سقسقة:
ليست الأعشاب الضارة هي التي تخنق الحبوب الصالحة، بل إهمال الزارع .
- حكمة صينية -
***
نقطة الوعي التي يجب أن ننطلق منها في كافة شؤوننا فيما يتعلق بتعاملنا في الحياة هي فن الحصول على حقوقنا ومنع الآخرين من استغلالنا لأن من يحرص على حقوقه يدفعهم إلى احترامه وإن لم يظهر ذلك بوضوح حيث أن الناس يمتدحون الذي يستغلونه.
ولا أعني أن نحصل على حقوقنا فقط في مجال العمل، لكنني أرمي إلى أن تكون قاعدتنا في التعامل مع الآخرين في المنزل أو الشارع وأكثر ما يثيرني بالفعل اعتقاد العمالة الأجنبية لدينا باستهتارنا بالنقود مثلاً.
تلمس ذلك عند الباعة في المحال التجارية حيث يتعجب إذا ما أخذت منه فاتورة الشراء وراجعتها لتتأكد من سلامة حساب النقود, القضية ليست بضع ريالات ولكنك حين تسمح للبائع بأخذها وإن كانت قليلة تمنحه القدرة على استغلالك وهضم حقك وهذا بالطبع أكبر قيمة من بضع ريالات.
حتى حين لا تدقق في السلعة التي طلبت حين ياتيك البائع بشبيهة لها بحجة أنه لا يوجد طلبك والسلعة متشابهة ولا يخبرك بذلك ولا تكتشفه إلا حين تعود إلى منزلك، فإنك تمنحه حقاً مشروعاً لاستغلالك أنت وغيرك ممن لا يدققون في عملية الشراء.
لو تدربنا على قليل من الحرص لتعلم الآخرون معنى اتقان العمل والإخلاص فيه، سواء كان ذلك في منازلنا مع السائق والخادمة أو في نطاق العمل مع الموظفين والزملاء ولا يمكننا أن ندرك أهمية هذا الفن ما دامت القاعدة التي تشربناها صغارا انك حين تمارس حقك ربما تضر بالآخرين, مع أن هناك مثلا قديماً يا ليتنا نعلمه أطفالنا يقول: ]من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد[.
إن الحق عدل، ولا يتحول إلى باطل ما استطاع الإنسان التعامل وفق سياسة العدل والأمانة وعلينا أن نعلم أطفالنا أن الحق لا يضيع إذا ما طالب الإنسان به، وهو في نفس الوقت لا يعطى على طبق من ذهب، بل علينا أن نسعى لأخذه أو استرداده.
ولا أظن ذلك يتضارب مع مبدأ التسامح والمرونة ولكنه يتعارض مع الاستهتار واللا مبالاة, إن الذي يحتفظ بحقوقه ويحافظ عليها لا يسعى إلى استغلال الآخرين مطلقاً فهو مرتاح قرير العين بقوته وتمتعه بالعدل والتوازن.