Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟

*تأليف: إيتالو كالفينو
*ترجمة: مي التلمساني
*قراءة وتقديم: د, مصطفى رجب
أصدرت سلسلة آفاق الترجمة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ شهرين كتابلماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي وهو ترجمة للكتاب الفرنسي بعنوان Pourquoi lire les classipues ويتكون هذا الكتاب من مجموعة من المقالات والدراسات التي سبق لمؤلفه نشرها في الثمانينيات وكذلك ضم الكتاب تسع دراسات لم يسبق نشرها، وقد قامت المترجمة بترجمة بعض هذه الدراسات عن الطبعة الفرنسية الصادرة عام 1993 عن دار النشر سوي ترجمة جان بول منجنارو.
وقد ترجمت دراسات إيتالو كالفينو هذه إلى الإنجليزية والفرنسية فضلا عن لغتها الأصلية الإيطالية وقد اختلفت الطبعات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية لدراسات كالفينو- والتي تقع بين دفتي الكتاب الذي نحن بصدد عرضه هذا- والطبعات الإيطالية، حيث انتقى الناشر والمترجم الفرنسيان اثنتين وثلاثين دراسة تفاوتت أطوالها وأهميتها بحسب أهمية الكاتب وموقع الكتاب في تاريخ الآداب العالمية وقد اختارت لنا المترجمة الحالية مي التلمساني من بين تلك الدراسات اثنتي عشرة دراسة تقدم كل دراسة منها عملا لمؤلف عالمي، من النظامي إلى هنري جيمس ومن فلوبير إلى بورخيس ومن تشيكوف إلى هيمنجواي، ويقع الكتاب في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط.
يبدأ الكتاب بمقدمة تعد دراسة منفصلة شكلا وتنظيرا بعنوانلماذا نقرأ كلاسيكيات الأدب؟ ويبدأ المؤلف: إيتالو كالفينو في هذا التمهيد باقتراح عدة تعريفات للأعمال الكلاسيكية ومجمل هذه الاقتراحات هو التعريف الشامل للأدب الكلاسيكي أو للأعمال الكلاسيكية فاول هذه الاقتراحات أن الأعمال الكلاسيكية هي تلك الأعمال التي نسمع عنها كثيرا من يقولإنني بصدد إعادة قراءتها ولا نسمع أبدا إنني بصدد قراءتها ويسمع هذا القول بين هؤلاء الذين يفترض فيهم سعة اطلاع وينفي المؤلف انطباق هذه القاعدة على الشباب تلك المرحلة من العمر التي تتخذ فيها العلاقة بالعالم وبكلاسيكيات الأدب بوصفها جزءا من العالم شكل اللقاء الأول تحديدا.
فمهما اتسعت قراءات الفرد التكوينية يظل هناك عدد هائل من الأعمال الأساسية لم تقرأ.
فقراءة كتاب كبير للمرة الأولى في مرحلة النضج متعة لا تضاهيها متعة، تختلف عن تلك التي نشعر بها لو قرأنا الكتاب في مرحلة الشباب، فالشباب يضفي على الأدب- كما يضفي على كل خبرة أخرى- مذاقاً خاصاً وأهمية خاصة، بينما في سن النضج نولي التفاصيل عناية أكبر، كما نلاحظ المستويات ونميز بين المعاني.
ومن هنا يحاول المؤلف تقديم تعريف آخر فالأعمال الكلاسيكية هي تلك الكتب التي تشكل ثروة لمن قرأها واحبها، غير أن ثراءها لا يقل بالنسبة لمن يحتفظ ببهجة قراءتها للمرة الأولى، في ظل أنسب الظروف لتذوقها، والواقع أن القراءة في الشباب قد تبدو أقل فائدة نتيجة لقلة الصبر والتركيز، والخبرة بطرق الاستخدام، والخبرة بالحياة ومن الممكن في الوقت نفسه أن تشكلنا القراءة حيث إنها تعطي شكلاً لخبراتنا المستقبلية، فتمنحنا نموذجاً يحتذى به وأدوات للمقارنة وأشكالاً للتصنيف، وسلم قيم ومراتب جمال، وعندئذ يصبح التعريف الممكن هو أن الأعمال الكلاسيكية هي تلك الكتب التي تتمتع بتأثير خاص حين تفرض على الذاكرة وحين تختفي في الوقت نفسه في ثنايا الذاكرة باستيعابها في اللاوعي الجمعي أو الفردي، فكل قراءة جديدة لعمل كلاسيكي هي اكتشاف مثلها مثل القراءة الأولى، وكل قراءة جديدة لعمل كلاسيكي هي في الحقيقة قراءة جديدة.
إذن فالعمل الكلاسيكي كتاب لا يكف أبداً عن البوح بما يريد فالكتب الكلاسيكية هي كتب تحمل في داخلها عندما تصل إلينا، أثر القراءات التي سبقت قراءتنا وتستدعي الأثر الذي تركته في الثقافة أو الثقافات التي عبرتها.
واول دراسة تقدمها لنا المترجمة هي الأميرات السبع للنظامي وقد ولد النظامي 1141- 1204م, وتوفي في مدينة جاندجة في أذربيجان وكان مسلماً سنياً والأميرات السبع واحدة من خمس قصائد ألفها النظامي وفي هذه القصيدة يرى الملك بهرام سبع صور لسبع أميرات فيقع في هواهن جميعاً على الفور وكل منهن ابنة ملك من ملوك القارات السبع.
يتقدم بهرام لطلب الزواج منهن الواحدة تلو الأخرى ويتزوجهن جميعاً ثم يقيم سبعة أجنحة، لكل جناح لون مختلف وقد بني على منوال الكواكب السبعة وهكذا يصبح لكل أميرة من أميرات القارات السبع جناح ولون وكوكب ويوم من أيام الأسبوع.
يزور الملك زوجاته أسبوعياً ويستمع لقصة ترويها له إحدى الزوجات، ويأتي الملك مرتدياً ملابسا بلون كوكب هذا اليوم بينما تكتسب الحكايات التي ترويها الزوجات أيضاً درجة اللون وفضائل الكوكب المعادلة.
ثم ينتقل المؤلف إلى مختارات من ملحمةرولان ثائراً لأريوستو ويقول في ذلك إن جوهر وروح أريوستو يكمنان بالنسبة لي في تلك الأبيات التي تعلن عن مولد مغامرة جديدة.
ففي عدة مواضع تتم الإشارة إلى هذا الموقف عند اقتراب سفينة ما من الشاطئ الذي يقف عنده البطل بالمصادفة:
جال رولان ببصره حوله، ولأنه لم يكن طائراً ولا سمكة لم يستطع اجتياز السد المائي.
فجأة رأى قارباً يقترب.
كانت فتاة شابة تدير دفة القارب وتلوح للفارس أنها تقترب دون أن ترغب رغم ذلك في بلوغ الأرض.
وكما يقول هناك دراسة كنت أود القيام بها، تعنى بالموقف التالي: عند شاطئ بحر، أو عند ضفة نهر، تقف الشخصية بينما يحمل قارب ما على مسافة قريبة خبراً ما أو إمكانية لقاء ما تنبثق منه المغامرة القادمة.
وفي بعض الأحيان يحدث العكس حيث يكون البطل على المركب ويتم اللقاء مع شخص يقف عند الشاطئ.
تنتهي الفقرات التي تحكي مثل هذه المواقف بقصيدة ثمانية، لغتها خالصة التجريد، تكاد تكونليمريك القصيدة الثلاثون .
وينتقل المؤلف إلى ديدرو أحد أعمدة الأدب المعاصر الذي لم تزل أهميته في تزايد مستمر وذلك بفضل روايته- الصند أو راويته النقدية أو روايته المنشقةجاك القدري وسيد التي لم يفرغ من اكتشاف مواطن الثراء وقوة التجديد بها, إنجاك القدري عمل لا يخضع لأي قانون او تصنيف، وهو وسيلة لاختبار عدد من التعريفات التي ابتدعها منظرو الأدب.
كما ان قالب القصة المؤجلةيروي جاك في البداية قصص الحب التي عاشها، ولا ينهي قصته إلا مع نهاية الكتاب نظراً لمقاطعات كثيرة ومهاترات وقصص أخرى تعترض القصص الرئيسية ذلك القالب الذي ينفصل حول عدة تداخلات للقصة داخل القصة لا يمليه فقط الذوق الذي أسماه باختين قصة متعددة الأصوات أو قصة على طريقة رابيليه، هذا القالب بالنسبة لديدرو يعد الصورة الوحيدة للعالم المعاش، وهي ليست بحال صورة خطية متناسقة الأسلوب وإنما هي صورة متقطعة تكشف تآلفاتها عن منطق ما دائماً.
إن كتابة ديدرو الحرة تعارضالفلسفة كما تعارض الأدب وهي الكتابة التي نعتبرها اليوم تحديداً الكتابة الأدبية الحقة.
وينتقل المؤلف إلى دراسة جديدة عن تشارلز ديكنز وروايتهالصديق المشترك ففي هذه الرواية ملامح من رواية المدينة ومن الكوميديا الاجتماعية، وفيها أيضاً مكان لشخصيات معقدة وتراجيدية مثل برالي هيدستون وهو عامل سابق تسيطر عليه، بعدما أصبح معلماً، فكرة الصعود الاجتماعي والواجهة حتى تتحول إلى مس .
نراه وهو في حب ليزا ثم وهو يغار عليها ليصبح متعصباً، ونراه وهو يعد بدقة لجريمة قتل ثم ينفذها، وأخيراً وهو يردد كل جملة تخطر على باله حتى وهو يعطي الدرس لتلاميذه.
وروايةالصديق المشترك عمل عظيم على الإطلاق- كما يقول المؤلف- لخيالها وأسلوبها، وكمثال على الكتابة، وهناك سبب آخر يجعلها عملاً عظيماً هو تقديم لوحة اجتماعية شديدة التعقيد للطبقات المتصارعة، هكذا ناقشكتل تحليل جورج أورويلالشهير للطبقات في رواية ديكنز، حيث أوضح أن هدف ديكنز لم يكن الكشف عن أداء المجتمع وإنما أدواء الطبيعة الإنسانية.
وفي دراسته لثلاث حكايات لجوستاف فلوبير يتناول المؤلف لفظحكاية فيحيلنا لفظ حكاية بدلاً من قصة أو قصة قصيرة إلى النثر السردي الشفاهي، إلى العجائبي والساذج، إلى الأقصوصة أو الحدوتة وتنطبق هذه الدلالة الإيحائية على حكايات فلوبير الثلاث، ليس فقط علىسيرة القديس جوليان المضياف وهي إحدى الوثائق الأولى التي تدلنا على الارتباط حديثاً بالذوقالبدائي لفن العصور الوسطى والفن الشعبي، وليس فقط على حكايةهيرودياس ذات البنية التاريخية المتعمقة والرؤية الثاقبة والحس الجمالي، وإنما أيضاً على حكايةقلب بسيط التي يظهر فيها واقع الحياة اليومية المعاصرة من خلال بساطة فكر خادمة فقيرة.
تمثلثلاث حكايات روح فلوبير نفسه في مجملها، ففيقلب بسيط حكاية تصنعها بالكامل الأشياء التي نراها، والعبارات البسيطة الخفيفة التي يحدث فيها دائماً شيء ما: القمر فوق حقولنورماندي يضيء الثيران المستلقية أرضاً، امرأتان وطفلان يمران، ثور يخرج من الضباب ويهجم حانياً رأسهفلسيته الخادمة وهي تلقي بالتراب في عينيه حتى تسمح للآخرين بالقفز فوق سياج الأشجار، وميناءهونفلور بأوناشه التي ترفع الجياد لتضعها على المراكب، وابن أخي فلسيتيه الذي يعمل بحاراً صغيرا وتتمكن فلسيتيه من رؤيته لوهلة قبل أن يختفي تحت أحد الأشرعة، وغرفة فلسيتيه الصغيرة المكدسة بالأدوات وذكريات عمرها وعمر أصحاب العمل، حيث تجاوز إناء الماء المقدس المصنوع من جوز الهند مع مكعب من الصابون الأزرق بينما يعلو الجميع الببغاء الشهير المحشو قشاً، رمزاً لما لم تعطه الحياة للخادمة المسكينة.
نرى كل هذه الأشياء من خلال عيني فلسيتيه نفسها، كما أن شفافية عبارات القصة هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لتصوير نقائها ونبلها الطبيعي في تقلبها لما في الحياة من خير وشر.
فيسيرة جوليان المضياف يتمثل العالم المرئي في سجادة أو في رسم صغيرميناتور ، أو في زجاج معشق، لكننا نحيا هذا العالم من الداخل كما لو كنا نحن أيضاً صوراً منسوجة أو مزخرفة أو مكونة من قطع الزجاج الملون.
يسود القصة فيض من الحيوانات بكافة أشكالها كما في تصاوير الفن القوطي، منها الوعول والأيائل والصقور والديوك واللقالق.
وعن قصةفارسان لتولستوي يقول المؤلف ليس من السهل أن ندرك الطريقة التي يبني بها تولستوي حكيه، فما يكشف عنه كثير من الكتاب- بنيات متناظرة، دعامات أساسية، ثقالات، مفصلات للبناء- يظل خافياً عنده، (خافياً) ليس بمعنى (غائباً) فالانطباع الذي يتركه تولستوي بأنه ينقل، على الصفحة المكتوبة، الحياة كما هي تماماًذلك الكيان الغامض الذي نضطر لتعريفه بناء على تلك الصفحة المكتوبة ليس سوى نتيجة فنية، هي نتيجة المهارة والمعرفة.
والصنعة الأكثر براعة وتعقيداً من الأخريات.
وتعد رواية فارسان واحدة من النصوص التي تتبدى فيها البنية التولستوية أشد وضوحاً، ولأننا أمام قصة من قصصه المميزة- من أعماله الأولى المباشرة- وواحدة من أجملها,.
فقد كتب هذه الرواية ونشرها عام 1856 وتعد إحياءً لعصر منقض، في بدايات القرن التاسع عشر، وموضوعها هو القدرة على الحياة بشكل مفرط وجامح، هو الحيوية التي ينظر إليها بوصفها بعيدة ضائعة.
ويتشكل زخم الحياة، الذي أشاد به نقاد تولستوي كثيراً- في هذه القصة وفي أعماله الباقية- من إدراك الغياب.
وكما هو الحال عند أكثر الرواة تجريداً، فالمهم عند تولستوي هو مالا نراه، مالا نقوله ما يمكن أن يكون هنا لكنه في الوقت نفسه غائب.
ولجي دو موباسان يتناول المؤلف روايتهبيير وجان وهي كما عرفها موباسان دراسة نفسية في المقال الذي يتضمن رأيه في اكثر الأشكال الشعبية اكتمالاً، والذي نشر في بداية الرواية عام 1887 على سبيل التقديم وظل ملازماً لها وفقاً لتقاليد النشر، حتى وإن لم تكن ثمة علاقة قوية بينهما في الواقع، وبهذا التعريف ومنذ الأسطر الأولى- كما يقول المؤلف- أظهر موباسان تحفظاً: فمقاله يطمح لأن يكون مانيفستو المذهب الطبيعي الموضوعي، ونقداً لما كان يسمى في ذلك الحين بالتحليل النفسي فعلى العكس من ذلك تمثل روايةبيير وجان نموذجاً للسرد الذي يدور في جزء كبير منه داخل رءوس الشخصيات- وخاصة داخل رأس بيير- عن طريق تتبع أفكارهم يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، بدقة شديدة، كان في مقدور موباسان أن يعرف نفسه بوصفه راويه موضوعي في جانب كبير من أعماله الأدبية، وخاصة بوصفه كاتب قصة قصيرة.
غير أنبيير وجان رغم كونها أكثر رواياته اقتراباً من القصة القصيرة في خطها الرئيسي وفي تركيزها، إلا أنها واحدة من النصوص التي يغامر فيها ذلك الراصد الأمينللهيئة الخارجية ذلك المصورفي الهواء الطلق لاستكشاف العالم الداخلي متسلحاً بمذهبه التجريبي الصلب.
ويتحدث المؤلف في دراسة أخرى عن الإنسان في أعمال أنطون تشيكوف ففي قصصه القصيرة الفكاهية ينطلق بعدوانيته الجدلية القاسية ليغوص في الوقائع دون غيرها مثله مثل جوجول الذي لم يكن في حاجة للجوء الى الكاريكاتير لكي يجد التأثيرات المناسبة.
وإنما كان يكتشفها كما هي أمام عينيه، جاهزة لتدون بشكل سريع، وتحكي ببساطة وبصوت خفيض، وإذا كان جوجول قد اهتم بالكشف عن الوجه العبثي ذي الملامح المميزة بشكل مضحك الذي يختفي وراء واقع روسيا البيروقراطي اليومي، فقد أراد تشيكوف الذي بدأ يكتب ثلاثين عاماً بعد وفاة جوجول أن يفتش في الواقع بشكل مختلف.
ثم ينتقل إلى روايةديزي ميلر لهنري جيمس وهي واحدة من القصص النادرة لهنري جيمس وربما تكون الوحيدة التي حظيت على الفور بنجاح جماهيري وهي أيضا من أكثر قصص جيمس وضوحا فتندرج بالكامل في إطار الغائم والمسكوت عنه والمثير للحيرة.
إن هذه الدراسات النقدية التي قدمها لنا إيتالو كالفينو والتي تناول فيها عددا غير قليل من الأعمال الروائية والشعرية العالمية الكلاسيكية هي بحق دراسة تحتاج إلى دراسة وتناول قراءة متأنية لما تزخر به من قيم فنية وجمالية يتحول بها النقد إلى عمل إبداعي حقيقي لا يقل روعة عما يتناوله بالدراسة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved