Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


رأي الجزيرة
ما نزال نلهث وراء سراب السلام!

فشل آخر لقاء جرى اول امس بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك في معبر ارينز وكان هدف كل منهما مناقضاً للآخر!.
كان عرفات ينتظر من باراك ان يعرب له عن التزامه بتنفيذ اتفاق واي ريفر واتمام مرحلتي الانتشار الثانية والثالثة قبل الدخول في مفاوضات المرحلة النهائية.
وكان باراك يريد من عرفات ان يقبل فوق تعديل نصوص اتفاق الواي تأجيل التنفيذ في البداية لمدة اسبوعين وبعد ذلك لمدة شهرين ثم ثلاثة وسنة و,, الخ!!.
ومن السذاجة السياسية في فهم جوهر استراتيجية اسرائيل ان نصاب بالدهشة او بالصدمة من موقف باراك خلال مباحثاته مع عرفات,, حيث انتهى - كما قال مسؤول فلسطيني كبير - الى مأزق جديد لعملية السلام !.
كل ما تقدم ليس هو فكرة الموضوع الذي نتناوله اليوم,, الموضوع هو ان اسرائيل تعمل جاهدة وبكل جدية على الاستعدادات العسكرية الرادعة لمرحلة آتية احسنت التخطيط لها ضمن استراتيجيتها لختام لعبة السلام مع العرب!! انها مرحلة المواجهة العسكرية بأكثر قوة حديثة ضاربة ورادعة تنفرد بها في منطقة الشرق الاوسط اذا لم يذعن العرب ليس فقط لما تريده بل لكل ما تفعله!.
فأول امس احتفلت اسرائيل رسمياً وشعبياً بوصول اول غواصة متطورة لها من طراز (دولفين) وهي المانية الصنع ولكن بمواصفات اسرائيلية خاصة جعلت الغواصة قادرة على اطلاق صواريخ كروز الامريكية الصنع وقادرة - الصواريخ - على حمل رؤوس نووية!.
وقبل زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الاسبوع الماضي صادق ايهود باراك على صفقة شراء (50) طائرة امريكية مقاتلة وقاذفة من طراز اف 16 التي تعد الافضل عالمياً.
كما صادق على نشر نظام صاروخي مضاد للصواريخ!.
ومع ذلك ما نزال - عربياً - نلهث وراء سراب السلام مع اسرائيل ووراء الوهم الذي تنسجه في رؤياتنا للحاضر والمستقبل اكاذيب قادة اسرائيل بالحرص على السلام وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.
اسرائيل تملك ترسانة من مختلف اسلحة الدمار الشامل الذرية والكيميائية والجرثومية ونحن لا نملك سوى اسلحة تقليدية 70% منها تعتبر خردة بمقياس ما وصلت اليه تكنولوجيا الاسلحة التقليدية التي تملك اسرائيل منها ما لا نملكه عربياً.
واسرائيل تلعب دولياً اكثر ادوارها الدبلوماسية نجاحاً فيما يتعلق بمحاصرة كل تحرك لدولة عربية ذات حدود متاخمة لاسرائيل أو تبعد عن حدودها بمئات او آلاف الاميال بهدف - التحرك - الحصول على اسلحة تقليدية متطورة وليس اسلحة ذرية او كيميائية او جرثومية.
ونتباهى عربياً بأننا وقعنا على جميع المعاهدات الدولية التي تحظر التجارب النووية او إنتاج وامتلاك الاسلحة الكيميائية والجرثومية، واسرائيل وحدها التي تواصل ابحاثها التي وصلت حد الاعلان - حتى ولو كان دعائياً - عن التوصل معملياً لانتاج القنبلة العرقية التي تقتل العربي دون اليهودي!!.
وما زلنا نُصم آذان العالم بالدعوة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وكأننا كما يقول المثل الشائع نؤذن في مالطا الآن اسرائيل لم تعر دعوتنا ولا دعوات الامم المتحدة أذناً صاغية.
اسرائيل أكملت أو على وشك ان تكمل استعداداتها العسكرية لمرحلة ما بعد الفشل النهائي لعملية السلام وتكريس ما تفعله في الاراضي المحتلة كأمور واقعية.
ونحن ما نزال نلهث وراء سراب السلام!.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved