Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
مرة أخرى عن مبررات التشاؤم من أجهزة باراك

قبل ثلاثة ايام كتبنا في هذا الحيز عن مبررات تشاؤمنا من أجندة ايهود باراك السياسية والأمنية التي يريد ان يستأنف بها المفاوضات مع الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين لتحريك عملية السلام باتجاه اهدافها,, وأعربنا عن املنا في ان نكون مخطئين في مبررات تشاؤمنا من اجندته!.
ولكن المؤسف ان تصريحات باراك وهو ما يزال في واشنطن وبين اقوى لوبي يهودي امريكي داعم لاسرائيل تزيد من مخاوفنا وقلقنا وتؤيد مبررات تشاؤمنا من أجندته التي لم يكشف عن كل ما تحتويه بعد من مفاجآت!.
فأمس الأحد - وقبل توقيعه اليوم مع الرئيس الامريكي لإعلان تعاون امريكي/ اسرائيلي استراتيجي - قال باراك: ان القدس ستبقى والى الأبد عاصمة موحدة لإسرائيل !.
وبهذا التصريح يضرب باراك بعرض الحائط ما نصت عليه جميع الاتفاقيات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين بدءاً من مبادىء مؤتمر مدريد عام 1991 ومرورا باتفاقيات اوسلو والخليل وواشنطن وكذلك قرار مجلس الامن رقم (242) الصادر في نوفمبر 1967 وجميعها تضع قضية القدس ضمن قضايا الوضع النهائي للفلسطينيين بينما لم تعترف الامم المتحدة ممثلة في جمعيتها العمومية ومجلس الامن بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل بالرغم من ضم اسرائيل اليها عام 1981م.
وهذه أولى الأثافي!.
وأمس الاحد اعلن الجيش الاسرائيلي عن خطة عسكرية لتعزيز قبضته على الشريط الحدودي المحتل من جنوب لبنان.
والمؤكد ان خطة الجيش هذه لا يمكن ان يتم الاعلان عنها ما لم يحصل الجيش على ضوء اخضر من القيادة السياسية المتمثلة في الحكومة برئيسها باراك.
وقد تكون الخطة موضوعة من عهد حكومة سلفه بنيامين نتنياهو ولكن لم يعلن عنها الا امس في ظل سلطة حكومة باراك الامر الذي يعني - بالضرورة - ان تطبيق الخطة لا يناقض فقط تصريحات باراك بل تعهداته بالانسحاب من جنوب لبنان في غضون عام واحد، بل ينسفها نسفاً! وهذه ثاني الأثافي!.
وثالثة الاثافي ان باراك - كما سبق ان اشرنا قبل ثلاثة ايام - كشف عن نيات سياسية مثيرة للمخاوف العربية عندما طلب رسميا من الولايات المتحدة الامريكية ان تبقى في المقاعد الخلفية عند تحريك مفاوضات السلام بما يعني تهميش دورها كراعية لهذه المفاوضات، وهذا يدعم مبررات التشاؤم من اجندته السياسية خصوصاً بعدما صادق اول امس على صفقة شراء (50) طائرة امريكية مقاتلة ومتطورة جداً من طراز اف 16 فضلاً عن اعلان وزير دفاعه اول امس ايضا عن تقديم الولايات المتحدة لاسرائيل نظاماً مضاداً للصواريخ! وهذا كله يحدث في زمن التمسك العربي بالسلام كخيار استراتيجي، وفي الوقت الذي وقعت فيه الدول العربية على جميع المعاهدات الدولية المتعلقة بعدم انتاج وحظر اسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية وجميعها متوفرة لدى اسرائيل وحدها في المنطقة.
أليس من حقنا بعد هذا أن نتشاءم من أجندة باراك؟!.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved