* باريس - (أ ف ب):
في اول عملية من نوعها في العالم، نجح جراحون فرنسيون في اجراء عملية زرع في الشريان التاجي الذي ينقل الدم الى القلب دون الحاجة الىعملية قلب مفتوح، بالاعتماد على ذراع آلية موجهة عن بعد.
وقال رئيس قسم جراحة القلب والشرايين في مستشفى بيتي - سالبيتريير الباريسي ايرادج غاندجباكش، ان المريضة التي اجريت لها العملية قبل عشرة ايام في صحة جيدة .
وغادرت المريضة التي تبلغ من العمر ستين عاما وكانت تعاني من مشكلات خطيرة في القلب، المستشفى بعد اسبوع.
وتقوم العملية على قطع جزء من شريان الصدر وزرعه مكان الجزء المسدود الذي يتم قطعه في الشريان التاجي, ولكن وبدلا من فتح الصدر كما يحدث في العمليات الكلاسيكية، قام الجراحون بزرع ثلاثة اسلاك معدنية قطرها حوالي سنتمتر واحد في صدر المريضة.
وثبتت في نهاية احد الاسلاك كاميرا صغيرة موصولة بجهاز فيديو في حين زود الاخران بمقصات وملاقط.
ومن دون اي تدخل منهم، قام الجراحون بتوجيه الذراع الالية عبر شاشة التلفزيون.
وقال غاندجباكش ان الذراع الالية ضرورية للوصول الى مناطق يصعب الوصول اليها .
واستغرقت العملية ساعتين ونصف الساعة منها 20 دقيقة لقطع الشريان, وكان قلب المريضة ينبض بشكل طبيعي خلال جزء من العملية وبمساعدة الالات في الجزء الاخر.
وكان فريق من الجراحين الفرنسيين برئاسة البروفسور الان كاربانتييه رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى بروسيه الباريسي اجرى في مايو 1998 ست عمليات باستخدام رجل آلي موجه بالكمبيوتر, الا ان هذه العمليات التي كانت ايضا الاولى من نوعها في العالم، اجريت على قلب مفتوح اي بفتح الصدر.
ويأمل جراحو بيتي - سالبيتريير الان المضي قدما في الاستفادة من امكانيات الرجل الالي بجعله، بالاضافة الى قطع الشرايين، يقوم بتقطيب الجروح وفي مابعد باجراء عمليات دقيقة مثل عمليات زرع مزدوجة او ثلاثية في الشريان.
وتختلف المهارات التي يتطلبها القيام بمثل هذه العمليات عن المهارات التي يتعلمها جراحو القلب حاليا, ويقول غاندجباكش ان الفرق بين العمليتين هو كالفرق بين الكتابة باليد والكتابة بواسطة الكمبيوتر .
وتتوج العملية الناجحة خمس سنوات من الابحاث الهادفة الى جعل العمليات الجراحية اكثر بساطة واقل ايلاما للمرضى.
وتجري في فرنسا سنويا حوالي اربعين الف عملية في القلب نصفها عمليات زرع في الشرايين.
ورغم النجاح الذي حققوه لايتوفع الجراحون ان يتخلوا قريبا عن مشارطهم.
ويقول غاندجباكش هناك طريق طويل قبل ان يصبح الرجل الالي قادرا على القيام بكافة العمليات الجراحية, لانزال بعيدين عن صنع طائرات تفوق سرعة الصوت، مازلنا نتعلم الطيران .