Thursday 29th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 16 ربيع الثاني


أضواء
أسلوب باراك لصنع سلام إسرائيل,,!!

أخذت أفكار باراك ونواياه السلمية تظهر ملامحها، فالاستعداد الذي أبداه بتنفيذ اتفاق واي بلانتيشن يقرنه بتعديلات على الاتفاق الذي اكتشف باراك أن تنفيذه حسب ما التزم به المتشدد نتنياهو سيجعل المستوطنات الاسرائيلية كجزر في بحر الفلسطينيين، ولمعالجة هذه المسألة، يريد باراك تأجيل تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن ودمجه في مفاوضات الوضع النهائي حيث يسعى في تلك المفاوضات الى اقناع عرفات بجعل رابط يجمع المستوطنات لا أحد يعرف كيف سيتم ذلك هل يضم اراضي فلسطينية أخرى مقابل اعطاء مزيد من الاراضي للسلطة الفلسطينية تسهل من اتصال قطاع غزة بالضفة الغربية، وتسريع الاتفاق على ميناء غزة، والممر والموافقة على الدولة الفلسطينية حسب المواصفات الاسرائيلية التي يشترط باراك ان تربطها بأي دولة عربية حدود وان تكون المعابر من الدول العربية إلى الدولة الفلسطينية المنتظرة تحت سيطرة الاسرائيليين أمنياً.
وطبعاً ستكون الدولة بلا جيش وحتى الشرطة يجب ألا يتعدى سلاحها ما تمتلكه الآن وان يكون عدد أفرادها محدوداً ومحدداً لا يمكن تجاوزه,,!!
هذا فيما يتعلق بالفلسطينيين والسلام الذي يبشر به باراك، اما فيما يتعلق بالمسارين السوري واللبناني، فحتى الآن لم يزد باراك على ما كان يردده ابان حملته الانتخابية وهو الانسحاب من جنوب لبنان خلال عام واحد,, أما كيف يتم ذلك فحتى الآن لم يفصح باراك، انما هناك اشارات ومعلومات تشير إلى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يسعى إلى تشكيل ضغط دولي على سوريا ولبنان لتنفيذ الطلبات الاسرائيلية، وان لم يكن جميع ما كان يطرحونه من شروط انما لا بأس من الخروج ببعض المكاسب الامنية والسياسية، ويظهر ان اسلوب باراك هذا قد وجد استجابة لدى اطراف دولية لها علاقة بالعملية السلمية في المنطقة، إذ اخذت هذه الاطراف تطالب سوريا، والرئيس حافظ الاسد بالذات بانتهاز الفرصة لتحقيق السلام,,!! وكأن سوريا وحافظ الأسد لا يريدان السلام ولا يرغبان بعودة ارضهم,,؟!!
وتركيز الحديث في هذه المرحلة على سوريا وعلى الرئيس حافظ الاسد يهدف حسب تكتيكهم إلى الضغط على سوريا للاستجابة إلى ما يعرضه باراك مع علمهم ان حافظ الاسد لديه موقف ثابت لا يتغير، يعرفه الاسرائيليون وكل من يطلب اتنتهاز فرصة السلام موقف يصر على عودة الاراضي السورية واللبنانية المحتلة في وقت واحد، دون اعطاء اسرائيل أية امتيازات أمنية أو سياسية.
هذا الموقف السوري لم يتغير منذ المفاوضات مع رابين وظل نفسه في الاشهر القليلة لحكم شيمون بيريز، وكل فترة نتنياهو رغم كل المزاعم والطبخات الصحفية الاسرائيلية والامريكية التي تحدثت عن مفاوضات سرية مرة بين ضباط اسرائيليين وسوريين، ومرة بين دبلوماسيين من دمشق وتل ابيب في واشنطن.
شيء واحد ظل ثابتاً، هو الاصرار السوري على استئناف المفاوضات من حيث انتهت,,, والمفاوضات انتهت كما يعلم الاسرائيليون والامريكيون بتعهد رابين بالعودة إلى حدود الرابع من حزيران,, والذين يطلبون من حافظ الاسد انتهاز فرصة السلام,, ان فليطلبوا من باراك اعلان ما التزم به استاذه اسحاق رابين,, عندها سيعلن حافظ الاسد ترحيبه بالسلام وبمفاوضات السلام.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved