Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


هل قبول الطلاب لمرحلة التعليم الجامعي يتم على أسس موضوعية؟

لا بد أنه مما يثير التساؤل ان عدداً من الطلاب الحاصلين على مرتبة الشرف الاولى والثانية بنسب لا تقل عن 90% لنتائجهم النهائية في الثانوية العامة لهذا العام، لم يستطيعوا ان يحصلوا على درجات لا تزيد على معدل مقبول أو ربما اقل من ذلك في امتحانات القبول التي تتطلبها بعض مؤسسات التعليم العالي المحلي او جهات الابتعاث لاستكمال التعليم الجامعي مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن،و شركة أرامكو، التأمينات الاجتماعية وغيرها, والملاحظ من بعض ما يتداوله عدد من المواطنين ان تلك النتائج المتدنية اقتصرت على امتحانات القبول في مادة اللغة الانجليزية خاصة ولم تكن هذه النتائج المفجعة في المواد العلمية مثلا,.
والتساؤل أو بالأحرى التساؤلات التي تثيرها مثل هذه النتائج في امتحانات القبول الجامعي لمادة اللغة الانجليزية على وجه التحديد هي:
- ما هو السبب لهذا التباين الصارخ بين نتائج الثانوية العامة المشرفة وبين بعض نتائج امتحان القبول الجامعي المخيبة.
- هل يراعى في وضع اسئلة امتحانات القبول لمادة اللغة الانجليزية على وجه التحديد المستوى العام لمناهجنا المدرسية في اللغة الانجليزية، والتي لا يبدأها اغلبية الطلاب باعتبار ان للمدارس الحكومية الاغلبية، الا بعد ست سنوات من بداية الالتحاق بالمدرسة,, ام ان تلك الاسئلة توضع لمستويات لا تناسب الا اولئك الطلبة الذين تتيح لهم ظروفهم الاسرية معرفة باللغة الانجليزية اعلى من المتوسط العام لمناهجنا.
ومع انني لا اعرف الاجابة الشافية على مثل تلك التساؤلات الحائرة، إلا انني لا أعتقد انه من العدل او الموضوعية ان نكتفي في تقبل مثل تلك النتائج المتدنية لامتحانات القبول في مادة اللغة الانجليزية بأن ننحي باللائمة على الطلاب ومستوياتهم الدراسية دون ان نضع في الاعتبار بعض الاعتبارات الموضوعية التي لابد ان لها يداً في مثل هذه النتيجة لهذه المادة بالذات وفي امتحانات القبول الجامعي بالذات ايضا رغم تفوقهم بشكل عام وتفوقهم في هذه المادة عندما يقتصر الامتحان على المناهج التي درسوها ويكون في مستواها, وهنا اتوجه الى جهات القبول تلك بأن تضع في اعتبارها ان تكون امتحاناتها لمادة اللغة الانجليزية وفق معايير المنهج المتاح للطلبة لا وفق توقعات غير واقعية لمجرد ان تظهر بمظهر المتشدد في قبول الطلاب بينما هي في هذه الحالة لا تتيح فرصا عادلة حسب المتوسط الدراسي العام القائم في مدارس المملكة الحكومية.
كما انني اعتقد ان معظم جهات القبول تلك تتيح للطالب المقبول عادة عاما أو نصف عام لدراسة اللغة الانجليزية دراسة مكثفة سواء في الجامعات المحلية التي تكون الدراسة فيها باللغة الانجليزية او في جامعات الخارج التي يجري الابتعاث إليها, وهو ما يسمى السنة الاعدادية )Orientation Year( وبناء عليه فإنه لابد ان يكون مثار تساؤل مرة اخرى ان يجري التشديد بما يفوق المستوى التعليمي لمناهجنا في اللغة الانجليزية إلا إذا كان المقصود تقليل فرص اولئك الطلاب المجتهدين الذين لا تعرضهم بيئاتهم الاجتماعية والثقافية لا بالسفر ولا بسواه لفرص حيازة مستوى في اللغة الانجليزية اعلى من المستوى المتوسط العام لمناهجنا.
انني بطبيعة الحال لا أدري ما هي طبيعة الاسئلة التي تقدم في امتحانات القبول على مادة اللغة الانجليزية، ولكن من خبرة قديمة جدا عند التحاقي بالجامعة الامريكية، في امتحان التوفل )Toefl( لاحظت ان معظم تلك الاسئلة لا تقتصر على معرفة اللغة الانجليزية، قواعد لغوية واملائية وتعبيرية وحسب، بل انها تفترض معرفة الطالب بالحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الناطقة باللغة الانجليزية وخاصة المجتمع الامريكي مما يصعب معه على طالب الثانوي الذي ليس له احتكاك بثقافة تلك اللغة وبيئاتها الاجتماعية ودون استعداد مسبق محدد لهذا الامتحان ان يتوصل إلى الاجابة الصحيحة، مثل التحدث عن مدينة نيويورك الامريكية برمز انها التفاحة الكبيرة )Big Apple(.
بطبيعة الحال لا افترض هنا ان اسئلة القبول في مادة اللغة الانجليزية، بجهاتنا التعليمية والابتعاثية هي صورة طبق الاصل عن بيئات أخرى ولكن كل ما أطلبه ويطالب به الطلبة والمواطنون هو موضوعية في وضع تلك الامتحانات بما يكفل فرصا متكافئة للطلاب للالتحاق بالفرص التعليمية المتاحة بناء على اجتهادهم الذاتي وبغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية او الثقافية بما يجعل الكفاءة والقدرات على اسس موضوعية هي المحك للقبول وليس اي اعتبارات اعتبارية أخرى, ولله الامر من قبل ومن بعد.
فوزية عبدالله أبو خالد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved