع في اي لحظة وتجعل منهما سهاما موجهة لكل عدو: مدعمة بقوة الإيمان.
وفقك الله يا بني: يا من ترخص لك روحي ولا ترخص انت الا لهذا الشرف وسدد خطاك واثابك ثواب المجاهدين الابطال.
لك حبي,,وتحياتي,, واعتزازي,, ودعواتي,.
ابعثها غيثاً يمطر عليك مزنها ندى يلطف ما تلاقيه من جفاف الحياة.
وسلاماً لك ولزملائك مني وكل ام ينفطر قلبها شوقا لكم ويطير فرحاً وفخراً بكم.
يا من وهبتم حياتكم لشرف هذه المهنة
وكنتم ظهراً يستند عليه هذا الوطن لينام هانئاً.
ودمتم.
والدتك زهرة الصحراء
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved