Friday 9th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 25 ربيع الاول


محمد علي قدسي: لم ينصفني أصدقائي هنا بينما أنصفت في الخارج
وجدت نفسي في القصة ولهذا أسلك طريقي وأنا في قمة استمتاعي
لو تفرغت للإبداع لكان هناك أبدع مما كان

اجرى الحوار : احمد الزهراني
ركضه في ساحات الادارة يوزاي ركضه الابداعي كما الاخلاقي، بدأ الكتابة في زمن مبكر كما يقول وعاصر جيلا من الادباء والمثقفين الذين اعطوا واثروا وابدعوا وعمل معهم فكان ان استفاد من عطاءاتهم ونهل من فيض ثقافتهم كتب القصة القصيرة كما المقالة الادبية له العديد من المشاركات في الفعل الثقافي عبر الصحف والمجلات كما شارك في احياء العديد من الامسيات القصصية في كثير من مناطق المملكة له ثمانية اصدارات بينها المجموعات القصصية والرؤى الثقافية.
عمل في نادي جدة منذ فترة الاستاذ محمد حسن عواد ولايزال يشغل منصب امين سر النادي لذا يرتبط بعلاقات متميزة مع كبار المثقفين والمبدعين في المملكة جعلته غالبا في دائرة الضوء.
في هذا الحوار (التصادمي) افضى الينا بالكثير عن الساحة الادبية كما تناول بعض الجوانب الذاتية.
الركض والاستمتاع
* استاذ محمد,, وقد ركضت في مساحات زمنية طويلة عبر كتابة القصة القصيرة والمقالة,, يا ترى ماذا تحقق من حلم كنت تنسجه ذات يوم وهل استطعت ان تعبر عن ذاتك من خلال القصة القصيرة؟
- مازلت اركض في هذه المساحات، اسلك طريقي وانا في قمة استمتاعي بهذا الركض وبلاشك فقد وجدت نفسي في ابداع القصة وذلك الابداع الذي تتباعد فيه تحولاته كل المسافات.
سعيد بما تحقق
* دعني اسأل بصراحة,, عبر هذه المساحة الزمنية الطويلة التي قضيتها في الكتابة,, لماذا لايزال محمد علي قدسي - امين السر بنادي جدة الادبي - اكثر شهرة منه قاصا وكاتبا؟
وهل هذا يعني ان نجاحك الاداري فاق النجاح الابداعي ام ماذا؟
- اعترف ان مشاغلي كأمين لسر النادي قد أخذت الكثير من الوقت الذي كان لابد ان يكون لابداع القصة ولو تفرغت لها لكان هناك امر اخر ووضع اخر,, ولكنني سعيد بما حققه النادي الادبي من نجاح وهونجاح حتما سيكون مردوده لربان سفينة النادي استاذنا ابو مدين والاعضاء العاملين فيه باخلاص ولكني ارد عليك ان نجاحي كاداري مسؤول في النادي لم يطغ على اسمي كمبدع في القصة بشهادة الكثير ممن يكتبون وينصفون.
الدماء الجديدة
* الكثير في الوسط الثقافي يرى ان محمد علي قدسي قد كتب المنصب في النادي باسمه,, فهذه ثمانية عشر عاما وانت ماتزال في مكانك,, ولم تتح الفرصة للاخرين لكي يعملوا,, كما ان هناك من يرى ان مجلس الادارة بالنادي حاول غير مرة استبعادك ولم يفلح في محاولاته فما تعليقك؟
- لست من الذين يتمسكون بمناصبهم,, ومهما كان عدد سنوات شغل منصبي لامانة سر النادي وهو زمن يعود لفترة رئاسة الاستاذ محمد حسن عواد بل انا مع القائلين ان الاندية الادبية بحاجة الى دماء جديدة ولكن اين هذه الدماء لتأخذ مكانها ليس في تولي مناصب الاندية الادبية ولتملأ مقاعد مسؤولياتها وانما في اثراء حواراتها والمشاركة في نشاطاتها,, ثم ان هذه المناصب على حد قول الاستاذ ابو مدين غرم وليست غنم,, اما عن محاولة البعض من داخل مجلس الادارة ابعادي من منصبي فتلك اشاعة لان مجلس ادارة النادي منذ تشكيله في عام 1405ه لم يحدث قط اي خلاف بين الاعضاء فيه لانهم يعملون بروح الفريق الواحد.
لا للاستغلال
* الا تعتقد انك استغللت مكانتك في النادي وقمت بطباعة نتاجك الكتابي على حساب النادي؟
- لي من الكتب والاصدارات ثمانية كتب عبارة عن مجموعات قصصية وكتب في الابداع والفعل الثقافي لم يطبع لي النادي منها سوى ثلاثة كتب وذلك خلال عشرين سنة وهو ليس بالعدد الكثير الى الحد الذي يصل الى الاستغلال كما جاء في سؤالك وبقية الكتب صدرت عن دور نشر في الداخل والخارج، هذا غير ما كنت قد طبعته على نفقتي الخاصة مما يؤكد انني لا استغل منصبي في طبع وترويج مؤلفاتي.
الإنصاف في الإبداع
* بعض كتاب القصة نالوا من الدراسات النقدية ما لم ينله القاص محمد علي قدسي رغم تواصله وعلاقاته الكبيرة مع النقاد، هل هذا يعني ان ما كتبته لا يحفز على قراءته حتى يجد هذا التجاهل من النقاد,, ام ماذا؟
- ما يكتب من نقد لابداعات بعض المبدعين من كتاب القصة او غيرها ليس مقياسا او معياراً لاهمية تلك الابداعات وان كنت ازعم ان اغلبها يستحق ولكن لابد ان ندرك ان علاقات النقاد بالمبدعين لها اثرها في حركة النقد والطرح النقدي واذا كان اهتمام النقاد -ومعظمهم اصدقاء لي-,, لم ينصفوا ابداعي فان هناك دراسات نقدية لاساتذة في جامعة الاسكندرية وجامعة حلب وفي قطر ظهرت وتناولت بعض مجموعاتي القصصية والاخير منها التي صدرت عن مؤسسة الاهرام بالقاهرة (ما جاء في خبر سالم) والتي ترجمت بعض قصصها الى الفرنسية والانجليزية.
الاتجاهات المختلفة
ذات زمن قيل ان السرد بكل انواعه حل محل الشعر والان يقال ان الرواية حلت بالفعل محل الشعر والقصة القصيرة هل هذا مؤكد ام انه لا يعد كونه رأيا يفتقد الى الاثبات والدليل ,, فما رأيك؟
- كل المؤشرات وما يطرح في الساحة من آراء وافكار تؤكد هذا,, ليس بالضرورة ان تكون قد حلت محل الشعر الذي هو ديوان العرب في زمن الشعر,, ولكن لان واقع الثقافة وقد تماهى في اتجاهات مختلفة ومفاجئة قد تغير فكم من شاعر ومؤرخ واديب قد تحول للسرد بعيداً عن الشعر والنظريات ولنا في القصيبي والحمد والدميني وبرداة خير مثال.
التصادم وضيق الصدر
* تمر ساحتنا الثقافية بحالة من الرؤى المتناقضة والافكار التي تخضع في بعض جوانبها للرأي الشخصي والعلاقات الخاصة اذا سلمنا بهذا الرأي او هذه الرؤية,, ترى ما الاسباب وما انعكاس ذلك على العطاءات الثقافية واذا لم يكن الرأي كذلك فماذا ترى في الساحة الثقافية؟
- تجدني اجيبك على جانب كبير من سؤالك في احدى اجابتي السابقة مضيفا ان روح التصادم بين المتحاورين وضيق صدر البعض من الرأي الآخر يؤثر في مناخ الساحة الثقافية اضافة الى ان الرؤية تغدو غير واضحة ان لم تكن معتمة تمام الاعتام,, فهم يخلطون الاوراق تارة ويدعون المثالية في الوقت الذي يختلفون فيه على النموذج,, ولا يتفقون على منهج ونحن نعلم انهم يمثلون النخبة وينادون بالحرية والديمقراطية ولكنهم في حواراتهم ونقاشاتهم يبتعدون عن الديمقراطية والمثالية كثيرا.
مشكلة الشباب والقراءة
* في زمن طغت فيه الفضائيات والانترنت من جانب والرواية كعمل ابداعي مقروء من جانب آخر أقول طغت على اهتمامات المشاهد والقارىء,, اذن ما قيمة ان يكتب القاص قصته في ظل عدم وجود القارىء وعدم انتشار هذا النوع من الابداع,, ثم ما مستقبل القصة في تصورك؟
- حين نزعم ان الفضائيات قد غزتنا واستحوذت على جل اهتماماتنا وانها السبب في قتل مواهب الكثيرين القرائية نجد اننا نبالغ كل المبالغة فنحن لم نكن اصلا من الشعوب القارئة ولم تكن نسبة بيع الكتب مرتفعة ومؤشراتها الى اعلى ثم تدنت, المشكلة تكمن في ان شبابنا لا يقرأ ولا يهتم بالقراءة والذي يعشق صحبة الكتاب ولا يمل القراءة او لا يزاحم عشقه لها اي عشق آخر لمغريات كثيرة لا يهتم بالمغريات وازمة القراءة لا تصيب القصة ولكنها تصيب صناعة الكتاب ويبقى ملف ازمة القراءة مفتوحا.
* استاذ محمد ماذا تقول لهؤلاء؟
- الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين.
- د, سعيد السريحي.
- د, عبدالله الغذامي.
- د, حسن النعمي.
- عبده خال.
- عبدالله باخشوين.
- عبدالله باهيثم.
* الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين: رجل له تاريخه الصحفي الطويل وقد توج هذا التاريخ بأن اصبح صاحب تجربة فريدة في تاريخ الاندية الادبية فنجاحات نادي جدة الادبي وشهرة دورياته التي اصبحت معروفة من البحر الى البحر هي نجاحات لابي وديع ولهمته.
* الدكتور سعيد السريحي: احترم فكر هذا الرجل وهو على درجة كبيرة من النجاح، افكاره مرتبة وهو مثقف نموذجي ذو خلفية ثرية يشفيك في حواره ويطربك بكلماته وهو صديق ولي في لقائه لاول مرة ذكرى عالقة في ذهني وان كنت اشفق عليه من تعب الصحافة.
* الدكتور عبدالله الغذامي: مفكر من الرموز دمث الخلق,, يتعامل مع مختلف القضايا بشكل مختلف حتى تعامله مع اضداده واعدائه يتسم بالحكمة والعقلانية, تجربتي معه كزميل وصديق لا تقل اهمية وحميمية عن علاقتي بأدبه وفكره وان كان نسي ان يكون لي نصيب من اهداءاته لكتبه.
* الدكتور حسن النعمي: عرفته قاصا متميزا منذ مجموعته الاولى (ما جاء في التأويل القروي) وابتعد عن الساحة فترة وقد شغلها وشغل نقادها ببعض نصوصه لاستكمال دراسته الا انه عاد بنشاط متميز وبعطاء اكثر اشرقا وابداعا فهو يعطي ابداعا وتنظيرا بشكل لافت.
* عبده خال: رواياته وان اختلف في فهم وتلقي البعض لها,, الا ان تجربة الخال روائيا تحسب له بكثير من التقدير ويكفي ان يكون قد نجح في وضع بصمته الواضحة في هذا العطاء الذي نحن بحاجة اليه خصوصا من قبل اصحاب النمط المختلف.
* عبدالله باخشوين: قاص متميز,, حضرنا (حفلته) جميعا واحتفينا معه فيها بما تضمنته من نصوص هي الى اليوم من نماذج القصة السعودية المتطورة,, تعجبني لغته,, فهي لغة تحمل الكثير من خلفيته الثقافية وعلاقته بالاخر المتميز.
* عبدالله باهيثم: كتاباته تنم عن شخصيته ,, يكتب بعشق ويهتم بمفرداته يحرص على ان يجعلها في نسيج خاص,, ما اكثر ما اصطدم بالاخرين لان له قلما سيالا ولسانا (,,,,,,)!! لكتابات وابداع باهيثم نكهة خاصة.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved