Thursday 22nd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 9 ربيع الثاني


ودعته الحركة الثقافية العربية وحزن عليه التشكيليون
فاتح المدرس أوجد موقعاً هاماً للفن التشكيلي العربي عالمياً وساهم في الشعر وكتابة القصة

* كتب - المحرر التشكيلي
تناقلت الصحف ووسائل الإعلام المرئيه عبر الفضائيات في برامجها الإخبارية والثقافية خبر وفاة أحد أعلام الفن التشكيلي في سوريا وفي العالم العربي وأحد الرموز التى نقلت الصورة الثقافية العربية إلى المصاف العالمية, ونحن هنا نشارك الأحبة في سوريا الشقيقة وفي كل مكان من الوطن العربي ونسلط الضوء على هذا المبدع الذي ذهب جسده وروحه وبقيت ذكراه وأعماله التى ملأت المتاحف العربية والعالميه.
ولد الفنان فاتح المدرس عام 1922 تقريبا ورحل في السابعة والسبعين من عمره ساهم فيها بنقل الفن التشكيلي إلى مواقع معاصره واساليب حديثه نال عبرها شهرة واسعة في تاريخ الفن التشكيلي السوري وخصوصا في مجال الفن الحديث جاءت تلك الشهرة بعد فترة قصيرة من عودتة من روما حيث تلقى تعليمة الأكاديمي فيها انطلق في أول مشواره بمعرض خاص عن أعمالة ثم شارك في معرض الدوله الرسمي فكان تواجده مثار دهشه النقاد والفنانين, ويرى البعض من متابعي مسيرة الفنان فاتح المدرس أن شهرتة لم تأت بعد دراستة بقدر ما كان له موقع هام منذ عام 1952 مما يعني أن مرحلة الدراسة اضفت الكثير من التواجد- إذ كان لتلك الدراسة تأثير كبير على حياته الفنية كما جاء في كتاب (عشرون فنانا من سورية) تأليف الأستاذ طارق الشريف إذ يقول أن الفنان فاتح وجه رساله لصديق له قال فيها أن زيارتي لأوروبا قلبت مفاهيمي حيث اتجهت جهودي نحو أسلوب واحد معين وهذا يعني أن الفنان كان يمارس إبداعا مغايرا لما وجده أو مارسه خلال دراسته في الخارج وهذا مايؤكده المؤلف حيثما قال- أن دراسه إنتاج فاتح المدرس تدفعنا الى تقسيمها إلى قسمين,, موضحاً أن الفنان كان قبل سفره يحاول الاستفاده من مختلف الاتجاهات ويحاول تطويرها، ثم اتضح التبدل بعد عودته جذريا إذ أرتكز بشكل أساسي على التعبيرية التى تتميز بميزات خاصة يمكن إجمالها في النقطتين,, الحديث للأستاذ طارق الشريف:
أولا: يحرص فاتح على رسم صور أجسام بشرية على شكل لعب مختلفة مضغوطة - تحار في دراستها هل هي عبارة عن رسوم لأطفال يلعبون بالألوان أم أنها محاوله لتجاوز عالم الأطفال إلى عالم القسوة الذي يسيطر على إنتاج فاتح, ثانيا: الأحمر والأسود يشكلان الهيكل العظمي لهذه التجربه إضافة الى الأشكال المختلفة التى رسمها, وهذان اللونان يوحيان دوما بالقسوة التي تنافي ما في الطفولة من بساطة والرسوم تعكس دوما إحساسا مأساويا خاصا لايمكن أن يكون الطفل مصدرا له وتتميز أعماله بعفوية واضحة وإن اختفى اللون الأحمر من لوحتة فيحل محله اللون الأبيض الذي يمثل خلفية اللوحة وتبقى الأشكال المعهودة موجودة دوما.
وقد لخص المؤلف رأي الفنان فاتح تجاه أعماله بقوله: إن الرسم الصحيح يبدأ بمحبة الأرض ومن عليها ويقول عن الوجوه التي تحفل بها لوحاتة: إنها قد انتزعت من النحت الآشوري لكنها كسبت معنى جديدا حين وضعتها في لوحاتي .
فاتح المدرس شاعر وقاص
رغم شهرة الفنان الراحل فاتح المدرس التشكيلية إلا أن هناك جانبا أو وجها آخر للعمله فهو شاعر وقاص وعازف بيانو- وصديق أفتقده الكثير الكثير من المبدعين من أصدقائه ومن هم في سنه أو من تلامذته الذين وجدوا في محترفه ملجأ وإجابات لكل سؤال أو بحث عن فكره, ساهم فاتح المدرس بتخريج أجيال تلو الأجيال خلال عمله كمحاضر وأستاذ في كلية الفنون الجميلة بدمشق, رحل الفنان فاتح تاركا كنزا إبداعيا يغص به محترفه الذي شهد على كل خط أو لون أو فكرة تحولت الى لوحه توالدت لتصبح لوحات في محترفه تزاحم الأمكنة والوجوه والعناوين وتنافس وسائل التعبير التي أستطاع بعبقريتة أن يطوعها ويحولها إلى شيء أسمه موروث تشكيلي, يحتاج إلى التقدير والمكان المناسب.
ولد الفنان في حلب وفي حضن جمال الطبيعة ووداعة الريف, فكانت الوانه الدائمة العالقة في ذاكرته فانعكست على مسيرته سنوات عمره وأنطبعت على كل جزء فيها.
يجمع النقاد والمتابعون أن لوحات فاتح المدرس تحمل حسا مأساويا تغلفه الوجوه الحزينة كما هي قصصه التى نقل عبرها معاناة الإنسان ومعاناة الطفولة.
تلك القصص التى وجدت طريقها لتصبح أفلاما سينمائية نقل فيها إحساس التشكيلي عبر الكلمة والصورة الخيالية كما هي أيضا أشعاره التى تشبعت بالفلسفة تجاه الحياة وظروفها.
حظي الفنان فاتح المدرس بالعديد من الميداليات وشهادات التقدير وأقتنيت أعماله في مختلف بقاع الدنيا وألفت عنه العديد من الكتب والدراسات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved