Thursday 5th August, 1999 G No. 9807جريدة الجزيرة الخميس 23 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9807


كبسولات
بالكيلو!
عبدالله العتيبي

توقعتها خمسة اهداف سعودية قبيل مباراة منتخبنا مع منتخب الشقيقة مصر,, اما قبيل مباراة منتخبنا مع البرازيل,, فالحقيقة توقعتها تسعة!!
تحقق التوقع الاول كما هو,, حيث فاز بخمسة اهداف الفريق الخاسر من المكسيك مرتين في الرياض ومكسيكو بخمسة اهداف على الفريق المتعادل مع المكسيك 2/2 في المكسيك!، وكاد جداً ان يصدق التوقع الثاني,, لولا انها ولله الحمد توقفت برازيلياً عند الرقم ثمانية فلم تبلغ التسعة المتوقعة!
يوم مباراة المنتخبين المصري والمكسيكي كنت في القاهرة,, وعايشت هناك فاصلاً مع الهيصة,, كانت هيصة اعلامية غير منضبطة,, فقد بالغ الاخوة الاعلاميون هناك في تمجيد التعادل مع المكسيك!,, وكأن النتيجة قد حسمت مصير البطولة لصالح مصر بفارق النقاط!
لا شك ان الفريق المصري في تلك المباراة قدم عرضاً رائعاً يستحق الاشادة,, فليس قليلاً بعد التخلف بفارق هدفين، وفي ظل نقص عددي من اللاعبين نتيجة الابعاد بالبطاقة الحمراء,, ان تدرك التعادل امام فريق قوي ومؤهل يلعب على ارضه وبين جماهيره!,, لكن الحسابات كانت في عيون الاخوة المصريين خاطئة حين قطع بعضهم وكأن الفريق في حكم المتأهل الى الدور التالي من المنافسة!,, بل وحدا ببعض آخر ان يتساءل فقط عن كم الاهداف المصرية المتوقعة في المرمى السعودي!!,, حينها ادركت ان امل المنتخب السعودي لبلوغ الدور التالي اصبح في المتناول خاصة وقد خرج منتخبنا من لقاء بوليفيا بالتعادل فقط,, فكان عليه ان يعوض، ويتدارك الفرصة لتحسين سمعته بعد الخسارة المكسيكية الفادحة، والتعادل الباهت مع بوليفيا، وان يجتهد ليدرك الفرصة الممكنة برفقة المكسيك الى دور الاربعة، وان يستغل حالة التراخي والامتلاء التي اصابت المصريين بعد التعادل مع المكسيك مع استذكار خمستها في المرمى السعودي!,, لذلك كانت المباراة المصرية المكسيكية وبالاً على المصريين في المحطة السعودية!,, فيما جاءت المباراة السعودية المصرية وبالاً علينا في المحطة البرازيلية!
- لقد ارتكبنا ما ارتكبه الاخوة المصريون من اخطاء حين اسرفنا بالمبالغة والتعجل متحدثين عن فرصة عبور الى المباراة الختامية وكأن البرازيل بوليفيا اخرى!!.
لقاء البرازيل جاء ليؤكد سوء الاعداد الاداري والفني للاعبين,, لهذا كان لقاءً بشعاً بنتيجته حتى وان كانت من البرازيل!,, فالثمانية ليست ثلاثة!,, مما بدد وعود ماتشالا غير المنضبطة للجماهير السعودية بعدم تكرار ثلاثة الرياض البرازيلية,, رحم الله الرياض ونتائجها!
- فشلت الكفاءة الادارية والفنية في مهمة تجاوز اللقاء المصري وخمسته الى واقع مناسب قبيل المثول امام احد افضل فرق كرة القدم في العالم وهو الفريق البرازيلي!,, ربما لو فاز منتخبنا بهدف او هدفين على المنتخب المصري لما خطرت التسعة على بال احد قبل ان تنتهي ثمانية!,, ولكن لانها خمسة كان من الطبيعي ان يتوقع اي احد خسارة فاضحة امام البرازيل لفرط ما كانت عليه ردود الفعل غير المبررة.
- ليس غريباً ان يخسر منتخبنا في بطولة كأس القارات حتى امام بوليفيا,,ولكن ماذا يمكن ان يقال عن فريق توزن الاهداف في مرماه بالكيلو؟,, اي فريق بطل الذي يخسر بثمانية (حتى وان كانت امام البرازيل)؟,, هل يمكن لفريق ينهزم بهذا القدر من الاهداف ان يحفظ لنفسه صورة مقبولة في اذهان الناس كبطل لقارة من قارات عالمنا اليوم؟!
- في تقديري,, مشاركتنا في بطولة القارات بالمكسيك (كقيمة فنية مع ما تقدم) افضل منها في بطولة القارات الماضية في الرياض رغم الاهداف الثلاثة عشر في مباراتي المكسيك والبرازيل!,, ففي بطولة هذا العام في المكسيك الكثير من الدروس المفيدة جداً، ولقاء البرازيل لوحده يمثل دورة مستقلة اذا احسنا هضمها واستيعابها,, وامامنا متسع من الوقت لتوظيف كل تلك الدروس المستفادة من اجل نجاحات قادمة,, خاصة ومنتخبنا فريق جديد,, تحت ادارة فنية جديدة,,
وهو بهذا الوضع يحتاج لمزيد من الثقة، ومزيد من الوقت، ومزيد من الاعداد والتحضير، ولا يتنافى هذا كله مع ضرورة محاسبة المقصرين,, بل تجب محاسبة المقصرين,, كما لا يعني هذا عدم حاجته المستمرة للتجديد، والاستفادة من خدمات النجوم الذين جازف المدرب مبكراً باستبعادهم.
- اما الدور الاعلامي الرياضي السعودي في هذه المناسبة فيحتاج لوقفات اخرى فالإعلام طاقة تأثير وتوجيه للرأي العام (عالية الجهد)، وواجهة حضارية وطنية,, ولابد من الاستفادة من جملة دروس بطولة القارات المضافة لدروس كأس العالم في فرنسا كي نحسن استثمار تجاربنا ونحقق جدواها بتجاوز الاخطاء,,
فالمشاركات المقبلة بحاجة الى إعلام قادر على التخلص من تبعات التقليدية القاصرة، واحسان ممارسة العملية الاعلامية الرياضية بوعي مسؤول، وبأسلوب مهني متزن.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved