يتساءل الكثير من الامهات عند وصف دواء لهن اثناء الحمل عن مدى تأثيره على الجنين وهل عليهن استعمال هذا الدواء ؟ والحقيقة ان الإجابة على مثل هذا السؤال قد تكون صعبة حتى علىالمختصين من اطباء وصيادلة, ويحكم هذا عوامل عديدة مثل نوع الدواء والحالة المرضية ومرحلة الحمل, كما ان تأثير بعض الادوية على الجنين غير معروف، حيث انه لايمكن عمل تجارب علىالحوامل لمعرفة تأثير الادوية علىالجنين والمعلومات التي يحصل عليها من اجراء تجارب على اجنة الحيوانات ليست كافية للحكم على تأثيرها على الجنين عند الانسان.
ولان معظم الادوية تجتاز المشيمة لتصل الىالجنين بعد تناول الدم لها فإن هذه الادوية قد تؤثر على نمو الجنين الجسمي او العقلي وقد لا يظهر أثرها إلا بعد ان يكبر الطفل، كما ان هناك اسبابا اخرى عديدة لتشوه الجنين غير الادوية كالإصابة بامراض معينةاو التعرض للاشعة اوالتدخين اثناء الحمل.
وننصح الامهات بتجنب استعمال الادوية اثناء الحمل الا عند وجود مبررات قوية كعلاج حالة مرضية يكون خطرها على الام او الجنين اكبر من الضرر الناتج عن استعمال تلك الادوية، وان يكون ذلك بناء على وصفة طبية من طبيب مختص على علم تام بالحمل ومرحلته وبعد موافقة الام علىاستعمال الدواء بعد معرفتها بالضرر الذي يحدثه للجنين, ويكون تأثير الادوية علىالجنين كبيراً في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، حيث تكون اعضاء الجنين المختلفة في مرحلة التكون, لكن قد يكون هناك ادوية تأثيرها على الجنين اكبر في مراحل الحمل الاخيرة كدواء الاسبرين مثلاً.
وقد يحدث الحمل اثناء استعمال الادوية لعلاج مرض معين، وفي هذه الحالة على الام مراجعة الطبيب المعالج لمعرفة هل يمكنها الاستمرار على الادوية التي كانت تستعملها قبل الحمل، حيث ان هناك امراضا يحتاج علاجها الى فترات طويلة كالصرع وغيره وقد يكون خيار الطبيب المعالج الاستمرار في معالجة المرض مع تغيير لنوع الادوية الىادوية اقل ضراراً على الجنين.
وقد يصاحب الحمل الإصابة ببعض الامراض كارتفاع ضغط الدم او البول السكري ويجب معالجة هذه الامراض، وهنا يأتي دور الطبيب والصيدلي في اختيار الادوية المناسبة لكل دور الطبيب والصيدلي في اختيار الادوية المناسبة لكل حالة مرضية مع مراعاة سلامة الجنين.
صيدلي/ سعود بن عبدالعزيز العشيوي
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني