Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


رأي الجزيرة
انحسار مد التفاؤل الفلسطيني والأمريكي بسياسة باراك

كان سوء ظننا بباراك رئيس وزراء إسرائيل وبحكومته في محله، عندما شككنا في أكثر من كلمة في هذا المكان بصدق نياته تجاه تحريك ونجاح عملية السلام سواء على مسارها الفلسطيني أو مسارها السوري/ اللبناني.
وها هو باراك - وبعد أقل من شهرين على تشكيل حكومته - ينزع جميع الأقنعة عن وجهه الحقيقي كعسكري يحسن لغة التعامل بالقوة العسكرية أكثر مما يحسن لغة التفاوض بقوة المنطق حيث ينتصر من كان الحق معه.
وباراك يعلم كعسكري إسرائيلي إنه لا حق لإسرائيل في أي شبر من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة بعدوان الخامس من يونيو عام 1967م.
وقد قلنا في كلمة سابقة إنه لا باراك ولا قبله نتنياهو ولا من يأتي بعدهما على رأس حكومة إسرائيل يملك صلاحية الخروج سياسيا عن الخط الاستراتيجي الذي رسمته الصهيونية العالمية منذ مؤتمر بازل بزعامة أبي الصهيونية العالمية ثيودور هيرتزل عام 1898م وهي استراتيجية انبثقت من عقيدة ان فلسطين كلها هي أرض إسرائيل وأن الهدف السياسي هو بناء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات!.
ولهذا السبب الجوهري الذي يحكم تصرفات كل رؤساء حكومات إسرائيل منذ قيامها عام 1917م في أرض فلسطين السليبة، لهذا السبب تنكر ايهود باراك لجميع ما صرح به إبان حملته الانتخابية من عزم على تحقيق السلام العادل والشامل مع الفسطينيين، والانسحاب من جنوب لبنان خلال عام، وأيضا الانسحاب من الجولان!
ومنذ إعلان فوزه فجر الاثنين 18 مايو الماضي بدأت تنصلات باراك حتى من تعهدات إسرائيل التي وقعت عليها في آخر اتفاق إسرائيلي/ فلسطيني من أجل السلام، وهو اتفاق واي ريفر!
وأمس فقط أعلن قائد المنطقة الوسطى العسكرية الجنرال موشي عالون خلال لقاء له مع رؤساء مجمع التجمعات السكنية اليهودية في المناطق المحتلة، أعلن (أنه لن يتم اخلاء النقاط الاستيطانية التي أقيمت في الأراضي المحتلة عقب توقيع اتفاق واي ريفر والتي تقع بالقرب من المستوطنات القائمة).
وأضاف: (هذه الأقوال تنقل إليكم بمعرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك).
وفي رد فعل فوري لهذه التصريحات طلبت حركة السلام الآن الإسرائيلية عقد جلسة عاجلة للجنة الوزارية لشؤون الاستيطان لبحث موضوع اخلاء النقاط الاستيطانية الجديدة وغير المشروعة لأنها أقيمت بعد توقيع اتفاق واي ريفر في الضفة الغربية المحتلة!.
وفي انحسار واضح لمد التفاؤل الفلسطيني المعلن من قبل، بعد مجيء باراك للسلطة، قالت لجنة المفاوضات الفلسطينية أمس: (إن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي تطبيق اتفاق واي تطبيقا دقيقا وأمينا، وأنها تعيد إلى الأذهان تصرفات رئس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو).
وأضاف وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبدربه: (ان لجنة المفاوضات خلصت إلى استنتاج أن الجانب الإسرائيلي لا يرغب في تنفيذ دقيق وأمين لاتفاق واي ريفر وان الحكومة الإسرائيلية تعود بالمنطقة إلى أجواء حكومة نتنياهو السابقة).
ومن واشنطن نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن مصادر أمريكية: (إن وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت تعتزم ارجاء جولتها المعلنة في الشرق الأوسط بعد التحفظات التي أبداها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك على تطبيق اتفاق واي ريفر كما تم إبرامه مع الفلسطينيين,, وإن مسؤولين أمريكيين عبروا عن خيبة أملهم ازاء عزم باراك عدم تنفيذ المرحلة الثانية من الإنسحاب من الضفة الغربية المقررة في الاتفاق قبل شهر اكتوبر المقبل).
وهكذا فإن خيبة الأمل في باراك طالت وزيرة خارجية ومسؤولين آخرين في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أكبر حليف استراتيجي لإسرائيل.
فهل بقي سبب واحد - بعد - للتفاؤل بمستقبل التفاوض مع باراك وحكومته,,؟!
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved