Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


بدون ضحيج
السائحون بلا هدف
جار الله الحميد

حمى الشراء التي تنتاب أهل الخليج عبر مسميات متعددة ومهرجانات ترصد لها الملايين, ما هي دلالاتها؟ وما تعني؟, وبالأخص عندما بدأت مدن تنافس أخرى على تسميات مهرجانية مختلفة "بالطبع لا يشمل هذا المهرجانات السياحية كمهرجان أبها فهذا الأخير لا يلعب على وتر الجوائز ولكنه سياحي بحت لأنه يقام في منطقة سياحية خضراء وغائمة وجميلة"الجوائز وتنقل عبر القنوات الفضائية والموجات الإذاعية؟!.
هل هي محاولة للتوطين الصيفي ! لأهل الديرة الذين ما إن يبدأ الصيف حتى يتراكمون في الطائرات التي تشغل سماء الخليج ليلاً ونهاراً متجهة لكافة أنحاء العالم, أي أنهم يجمعون القرش على القرش من أجل هذه السياحة الناقصة، ونقول الناقصة لأن هؤلاء يتكأكؤون على محلات (هارودز) وما شابهها,
أو في المرابع الليلية التي تستقدم بدورها المطربين الخليجيين السيئين كافة ليطربوا ربعهم في المنفى الصيفي أي كأنّ يا بدرُ ما رحنا ولا جينا! وأغلبهم وقد سافرت مع أناس من هذه النوعية ! يحملون معهم لهذه الديار الرز البسمتي وشاي ربيع وربما حتى الدجاج حتى لا يتغير نظام أكلهم أو يغشهم أحد بلحوم غير صالحة!
أهل الخليج صاروا مثلا يضربه الآخرون على أنه ما جا بالما غدا بالما! أي أنهم يقبضون مرتبات كبيرة بينما يؤدون أعمالاً تافهة! فيحتاروا كيف يصرفون كل هذه الفلوس حتى تحل مواسم السياحة والمهرجانات التسويقية فيشدون الرحال فرادى وجماعات وعندما يصرفون كل ما في محافظهم يعودون للبلاد ويكون الحر مازال ضاربا أطنابه والشمس لما تزل تلسع بهجيرها الظهور فيبدأ هؤلاء في ترديد موشحات يارب! وش هالحر؟ و يا رب ألطف ولكن الجيوب تكون نظيفة فيلجؤون إلى الصبر الذي لا يزال هو الحيلة! يتأففون من الحر على الرغم من أن مكيفاتهم تهدر أربعا وعشرين ساعة (بس ماذا تقول للعنطزة الفاضية).
ومع مرور السنوات تغيرت مرابع القوم، فبدلاً من دمشق والقاهرة وعمان صارت (لوس أنجلس) و(لندن) و(جزر سيشل) فالقاهرة زحمة ودمشق مافيها ملاهٍ مثل (ديزني لاند)!
لا نقول هذا الكلام من باب فش الخلق لأننا لا نستطيع أن ندبر ثمن سياحة محترمة كهؤلاء, ولكن لنلفت أنظار أبناء خليجنا إلى أن هجرتهم الموسمية إلى بلدان العالم كافة بلا تخطيط ومن دون خلفية مسبقة هي التي جرت وتجر البلاوي التي يشتكي منها شبابنا وشاباتنا (أيضا) الذين يصدمون بحضارة الآخر صدمة سلبية تجعل منهم ببغاوات ومقلدين لأنهم لم ينضجوا بعد ولم يكتسبوا أرضية تمكنهم من المقارنة والمفاضلة والمناقشة,إنهم فقط يرون اللون البراق في هذه المدن الغارقة بأضواء النيون والسهر والدولارات!
وأما طقوس السياحة التي يمارسها بعض (إن لم يكن كل) هؤلاء فلا تتعدى لبس الثياب الأفرنجية والتصوير بجانب المطربين (إياهم) وقرب نهر إذانوفر أو وهم يأكلون في مطعم شاعري! هل هذه سياحة؟! والله لا أدري!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved