Monday 19th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 6 ربيع الثاني


الرئة الثالثة
نعم لغازي,, مرشح الأمم!

أزعم بدءاً انه لم يفتن الناس في بلادي وخارجها كما فتنوا ويفتنون بشخصية مثيرة ومؤثرة في حجم ومكانة معالي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا,, ومرشح الأمم الاسلامية والعربية لقيادة منظمة اليونسكو العالمية في مطلع القرن القادم!
* *
وأزعم ثانياً، ان الدكتور القصيبي قضية ساخنة يسهر الخلق جراها,, ويختصم!
** تارة يتفقون حوله,, وأخرى يختلفون!
** وحيناً,, يتجادلون بسببه,, وآخر يختصمون !
** وهم ما بين اتفاق يجمعهم، وخصام يفرقهم,, لا ينفكون يتأملون ما يجود به هذا الرجل من أدبيات الفكر والوجدان!
**
وأزعم ثالثاً ان للدكتور القصيبي حضوراً أدبياً وادارياً وانسانياً مبدعاً يتحدى النسيان!
** فهو الوزير ماضياً,, والسفير حاضراً,.
** وهو قبل هذا كله,, استاذ جامعة وعميد كلية,.
** وهو بعد ذلك كله,, مثقف متعدد المواهب والقدرات شعراً ورواية ونثراً!
**
وأزعم رابعاً، أن الدكتور القصيبي كما يعرفه المهتمون به، والمتابعون له، صنف فريد من البشر,.
** فهناك المحبون له,.
** وهناك الغيورون منه,.
** وهناك العاتبون عليه,.
** وهناك من قد يساوره شيء من حسن الظن وشيء من سواه، فينقلب الى نفسه متمرداً عليها.
ويتنكر له حكم العقل وحلم البصيرة وسداد الرأي,.
فيبقى اسير الحيرة والشك ويذوب أخيراً في صفوف المتفرجين!!
والسبب في ذلك كله,, هو تلك المواهب,, مجتمعة ومتفرقة!
**
وأذكر في هذا السياق ان مثقفين أعرفهم,, وآخرين عرفت عنهم او قرأت لهم,, أنكروا على الدكتور القصيبي هجمته الشجاعة ضد العديد من السلبيات التي أفرزتها نكبة الخليج الثانية!
زعموا خطلاً ان الكاتب قسَا على من صب عليهم حمم قذائفه اليومية عبر صحيفة (الشرق الأوسط)!
وقد حسم الدكتور القصيبي الموقف بنفسه قائلاً إنه إذا كان المسؤول الأول عن نكبة الخليج الثانية لم يدع سقطاً من القول ولا لغواً الا وجهه الى خاصرة أهل هذه الجزيرة قيادة وسيادة وشعباً، أفيستكثر هؤلاء الناقدون او العاتبون ان يتطوع مواطن مخلص لوطنه وأهله بالرد على ذلك اللغو، ليظهر الحق حقاً,, ويردع به الباطل!؟
**
أعود الآن من حيث بدأت متسائلاً:
لماذا يستحق الدكتور القصيبي دون سواه، الترشيح للوظيفة الثقافية الأولى في العالم؟!
وأمهد للرد على ذلك بتقرير أمرين هامين:
أولهما: ان تزكيتي لمعالي الدكتور غازي القصيبي ليست (مجروحة) فحسب,, بل (مضرجة) بحميمية الود له منذ اكثر من ربع قرن! لكنني رغم هذا الاعتراف ب(جنحة) الود للدكتور القصيبي لا ارى في هذا الحديث ضيراً ولا ضرراً، لأنني اتحدث عنه كمواطن عربي يتشرف بالانتماء الى الوطن الذي انجب هذا الرجل، ثم الانتساب الى (قبيلة) الحرف الجميل,, (موطن) المثقفين في كل مكان!
وثانيهما: أن الدكتور غازي القصيبي ليس في حاجة الى تزكية مني ولا شهادة! فقد زكته بلاده، قيادة وشعباً يوم رشحته لذلك المنصب الكبير، واقتدت بها أمم وأيدتها حكومات,, في الشرق والغرب والشمال والجنوب!
**
وانطلاقاً مما سبق، فإنه لا يراودني ادنى ريبٍ في ان الدكتور غازي القصيبي هو الخيار الحضاري الأكثر حظاً لولاية هذه المهمة الثقافية العالمية التي أزعم انه لو حكم المقترعون التأهيل وحده لشغلها، بعيداً عن تداعيات السياسة وتناقضاتها لما وجدوا لهذا المرشح بديلاً!!
واليكم بعض الأسباب:
1 - حضوره الفاعل والمؤثر في الساحة الثقافية شعراً ونثراً ورواية من المحيط الى الخليج.
2 - تأهيله المتميز المتعدد أصولاً وفروعاً!.
فقد تخرج من حقوق القاهرة محامياً,, ثم دلف الى ساحة السياسة والعلاقات الدولية دارساً,, فباحثاً,, فمحاضراً فأستاذاً فممارساً، ونال بتميز تقديرات اكاديمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
** فهو صاحب الأطروحة المثيرة التي كتبها في اواسط الستينيات للميلاد لنيل (الماجستير) من جامعة جنوب كاليفورنيا ينتقد فيها نظرية القوة التي بشر بها البروفسور الامريكي (هانز مورغنثاو) تلاميذه ورائديه في ذلك الوقت.
** وهو صاحب الرسالة المؤثرة لنيل (الدكتوراه) عن ثورة اليمن,.
** وهو المؤلف لعشرات الكتب في السياسة والادارة، ناهيك عن الأدبيات الأخرى,, شعراً ونثراً ورواية!
**
3 - تجربته الثرة في نطاق الادارة، عبر ثلث قرن تقريباً,, منذ أن كان عميداً لكلية التجارة في جامعة الملك سعود,, فرئيساً لقطاع سكة الحديد,, فوزيراً للصناعة والكهرباء ثم وزيراً للصحة.
ومن يستمع الى هذا الرجل وهو يتحدث عن هموم الادارة والاداريين حديث الواثق بنفسه,, يوقن ان لا هم ولا حلم ولا علم له سوى الادارة، تشخيصاً وتحليلاً وعلاجاً!
فإذا نقل ناصية الحديث الى السياسة اسر محدثه,, او سائله,, معرفة واستنتاجاً!
** اما الشعر وهواجسه,.
والثقافة وفنونها,.
** والأدب وقضاياه,, فمسارات يزهو بها أدب القصيبي ويزدهر!
**
وبعد,.
** امام كل هذا التأهيل غير المتواضع,.
** والتجربة غير القاصرة,.
** والحضور,, غير المحدود,.
لم لا يكون معالي الدكتور غازي القصيبي، فارس الثقافة والسياسة والادارة، (عريساً),, تزفه الأمم في نوفمبر القادم الى منظمة (اليونسكو),, ليبدأ من باريس مشوار غدٍ جميلٍ تنعم به الثقافة والمثقفون أينما كانوا؟!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved