المسافر عادة يكون اكثر عرضة للاصابة بالامراض المعدية خاصة اذا كان سفره الى المناطق الاستوائية مثل امريكا الجنوبية وأواسط افريقيا وجنوب شرق آسيا, ولذا ينبغي على المسافر ان يتخذ التدابير والاحتياطات الكافية قبل السفر واثناءه وبعده، الامر الذي يقلل بإذن الله من احتمال اصابته بهذه الامراض, وهذا استعراض مختصر لاهم التدابير التي يحتاجها وعليه ان يعرفها جيداً قبل سفره,وهي ترجع الى ثلاثة امور:
1-العناية بمصادر الاكل والشرب.
2-الادوية التي يلزمه تناولها او اصطحابها معه.
3-التطعيمات.
وتختلف وسائل الوقاية من مرض لآخر, ولذا سوف نذكر هنا اهم الامراض التي قد يتعرض لها المسافر -لاقدر الله- ووسائل الوقاية منها:
اولاً:الملاريا:
تشتهي انثى بعوضة الانوفيليس الغذاء على دم الانسان اثناء فترة اخصابها وخاصة في الليل، وبذلك تقوم بنقل جرثومة الملاريا من الشخص المريض الى الشخص السليم, وتهاجم جرثومة الملاريا كريات الدم الحمراء وتتكاثر بداخلها وتؤدي الىانفجارها ويصاحب ذلك حمى متقطعة، وارهاق وارتفاع في نسبة الصفار في الدم, وتستوطن الملاريا معظم المناطق الاستوائية وماحولها, وسكان هذه المناطق قد اكتسبوا نوعاًمن المناعة يجعل خطر الملاريا عليهم اقل من خطره على الزائرين, وفي بعض المناطق يزداد انتشار احد انواع جرثومة الملاريا المسمى ب(فالسبرم) ويتميز هذا النوع بانه يسبب مرضاً شديداً للانسان وقد يصل الى المخ ويؤدي الى الوفاة, وله قدرة على مقاومة مركبات (الكلوروكوين) التي تستعمل عادة لعلاج الملاريا.
أ-التدابير الوقائية: يجب تجنب التعرض للبعوض الذي يعد الوسيلة الرئيسية لانتشار مرض الملاريا وذلك باتباع مايلي:
1-احكام اغلاق النوافذ ليلاً والتأكد من عدم وجود فتحات يمكن ان ينفذ من خلالها البعوض.
2-النوم داخل ناموسية محكمة.
3- اذا نمت في العراء فالبس الجوارب الطويلة والملابس التي تستر اكبر قدر من الجسم.
4-اذا نمت في العراء فيمكن استعمال البخاخ الذي يطرد الحشرات حيث ترشه على الاجزاء المشكوفة من الجسم, على ان تتجنب دخوله في الفم او العينين, واذا قمت في الصباح فاغسله عن جسمك, اما اذا احدث حساسية في الجلد فاغسله حالاً.
ب- الأدوية الواقية ضد الملاريا:
1-اذا كان السفر الى المناطق التي تنتشر فيها الملاريا غير المقاومة لمركبات الكلوروكوين مثل جنوب الجزيرة العربية وبنما والمكسيك فيكفي استعمال (فوسفات الكلوروكوين) ومن اسمائه التجارية ملاركس، ملاركوين، رسوكوين, تأخذ جرعة واحدة فقط في كل اسبوع تبدأ بها قبل السفر باسبوع وتستمر اثناء السفر وبعده على نفس الجرعة الاسبوعية الى ان يمضي أربعة اسابيع بعد الرجوع من السفر.
الجرعة تساوي 300 ملجم (اي حبتين150ملجم، او ثلاث حبات 100ملجم).
2-اذا كان السفر الى المناطق التي توجد فيها الملاريا المقاومة للكلوروكوين (وهي معظم المناطق الاستوائية التي تستوطن فيها الملاريا ) فلابد من استعمال (مفلوكوين) واسمه التجاري لاريام او ميفاكوين, تأخذ حبة واحدة (250ملجم) كل اسبوع تبدأ قبل السفر باسبوع وتستمر اثناء السفر وبعده باسبوعين.
3-في تايلاند بدأت الملاريا تكسب مقاومة ضد مفلوكوين, فعلى المسافر الى هناك استعمال (دوكسيسايكلين) حبة واحدة (100ملجم) يومياً يبدأ قبل السفر بيومين ويستمر الى ان يمضي اربعة ايام بعد الرجوع من السفر .
ملاحظة:الاحتياطات السابقة مهما التزم بها المسافر لاتضمن عدم اصابته بالملاريا 100% وإن كانت تقلل بإذن الله من احتمال ذلك بشكل كبير, ولذلك فعلى المسافر عندما ترتفع درجة حرارته اثناء السفر, او حتى بعد الرجوع من السفر ولو بعدة اشهر عليه مراجعة المستشفى لعمل التحليل والتأكد من عدم اصابته بالملاريا.
ثانياً: الإسهال:
يصيب الاسهال كثيراً من المسافرين الى تلك المناطق بسبب عدم الاهتمام بمصادر الاكل والشرب وغالباً مايكون ناتجاً عن الاصابة ب(إي كولاي), واحياناً يكون ناتجاً عن الاصابة بانواع اخطر مثل (سكيلا) او ( سالمونيلا)، او بعض الفيروسات ونادراً مايكون بسبب الكوليرا.
أ-التدابير الوقائية:
العناية بمصادر الاكل والشرب هو اهم التدابير الوقاية من الاسهال بإذن الله لان الجراثيم المسببة للاسهال تنتقل عن طريق الاكل والشرب, ولذلك بقدر مايهتم المسافر بمصادر الاكل والشرب يقل بإذن الله احتمال اصابته بالاسهال وهذه بعض التوجيهات للعناية بمصادر الاكل والشرب:
1-عدم شرب الماء الا من مصادره المأمونة مثل:
1-المياه المعلبة.
2-الماء المغلي لمدة 10دقائق على الاقل.
3-الماء المعالج بالكلور حيث يمكن للمسافر ان يصطحب معه حبوب الكلور ويضيفها الى الماء قبل شربه.
4-الماء المعبأ بواسطة الفلتر الخاص بترشيح الماء ، فيمكن للمسافر ان يأخذه معه لترشيح الماء قبل شربه.
2-عدم تناول الحليب او الثلج او الآيسكريم الا اذا كان محضراًمن المياه المأمونة المذكورة آنفا.
3-عدم اكل اي اطعمة غير مطبوخة مثل السلطات والفواكه الا اذا كانت الفاكهة ذات قشرة وازال قشرتها بنفسه.
4-اقتصار الاكل على الاطعمة المطبوخة بشرط ان لايكون مضى على طبخها وقت طويل, وكذلك المشروبات الحارة مثل الشاي والقهوة, والمرطبات الباردة المعلبة.
5-تقليم الاظفار وغسل اليد جيداً قبل الاكل.
6-ولاحاجة الى استعمال اي مضادات حيوية اذا التزم المسافر بهذه التوجيهات.
ب-علاج الإسهال عند حدوثه:
المشكلة الرئيسية من الاسهال ان يؤدي الى فقد كمية كبيرة من سوائل واملاح الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم وهذا هو الذي يسبب انهاك جسم المريض وانهياره ولذا يجب اتباع التعليمات التالية عند حدوث الاسهال:
1-تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل الاخرى من مصادرها كما ذكرنا آنفا ويجب على المريض ان يكثر من هذه السوائل بحيث تبقى كمية البول التي تخرج منه عادية ولون البول اقرب الى لون الماء، لان من اهم علامات جفاف الجسم قلة البول وكونه مركّزاً اصفر اللون.
2-تعويض الاملاح التي يفقدها الجسم بان يتناول الاقراص المركبة من املاح وسكر مثل (سيفدرات)، إذا كانت هذه الاقراص غير متوفرة فبإمكان المريض تحضير محلول ملح يقوم مقامها كما يلي: يملأ ملعقة شاي من ملح الطعام (5سم 3 )مضافا إلى ثماني ملاعق من السكر مضافا الى لتر من الماء ثم يخلط هذا المحلول ويشربه,, كذلك ينصح باكل الموز لانه يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم.
3-اذا كانت الحالة حادة جداً او استمرت لعدة ايام فعلى المريض مراجعة المستشفى واذا كان لايمكن ذلك فيجب عليه ان يبدأ باستعمال احد المضادات الحيوية التالية:
(سبترا) حبة واحدة مرتين يومياً او (سبرو 500ملجم) حبة واحدة مرتين يومياً ويستمر عليها حتى يخف الاسهال.
4-يمكن استعمال مايخفف الاسهال اذا لم تكفي الاجراءات السابقة, وأنسب علاج لذلك هو (أموديوم) يأكل في البداية4ملجم تم يأكل بعد ذلك، 2 ملجم مع كل اسهال بحيث لايزيد مجموع مايأكله في اليوم الواحد عن16ملجم.
ثالثاً: الحمى الصفراء:
تنتشر الحمى الصفراء في المناطق الاستوائية في افريقيا وامريكا الجنوبية, وهي عبارة عن فيروس ينتفل بواسطة البعوض ويؤدي الى ارتفاع في درجة الحرارة وصداع وصفار وقد يؤدي الى النزيف والفشل الكلوي وتحدث الوفاة بنسبة 10-15% من المصابين.
التدابير الوقائية:
أ- تجنب التعرض للبعوض كما ذكرنا في الحديث عن الملاريا.
ب-أخذ التطعيم الخاص بالحمى الصفراء قبل السفر بعشرة ايام على الاقل, وهذا التطعيم يلزم اخذه اذا كان السفر الى المناطق التي يستوطن فيها هذا المرض وهي معظم المناطق الاستوائية ويستمر المفعول الوقائي للتطعيم مدة عشر سنوات بإذن الله, ويستحسن ان يحمل المسافر معه شهادة تثبت انه أخذ هذا التطعيم لان بعض الدول الافريقية والآسيوية تطالب المسافر بهذه الشهادة قبل الدخول اليها.
رابعاً: الايدز:
وينتشر هذا المرض في الدول الغربية وافريقيا وبعض دول جنوب شرق آسيا, وتنحصر طرق انتقاله في العلاقات الجنسية ونقل الدم, وتبادل الحقن بين مدمني المخدرات، ومن الأم الى الجنين, ولا يوجد مايدل على امكانية انتقال هذا المرض بواسطة البعوض.
ولاينتقل هذا المرض عن طريق التعامل العادي مع مريض الايدز او الحامل للجرثومة ولاعن طريق المأكولات او المشروبات, وعليه فلاداعي للتخوف من مرضى الايدز عند السفر الى تلك المناطق للتعامل العادي مع الناس وينصح المسافر بتجنب مواطن الفتنة وما قد يؤدي به الى الوقوع في الفاحشة.
خامساً: البلهارسيا:
تنتشر البلهارسيا في المناطق التي تكثر بها المستنقعات حيث يتبول ويتبزر فيها الناس, والاحتياط الوحيد اللازم لتجنب الاصابة بالبلهارسيا هو تجنب استعمال الماء غير المأمون المصدر، واذا احتاج الى استعمال الماء الملوث بالبلهارسيا فلابد من غليه او تخزينه لمدة تزيد عن 72 ساعة لان جرثومة البلهارسيا التي تنقل المرض الى الانسان السركاريا تموت بعد هذه المدة فيصبح الماء غير ناقل للبلهارسيا.
سادساً: التطعيم وحوادث المرور:
قد تؤدي الى مرض الكزاز TETANUS وللوقاية من ذلك يجب التطعيم ضد الكزاز قبل السفر اذا لم يكن المسافر قد أخذه خلال العشر سنوات الماضية, وهذا التطعيم مهم للمسافر وغيره, وهو موجود ضمن برنامج تطعيمات الاطفال الرسمي.
ويجب الانتباه الى اختلاف نظام السير في بعض الدول حيث يكون نظام السير فيها من اليسار وعدم الانتباه الى ذلك قد يؤدي بالراكب او المار الى حوادث خطيرة- لاقدر الله-.
كذلك من المهم حمل بطاقة فيها فصيلة الدم والمعلومات الشخصية تكون في جيبه دائماً.
كما ينبغي على المسافر ان يكون متوكلاً على الله مراقباً له وان يعلم ان اتخاذ هذه الاحتياطات من الاسباب التي حث عليها الاسلام وهو مأجور على فعلها وكما يحتاط لصحته وأمور دنياه,, كذلك عليه ان يحتاط لامور دينه في سفره وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى معه اينما كان , ويتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت أو كما قال,, وقانا الله وإياكم شرور الدنيا وصلى الله وسلم على محمد.