* بانكوك- رويترز
قال جوزيف ستيجلتز كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي أمس الأربعاء أنه يتعين على آسيا أن تركز على دعم الطلب ورغم أنه من الواضح أن الأزمة الآسيوية بلغت ذروتها وبدأت في الافول فان المنطقة مازال أمامها طريق طويل قبل ان تحقق الانتعاش الكامل.
وابلغ تلفزيون رويترز: التركيز الحقيقي يتعين أن ينصب على تعزيز الطلب في هذه الدول.
واضاف: في حين استقرت أسعار الفائدة وبدا واضحاً ان الأزمة بلغت ذروتها وأخذت في الانحسار فان معظم الدول مازالت بعيدة عن الانتعاش المتمثل في اساسيات الناتج والعمالة والاجور الحقيقية.
واشار إلى أنه يرى ضرورة استمرار انخفاض أسعار الفائدة في الدول المنكوبة بالأزمة رغم قوله إن هناك مجالاً في الدول التي تنتعشا بسرعة أكبر لزيادة أسعار الفائدة.
وتابع: بشكل عام فإن الحقيقة بالنسبة للمنطقة ككل ان الانتعاش مازال بعيد المنال.
وأعرب عن حماسه واندهاشه لرد فعل الحكومة الصينية على الأزمة وقال: إنهم يدركون ان المشكلة هي الافتقار إلى الطلب وطرحوا خطة تحفيز جيدة تعالج احتياجات البلاد في الاجل الطويل في الوقت نفسه الذي تعاملوا فيه مع وضع الاقتصاد الكلي في الاجل القصير.
ورفض الخوض في مسألة خفض قيمة العملة الصينية لكنه شكك في جدوى نظم أسعار الفائدة الثابتة.
وقال: واحد من الدروس المستفادة من الأزمة الآسيوية كان أن نظم أسعار الفائدة الثابتة غير مجدية أو نادراً ما تنجح.
وعن اليابان قال ستيجلتز انها ربما تكون المحرك للنمو في آسيا اذا ما انتعش الاقتصاد هناك بالفعل.
وأعرب عن اعتقاده بأن السلطات اليابانية تنتهج السياسات السليمة في الوقت الراهن ولكن كان يتعين عليها العمل على مواجهة ضعف المؤسسات المالية قبل ذلك ببضع سنوات .
وقال: السياسات التي تركز عليها الحكومة هي السياسات الصحيحة لتحفيز الاقتصاد والسياسات النقدية وبخاصة اعادة هيكلة المؤسسات المالية حتى تتمكن من الدخول في المزيد من عمليات الاقراض.
ومازال ستيجلتز يميل لفكرة استخدام السيطرة الرأسمالية أحياناً لتهدئة الاضطرابات في الأجل القصير لكنه قال انه يفضل استخدام التعبير الأقل حدة وهو التدخل , وأضاف اعتقد ان هذه اجراءات طارئة قد تكون مطلوبة في ظل ظروف معينة, وفي واشنطن استطلعت رويترز آراء خبراء آخرين في مسألة الأزمة الآسيوية فقالوا أن الأزمة لم تنته بعد رغم البيانات التي تظهر تحسن معدلات النمو والاستثمارات وانتعاش التجارة, وقال المحللون متجاهلين موقف واشنطن الرسمي القائل بأن الأزمة انحسرت ان الحكومات والمؤسسات لا تتبع خطى الاصلاح الاقتصادي وان الشعوب مازالت تعاني من الكساد.
وقال روبرت ويد من جامعة براون في ندوة نظمها معهد السياسات الاقتصادية مازالت ترد تقارير عن ملايين الأشخاص الذين لا يجدون فرص عمل مازالت هناك مشكلات خطيرة, وبدأت الأزمة منذ نحو عامين في تايلاند وامتدت الى اندونيسيا وكوريا الجنوبية وغيرهما وبلغت ذروتها في نهاية عام 1998 فقلت الائتمانات حتى في الدول الصناعية الكبرى وخفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة من أجل دعم الثقة في الأسواق المنكوبة, ويتوقع خبراء من صندوق النقد الدولي ومؤسسات أخرى أن تحقق دول مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية واندونسيا معدلات نمو ايجابية هذا العام لكن ام جي سري رام اير مدير إدارة كوريا الجنوبية بالبنك الدولي يقول ان الانتعاش ما زال هشاً.