Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


يعتبر من الرعيل الأول في الفن التشكيلي
الفنان سعد العبيد فنان مخضرم جمع بين بساطة الأداء وعمق الفكرة

* كتب - المحرر التشكيلي
حينما نضع الفن التشكيلي تحت مجهر البحث والتفصيل نكتشف الكثير من التنوع والاختلاف في أساليب الطرح على الرغم من أن الجميع ينهلون من نبع واحد وهو واقع الحياة الاجتماعية بتقاليدها وعاداتها ومن الموروث من أشكال بناء وصناعات تراثية وخلافها وهنا يبرز لنا فنان ساهم بالكثير في الساحة التشكيلية السعودية منذ بداية ولادة هذا الفن وحتى اليوم بكل طاقاته التشكيلية والتي توزعت بين الرسم وبين العمل الإداري التشكيلي وبين العلاقات العامة في الإطار نفسه,, ذلك هو الفنان سعد العبيد فنان غني عن التعريف فاسمه يظل دائماً في قائمة المبدعين واصحاب التواصل في خدمة هذا الفن.
وإذا كان الكثير يعرفون هذا الفنان من خلال نشاطه الفاعل وحضوره الدائم في المناسبات التشكيلية بشخصه أو بأعماله فإننا سعيدون أن نستعرض مراحل أدائه التقني تلك الأعمال التي بدأت منذ دراسته الابتدائية وحتى تخرجه في معهد المعلمين وانخراطه في عالم التشكيل ومتابعته لكل جديد فيه,, وباعتباره الفنان المنتمي كلياً للتراث ولاستلهام ملامح الجمال في الواقع البيئي الطبيعة فكان لمعارضه الاولى مرتادوها ومحبو ذلك النهج الذي ينقل البيئة إلى اللوحة.
مراحل متابعة ومتصلة
يلاحظ في أعمال الفنان سعد العبيد خصوصية قل أن نجدها في أعمال أخرى تمثل بساطة التعامل مع العناصر واحتفاء مسحة لونية أصبحت علامة مسجلة للفنان فكانت مثار إعجاب العديد من الفنانين مما دفعهم لتقليدها واعتبارها منطلقاً لتجاربهم الأولية في خطواتهم التي حققوا بعدها مواقع مناسبة في الساحة التشكيلية وهذا يعني أن الفنان العبيد لم يمر بسهولة في مسيرته بقدر ما أوجد أثراً اصبحت أعمال أولئك الفنانين شاهدا عليها.
نعود لنحاول الوقوف عند تلك المراحل أو النقلات الإبداعية ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل.
* المرحلة الأولى- مرحلة النقل الحرفي الواقعية التسجيلية والتي سجل بها العديد من أشكال الموروث الصناعي كالاواني القديمة أو مظاهر الحياة الشعبية أوالصناعات التراثية,, أضفى عليها محاولة جادة في الاقتراب من الواقع عبر نعومة اللون والاستفادة من التكوين العام للشكل.
* المرحلة الثانية: استمر عبرها الفنان العبيد استلهام الواقع ولكن اختلف لديه التكنيك فأضاف احساساً لونياً اكثر انطباعية وأكثر رشاقة وتنوعاً في الايقاع اذ يستخدم اللون في اكثر من موقع في اللوحة بالاسلوب التنقيطي المعتمد على لمسات طرف الفرشاة فتظهر متلألئة كسقوط الضوء على سطح ماء رقراق وراقص أقرب إلى الحس الدعائي من خلال جذب العين لحركة ألوان الطيف.
وأخذ هذا الأسلوب رحلة طويلة في إبداعات العبيد استطاع من خلاله أن يخدم العديد من أفكاره ومواضيع لوحاته.
* المرحلة الثالثة: مرحلة التكوين الرمزي الرسالي وتعتبر هذه النقلة متوازنة أو مسايرة للحركة الديناميكية التي تعيشها اللوحة عموماً عند مختلف الفنانين وسرعة تفاعلهم مع معطيات الفن المعاصر المعتمد على الإحساس اللوني والتكوين الجمالي للعمل دون الأخذ بالموضوع المرتكز باعتبار أن اللوحة فناً بصرياً من هنا نجد أن أعمال الفنان سعد العبيد أخذت منحنى تعبيرياً يعتمد على الفكرة الخيالية أكثر منها تسجيلاً للواقع وهذا لا يعني ابتعاده عن المؤثر أو المحرض للإبداع وهو الحدث أياً كان نوعه.
أخيراً,.
يبقى إن نقول أن الفنان سعد العبيد اسم من الأسماء المخضرمة التي عايشت عمر الحركة التشكيلية وساهم في كل مراحلها وأجيالها ابتداء من مرحلة التأسيس ومروراً بفترة الازدهار حتى مرحلة الاستقرار والاتجاه نحو المعاصرة في التعبير والتكوين العام للعمل الإبداعي نتيجة لانفتاح الفنانين على العالم والسعي للممازجة بين الارتباط بالتراث والتفاعل مع الجديد من الأساليب -التقنية-.
عمل الفنان سعد العبيد مهندساً للديكور فترة طويلة قدم فيها خدمة تشكيلية منذ تأسيس التلفزيون السعودي وحتى تقاعد الفنان في الفترة الأخيرة كما ساهم في الحركة التشكيلية أداء وعبر اللوحة والمعارض التي يقيمها لأعماله الشخصية وعبر إقامة المعارض التي يعدها للآخرين وقوفاً مع الجهات المسؤولة.
كما كان له دور مهم في مسيرة جمعية الثقافة والفنون حينما كان رئيساً للجنة الفنون التشكيلية لما ساهم العبيد في العديد من المعارض الدولية وشارك في أغلبها ومازال يعطي ومؤدي دوره الفاعل في الحركة التشكيلية السعودية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved