Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


كبسولات
غطاء الظروف الغامضة!
عبد الله العتيبي

* هناك غموض غريب يلاحق ظروف بعض اللقاءات الثنائية بين فريق ناد وآخر، ومنتخب ومنتخب آخر,, كما رسخته المشاهدات في ملاعب كرة القدم على وجه التحديد,, وبهذا الغموض سيطرت على علاقات التنافس بين بعض الفرق والبعض الآخر معادلات شبه ثابتة تتبلور في أغلب الأحيان كحقائق!!
الغريب ان الظروف وان تغيرت بتغير اللاعبين، والمدربين، وفترات اللقاء، وكذلك الامكنة بين ملعب الفريق والفريق المنافس,, تظل المعادلة حاضرة والنتيجة غالباً لصالح الطرف الموفق في الغالب!!
في مثل هذه الظروف لاتكون هناك منافسة حقيقية بين الطرفين,, بدليل ان فارق الانجازات بينهما يظل فارقاً حاسماً لاتتدخل فيه تفاصيل المنافسة الثنائية في تاريخ لقاءاتهما الخاصة,, ولهذا قلنا في البداية ان غموضا غريبا يلاحق ظروف اللقاءات بينهما بصرف النظر عن قيمة كل منهما في سوق المنافسة العامة وتاريخه وانجازاته، فقد يكون الطرف المتغلب كثيراً في لقاءاتهما أقل شأنا من صاحبه على مستوى البطولات والارصدة الذهبية من الكؤوس والميداليات,, إلا ان هذا لايغير كثيراً من استئساد الاضعف منهما في مواجهاته بالآخر,, حتى ان المتابعين لايخفون اندهاشهم من قدرات المستأسد وهو يعذب صاحبه فيما لاينجح في استثمار هذه القدرات لتحسين وضعه في موازين المسابقات والبطولات التي يشارك فيها!!,, وقد بلغت المفارقات مداها حين يحافظ الاضعف من الطرفين على استئساده امام الآخر فيما ينتهي به الحال الى الهبوط الى مصاف الفرق الأدنى درجة في الوقت الذي يتأهل فيه المغلوب منهما إلى مرحلة المنافسة على لقب البطولة!!,, ومن هنا يبالغ كثير من المدربين والمديرين في تحفيز لاعبيهم عند المباريات الفواتح التي تستهل بها فرقهم علاقات تنافس جديدة مع فرق اخرى,, فيما يستغل البعض الآخر الظروف الغامضة لحث لاعبيهم على اقتناص نتائج لقاءات فرقهم بالفرق الأكثر شهرة وحظاً في البطولات والاقل حظاً مع فرقهم في تاريخ المنافسات الخاصة بينها لتحقيق مكاسب ممكنة لاسباب نفسية لا علاقةلهابالجوانب الفنية الى حد كبير!!.
واذا كانت الشواهد كثيرة على مستوى لقاءات فرقنا المحلية مما لايخفي على احد من القراء وهو يقرأ هذا,, فان الشواهد ليست قليلة ايضاً على مستوى اللقاءات الخارجية لفرقنا,, حيث نتذكر من المفارقات مايؤكد وجود حالة الغموض المذكورة، وهيمنتها على مصير نتائج اللقاءات المقبلة,, حتى ان التوقعات في ضوء هذا الاعتبار لا تكاد تخطىء أمام المتابعين!!,, بل والأغرب ان تأتي بنفس النتيجة المألوفة بالثلاثة,, أو الاربعة,, أو بالخمسة اهداف!,.
عندما يكون فريق نادي الاتحاد ممثلنا من الأندية في مسابقة خارجية يشارك فيها نادٍ كالنادي الاهلي المصري مثلاً,, لاتكاد تخيب توقعاتنا بفوز الاتحاد السعودي في لقائه بالاهلي المصري!,, على العكس عند مقابلة الاهلي المصري لفريق سعودي آخر ولو كان حينها هذا الفريق افضل حالاً من الاتحاد!.
قد نحتاج وقتاً طويلاً لندرك اسرار هذا الغموض الذي يكتنف علاقات فرق كرة القدم في مقابلاتها,, ولكننا حتى ذلك الحين نظل خاضعين لتأثير هذا الغموض عند التوقع,, وهذا بعض ماكان ينتابنا ونحن نتحدث عن لقاء منتخبنا بمنتخب المكسيك هذا الاسبوع في بطولة كأس القارات التي تستضيفها المكسيك هذه المرة!,, وقد يكون غريباً ان ينهزم منتخبنا في مباراته المكسيكية للمرة الثانية على التوالي في نفس المناسبة بنفس القدر من الاهداف خمسة اهداف ,, خمسة اهداف في الرياض، خمسة اهداف في مكسيكيو سيتي.
وحيث تطلبت ظروف الطبع ارسال هذه الزاوية قبل مباراتي منتخبنا مع منتخبي بوليفيا ومصر في بطولة القارات,, فإن من المتبقي امام هذه الزاوية لتقوله,, ان تلك الظروف الغامضة في علاقات فرق الاندية والمنتخبات من امتع التحديات التي تتطلب تأهيلاً نفسيا وفنيا واداريا واعلاميا لتعديل مسارات النتائج الى الجانب الايجابي وليس تقليل الخسائر فقط,, إذ لابد من العمل بروح جادة غير متواكلة ترفض الاستكانة والروح الانهزامية واهمال مخاطر استفحال هذا الغموض واستبداده بالنفوس,, وإلا فان الفشل عند القبول بواقع المسار النفسي لتلك النتائج سيكون فشلا مضاعفاً.
ومع ضرورة محاسبة الذات على التقصير وسوء الإعداد والتجهيز والإخلال بشروط العمل الموفق المدروس,, يلزم عند تكرر وقوع مثل تلك الظروف الغامضة عدم التسليم بها والخنوع لها,, بل هو ادعى لمقاومتها ومقاومة الافكار الانهزامية,, لأنها ان وجدت مايسمح بترسخها,, ستكلف الكثير,, مما يتطلب الوقت الطويل لكي تتغير وتتبدل!,, وقد يحلو للبعض التذرع بغرابة الموقف,, فيهرب من واقع التخاذل والتقصير ليتوارى تحت غطاء حالة الغموض كسبب يقلل او يخلي مسؤوليته مما حدث!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved