Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


طباق وجناس
تساؤلات حول مركز مكة الطبي
محمد أحمد الحساني

قبل نحو خمسة عشر عاماً تنادى نفر من ابناء مكة المكرمة للاجتماع في فندق كبير ليناقشوا فكرة انشاء مستشفى تجاري خاص رفيع المستوى بالعاصمة المقدسة يساند الخدمات الصحية الجليلة التي تقدمها المستشفيات العامة ويغني اهالي ام القرى عن مشقة النزول الى جدة لزيارة مستشفياتها الخاصة التي بنى معظمها هناك ابناء مكة البررة طلباً للربح الأوفر في عروس البحر الاحمر!
وقد اخذت شخصياً يومها على اولئك الحضور حماسهم المبالغ فيه وما انشد في المناسبة من قصائد وما ألقي من كلمات حماسية رنانة قد تعبر عن ادعاء اكثر من تعبيرها عن وفاء حقيقي وذكرت الحاضرين عبر مقال صحفي لم يعجب كثيراً منهم ان العديد من تجار وابناء المدن الأخرى مثل الرياض وجدة والمدينة المنورة والدمام والطائف قد انشأوا مستشفيات تجارية خاصة وبدأت اعمالها دون ضجة او قصائد حماسية وخطب رنانة فما بال هؤلاء الأوفياء وقد اتوا متأخرين ليقوموا بواجبهم نحو ام القرى ويساهموا مع اجهزة وزارة الصحة القائمة في المدينة المقدسة في تقديم خدمة صحية تجارية وانسانية في وقت واحد على طريقة (بارك الله فيمن افاد واستفاد) ما بالهم يملأون الجو ضجيجاً وصخباً حتى قبل ان تبدأ فكرتهم بالخروج الى النور وقد كان لما قلته ونشرته في مجلة اقرأ ردود فعل متباينة فمنهم من سمع ووعى ومنهم من اعماه الغضب ولم يفهم قصدي واعلن الحرب علي وانتهت المعركة بفصلي من جريدة الندوة باعتبار ان بعض حضور ذلك الحفل من اعضاء الجريدة واصحاب الشأن فيها فأحبوا ان يثبتوا قدرتهم الادارية وسيطرتهم المادية على الجريدة وانهم يستطيعون فصل من يشاؤون في اي لحظة وقد كان لهم ما ارادوا في حينه بحكم ملكيتهم للجريدة وما فيها, وانتهى الأمر بتسوية حقوقية مرضية بيني وبينهم عن طريق مكتب العمل بمكة المكرمة، ثم مرت سنوات قبل ان يجتمعوا مرة اخرى بدعوة من جريدة الندوة لمواصلة نقاشهم حول فكرة المستشفى الخاص ولأن معظم المجتمعين اصحاب مصالح فقد اختلفوا كثيراً وظلوا يتفاوضون سنوات اخرى حتى استقر الرأي أخيراً على انشاء مجمع طبي في منطقة العمرة تحت احد جسور الخط السريع الموصل بين العاصمة المقدسة والمدينة المنورة وقد اطلق على المجمع مسمى مركز مكة الطبي وهو مركز بديع في منشآته جيد في اجهزته الطبية سيىء في موقعه ولكن الذي يحز في النفس ان هناك كلاماً كثيراً قيل حول التكاليف التي صرفت على الانشاء والتأثيث والتأسيس لعل اهمها ما ذكره الدكتوران عبد الرحمن بخش وسليمان فقيه وان هناك مبالغة في هذا التكاليف حيث ان السرير الواحد كلف حوالي مليوني ريال في الوقت الذي يقول فيه الدكتور سليمان فقيه مفاخراً ان السرير في مستشفاه الشهير بجدة لم يكلفه سوى ستمائة الف ريال اي اقل من ثلث قيمة تكاليف السرير في مركز مكة الطبي وقد ادت تلك التصريحات المعلنة في الصحف الى مطالبة بعض الاساتذة الكتاب من ابناء مكة المكرمة وعلى رأسهم الاستاذ عبد الله عمر خياط مطالبتهم بالتحقيق فيما قيل ومحاسبة القائمين على شؤون المشروع ومعرفة الحقيقة حفظاً لأموال المساهمين وانقاذاً للمركز الطبي من تحمل اعباء مالية لا قبل له بها ولكن كل تلك المطالبات ذهبت ادراج الرياح ولم تتحرك اي جهة - على حد علمنا - سواء من وزارة الصحة او وزارة التجارة لتقصي الحقائق بينما اخذ المركز يعاني من الديون الخاصة بالتشغيل ولا سيما في ظل مجلس ادارة منشغل وادارة طبية يتم تغييرها مرتين في العام لاسباب مجهولة فيدخل المدير ويخرج دون ان يبوح بما رأى او سمع ويأتي غيره ويرحل وهكذا تراكمت الديون على المستشفى الذي اخذ ينشر ميزانيته اكثر من مرة في العام عبر الصحف المحلية فنقرأها فلا نجد فيها الا المزيد من الخسائر في التشغيل دون ان يوضح القائمون على مجلس ادارته للمجتمع المكي اسباب هذه الخسائر وهل هي ناتجة عن عدم اقبال الناس عليه ام انها مرتبطة اصلاً بالتكاليف المبالغ فيها مما يجعل المركز يبالغ في تكاليف العلاج لاستدراك ما صرف عليه او ما صرف باسمه لغيره لتكون النتيجة عدم اقبال للعلاج في المركز ام لأن كوادره الطبية ليست في المستوى المطلوب ام لأن ادارته الطبية ضعيفة؟ لم يوضح شيء مما ذكر بل ترك الأمر مفتوحاً لكل التساؤلات واكتفى مجلس الادارة بالصمت على المكنون!
وعندما امر هذه الأيام من فوق الجسر الذي يكشف ارضية المركز فلا ارى الا سيارات قليلة امامه قد تكون لعدد محدود جداً من المراجعين وقد تكون للعاملين في المركز وقد تكون لزوار آخرين، لا املك الا ان اتعجب مما ارى واتساءل: كيف ان مركزاً طبياً بديع البناء جيد التجهيز مثل مركز مكة الطبي يظل معظم ساعات الليل والنهار خالياً من المراجعين حتى يعجز في نهاية الشهر عن تسديد الأجور ومصاريف التشغيل فتتوالى خسائره وسط صمت مطبق من الجميع.
لقد طرح علي بعض الاخوة فكرة ان تقوم جامعة ام القرى كلية الطب بشراء المركز وتشغيله عن طريق كوادرها الطبية وجعله مركزاً لتدريب طلابها وطالباتها وان يكون هو البديل الأول والجاهز تماماً للمستشفى الجامعي المزمع انشاؤه في وقت لاحق وان موقع المركز صالح باعتباره في الحل خارج الحرم لاستقدام اطباء عالميين زوار ليستفيد منهم طلاب وطالبات الكلية اضافة الى كوادر طبية عالمية تعمل في المستشفى وتنقل خبراتها لاطباء وطبيبات المستقبل ولمن يدرسون ويدرسن في قسم العلوم الطبية وانه يمكن التفاهم- بعد الحصول على توجيه من المقام السامي - بين وزارة التعليم العالي ووزارة المالية والاقتصاد الوطني على تقدير قيمة المركز الطبي وما فيه من اجهزة ومعدات وتقسيط القيمة من الميزانية المخصصة لجامعة ام القرى الخاصة بكلية الطب والمستشفى الجامعي على مدى خمس سنوات وتسليم الاقساط لمجلس ادارة المركز لصرفها للمستحقين من المساهمين الذين قد يصلهم اقل مما دفعوا اذا كان التقدير الحقيقي للمبنى وما فيه اقل من قيمة التكاليف مما ينعكس سلبياً بطبيعة الحال على قيمة الاسهم وفي هذه الحالة يكون من حق جميع المساهمين - الا الذين في بطونهم لحم نيىء - ان يطالبوا بمحاسبة المشرفين على الانشاء ليعرفوا ان كانت التكاليف المعلنة حقيقية ام مبالغاً فيها كما نشر واعلن على لسان اصحاب مستشفيات خاصة لهم خبرة وباع طويل في هذا المجال، ولا شك ان هؤلاء المساهمين يتحملون جزءاً من مسؤولية ما حدث فكيف يقدم الانسان امواله مساهماً في مشروع استثماري ثم يرى ويسمع عن مبالغات في تكاليف تنفيذه فلا يحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيه من قريب او بعيد؟!
وخلاصة القول ان الوضع العام لمركز مكة الطبي لا يحتمل المزيد من التأجيل والاهمال آملين الا تذهب هذه الكلمات سدى كما حصل من قبل والله الهادي الى سواء السبيل.
لا تفرحوا!
فرح بعض العرب بوجود اثني عشر وزيراً من اصل عربي في حكومة باراك العمالية الصهيونية منهم سبعة وزراء من اصل مغربي واربعة من اصل عراقي وواحد من اليمن من ثمانية عشر وزيراً، وتفاءلوا بوجودهم في هذه الوزارة الصهيونية، ولكن الواقع يؤكد - للأسف الشديد - ان اليهود الشرقيين هم اشد اليهود حقداً وتعصباً ضد العرب والمسلمين بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة وان شعورهم بالدونية امام اليهود القادمين من الغرب قد تحول الى حقد على اصولهم العربية، وخلال الحروب العربية الاسرائيلية كان زعماء اليهود الشرقيين اشد بلاء على العرب وحماساً لقتالهم وتدميرهم واغتصاب الاراضي واهلاك الحرث والنسل وربما عنّ لبعضهم تذكر التاريخ والانتقام لما يرون انه قد وقع ضدهم ذات يوم على ايدي المسلمين بعد ان خانوا الله ورسوله ونقضوا العهود فنزل عليهم حكم الله بالقتل والسبي والنفي وذلك في العهد النبوي الشريف وهل الأعور موشي دايان الا منهم ومثل واضح على خبثهم على الرغم من اصولهم العربية والشرقية المزعومة؟
لقد كان العرب يبنون من قبل آمالهم وخططهم وخطواتهم بالنسبة للقضية الفلسطينية على نتائج الانتخابات الامريكية ولكنني أراها الآن قد هزلت حتى اصبح بعضهم يبني ويهدم على ضوء نتائج الانتخابات الصهيونية متوقعاً ان يكون من ورائها خير كبير!!
حول حرائق الغابات
خلال هذا الصيف نشرت الصحف المحلية عن حوادث حريق شبت في بعض المناطق السياحية داخل الغابات مثل السودة وغيرها مسلطة الضوء على تلك الحوادث وما بذل من جهود لاخمادها من قبل رجال الدفاع المدني.
ويبدو ان معظم تلك الحرائق قد نشأت بسبب قيام المصطافين بالطهي داخل تلك الغابات خلال تنزههم بها مع عوائلهم ولا سيما الذين لا يحبون منهم ان يجلبوا معهم طعاماً مطبوخاً من المنازل او المطاعم وانما يحبون ان يأكلوا طبيخاً طازجاً خارجاً للتو من فوق المواقد!
والذي اعلمه ان الأنظمة البيئية والمدنية في العديد من الدول لا تجيز ابداً اشعال النيران لأي سبب وسط الاشجار في الغابات سواء لطهي الطعام او للتدفئة لوجود احتمال قوي ان ينتج عن ذلك حرائق مروعة قد لا يسلم منها السائحون انفسهم مع ما تسببه من اضرار بليغة في الغابة واشجارها والمساحات الخضراء وما تحتاجه من جهود مضاعفة لاطفائها مما قد يعرض رجال الدفاع المدني لاخطار جسيمة وهناك عقوبات رادعة توقع على من يخالف مثل تلك الأنظمة ولا شك ان ما حدث من حرائق وان كان نطاقها محدودا وقد تم -حسب ما نشر- السيطرة عليها الا انني ادعو هنا الى دراسة هذه المسألة من قبل جهات الاختصاص من جميع جوانبها وتحديد ما يجب فعله نحوها والوسائل المثلى لتحقيق رغبة السائحين والمصطافين دون تعريض الغابات والاشجار لحرائق مدمرة؟!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved