Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


أكدت بأنه ليس أول اللقاءات الجزائرية الإسرائيلية
الأحزاب الجزائرية ترى في لقاء بوتفليقة باراك ضرورة حتمية يتطلبها الوضع الجديد

* الجزائر/ سعيد مقدم -د,ب,أ
اعتبرت الأحزاب الجزائرية اللقاء الذي تم في الرباط بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك على هامش مراسيم دفن العاهل المغربي الملك الحسن الثاني لقاء حتمياً يتطلبه الوضع الجديد للمجتمع الدولي.
كما اعتبرت هذه الأحزاب، في ردود فعل متقاربة أن اللقاء يشكل إشارة واضحة الدلائل لانطلاقة جديدة شرعت فيها الجزائر للعودة القوية إلى الخريطة الدولية التي غابت عنها طيلة عشرة أعوام أو ما يزيد عن ذلك.
وفي هذا السياق اعتبر حزب جبهة التحرير الوطني وهو أحد أحزاب الائتلاف أن الرئيس بوتفليقة بقراره هذا يكون قد ألغى محرما ثانياً، إذ يقول علي ميموني عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب الجبهة إن لقاء بوتفليقة وباراك يعطي الانطباع بأن الجزائر انتقلت من موقع الدولة المساندة للقضية الفلسطينية بطريقة غير مشروطة إلى دولة شريكة شراكة مباشرة وفعالة في عملية السلام في الشرق الأوسط وأفريقيا والمغرب العربي .
وكان ميموني يقصد بالمحرم الأول اللغة التي قال بوتفليقة إنه يجب العمل على ترقيتها وتعميم استعمالها وتطويرها وتابع قائلاً فالرئيس وهو القاضي الأول في البلاد لا يجد حرجاً في التحدث باللغات الحية وهو يخاطب مواطنيه .
وكان رد فعل حزب العمال وهو أحد الأحزاب ذات التوجه الاشتراكي شبيهاً حيث لم يفاجأ باللقاء مؤكداً ان لقاءات عديدة جمعت الطرفين الجزائري والإسرائيلي آخرها اللقاء الذي تم في شرم الشيخ بمصر عام 1995م.
ويرى المراقبون أن اللقاء القصير والمفاجىء الذي جمع الرئيس الجزائري ورئيس الوزراء الإسرائيلي ليس سوى تأكيد لتصريحات وتلميحات بوتفليقة حول العلاقات الجزائرية الإسرائيلية منذ منتدى كرانس مونتانا بسويسرا في نهاية شهر حزيران/ يونيو.
وكان الرئيس قد كرر خلال خطبه وتصريحاته أن علاقة الجزائر باليهود ليست أمراً جديداً وليست من المحرمات التي يحسب الحساب لاقتحامها، إنما موقف الجزائر من إسرائيل يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط وكذلك حقوق الشعب الفلسطيني الضائعة.
وعليه أضاف الرئيس الجزائري أن بلده لايجد أي عقدة في فتح هذا الملف إذا ما أبدت إسرائيل نية سليمة لا يشوبها غموض في موضوع السلام في الشرق الأوسط بشرط ألا يكون على حساب أصحاب الحق.
ويذكر أن الجزائر كانت من أكثر الدول تشدداً في معارضة إقامة سلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.
وقالت لويزة حنون الناطقة الرسمية باسم حزب العمال إنه يجب ألا ينظر الى اللقاء من منظور كلاسيكي، لأن موقف الجزائر من علاقتها بإسرائيل تحدده مسألة السلام في الشرق الأوسط فإذا كانت نية باراك في إقامة السلم ورد الحقوق إلى أصحابها نية سليمة فإن موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يطرح أي مشكل وهو ما صرح به رئيس الجمهورية شخصياً في أكثر من مناسبة .
من جهته قال هاشمي شريف رئيس حزب التحدي وهو حزب شيوعي إن موضوع اللقاء لا يخرج عن كونه حدثاً عادياً، مضيفاً أنه أمر عادي وإيجابي إذا كان يدخل في إطار استراتيجية توافق وعي الرئيس بضرورة إعادة ترتيب الشؤون الداخلية للبيت وفق معطيات الظرف الدولي .
واعتبر حزب التجديد الجزائري وهو توجه وطني إسلامي أن اللقاء القصير الذي جمع الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الإسرائيلي ترجمة لإرادة بوتفليقة في فتح الذهنيات الجزائرية على الواقع الذي يميز العالم حالياً .
وأضاف رئيس حزب التجديد بالنيابة محمد مناعي أن الرئيس استطاع بطريقة تواصله مع الجميع أن يزعزع المحرمات التي رمت بثقلها على مسائل مثل الوطنية، اللغة، السلم والماضي المشترك مع اليهود، وهي عبارة نابعة من نفس جديد ونظرة براغماتية، وتتجه إلى تحديث الذهنيات وتحريرها من الاغلال الخانقة، وتعمل على إعطاء مكانة مشرفة للجزائر داخل النظام الدولي والاقتصاد العالمي ,وبوضوح أكثر اعتبر التحالف الوطني الجمهوري على لسان رئيسه رضا مالك -أحد الشخصيات التاريخية ورئيس حكومة أسبق- أن اللقاء هو تأكيد للواقعية التي يجب الاعتراف بها مضيفاً: أن الجزائر تأخرت في هذه المبادرة التي يجب العمل على تقويتها للخروج من الجمود السياسي والدبلوماسي .
ويؤكد رضا مالك أنه في ظل الظروف الجديدة وضرورة تكيف المجتمع الدولي معها يصبح موقف الجزائر بالنسبة لهذه المسألة ذا أهمية كبيرة وخلص إلى ضرورة تفهم الظرف الذي يحتم على الجزائر أن تلعب دورها عربياً ودولياً مع الحفاظ على موقفها من القضية الفلسطينية، وهي الآن صاحبة السيادة في اتخاذ قراراتها مثلما للجزائر السيادة المطلقة في تحديد محيط علاقاتها ، إلا أنه حذر من أن يتم ليس على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي أصبح مطالباً بمضاعفة جهوده .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved