Saturday 7th August, 1999 G No. 9809جريدة الجزيرة السبت 25 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9809


حديث الشبكة
ودائع من بنك الخواطر(3-5)
الإنترنت ليست تلفازا
خالد أبا الحسن *

لابد من الإشارة بداية الى أن التلفزة لاتزال أكثر حيوية وانتشارا لكن دورها لايقارن بما يمكن انجازه من خلال الإنترنت, فرغم سهولة وسعة انتشار التلفاز محليا وإقليميا في أية منطقة في العالم فتظل الإنترنت أكثر انتشارا (وأقل كلفة للانتشار) على المستوى العالمي فضلا عن شموليتها واختصارها المسافات.
وبالنظر الى معدلات النمو في استخدام السعوديين للإنترنت في الوقت الحالي يتبين لنا حجم الإقبال رغم غياب كثير من الخدمات الحيوية المحلية والإقليمية التي تخدم المواطن عبر الإنترنت والضعف الشديد في استثمارها فيما يخدم المواطن السعودي, ويتساءل المرء كيف سيكون الاقبال لو كان بامكان المواطن السعودي قضاء حوائجة والحصول على خدمات تقليدية من خلال الإنترنت؟.
ومما يؤسف له من جانب آخر أن دور الإنترنت في حياة الكثيرين لايختلف كثيرا عن دور التلفاز, فهم يبحثون فيها عما يسليهم ويقتلون به وقت فراغهم مكتفين بذلك منها, إلا أن الإنترنت تختلف عن التلفزة في انها تحفل بالمفيد والجاد قدر ما تحفل به من سوى ذلك بينما يقل الجاد مقابل غيره في القنوات التفزيونية.
وهذا الخلط المؤسف بين الإنترنت والتفلزة يكون أشد اسفا حين يبدر من منشئي ومصممي المواقع مؤسسات وأفرادا, إذ يظهر أنهم يتعاملون مع المواقع وكأنها برامج تلفزيونية إعلامية, فكثير من المواقع يتكئ على غاية معينة دون غيرها وهي استعمال الموقع بمثابة واجهة إعلامية تبرز المناشط وتعرض المنجزات, وذلك في الحقيقة أمر مكفول من خلال وسائل إعلامية أخرى وهو غير حيوي أو مجد على الإنترنت لانها تعطى التحكم للزائر ليختار الاستمرار في تصفح الموقع من عدمه.
كم عدد المهتمين؟
يخطئ من يبادر إلى التساؤل المحبط: وكم عدد المتعاملين ببطاقات الصراف أو الائتمان وكم هم المهتمون باستخدام الإنترنت؟ ووجه الخطأ أن الاهتمام والتعامل بالإنترنت يولد ويتنامى حينما نبث من خلالها ما يهم ويغري بالاستفادة منها, هذا ما يتم بالفعل في ساحة الإنترنت التجارية في العالم فلماذا لانطور الإنترنت التجارية والحكومية السعودية لتقوم بذلك الدور؟ فلابد من تحسين العرض ليتنامى الطلب.
اتصلت مرة بإحدى شركات الحاسب الآلي وسألت أحد مندوبيها عن أحد الاجهزة التي رأيت على موقعهم على الإنترنت فافادني بمواصفاته وسعره فعجبت كيف ارتفع السعر وقد رأيته للتو بسعر اقل على الإنترنت, فافادني مندوب المبيعات بأن هنالك تخفيضات مخصصة لزبائن الإنترنت فقط, وهذا يشمل الكثير من الأعمال التجارية المختلفة التي باتت تغري عملاءها بالاتجاه الى مواقعها على الإنترنت للشراء عبرها, بل إن الأمر بلغ ببعض الشركات الى الغاء الشراء عبر الهاتف نهائيا وحصر مبيعاتها على الإنترنت فقط كمكتبي أمازون وبارنز آند نوبل.
من المستفيد؟
يخطئ كذلك من يظن أن الإنترنت لاتخدم إلامتصفحيها فقط بل فائدتها للمؤسسات والشركات والدوائر الحكومية أكبر حجما لو تم استثمارها الاستثمار الصحيح, إنها توفر الجهد وتقلل من الحاجة إلى احتكاك الموظف بالجمهور مباشرة, ويترتب على ذلك استثمار افضل للموارد البشرية والطاقات الإدارية بسبب الإنترنت, وبسببها كذلك نجد أن هنالك مؤسسات تتخذ مواقع ضخمة على الإنترنت لكنها تدار من شقة صغيرة أو حتى غرفة في منزل, وبهذه الصورة ربما تعمل مؤسسة صغيرة من شقة صغيرة محققة موارد اضخم ومكاسب أكثر من شركة كبيرة لديها مكاتب وجهاز إداري ضخم وصالات استقبال مكيفة وواسعة لتلقي طلبات الزبائن, الإنترنت تكفل للتاجر الوصول الى الزبائن دونما حاجة للقائهم, وبذلك نجد أنه كلما ازدادت الخدمات التي يمكن للمواطن الحصول عليها من خلال الانترنت ازداد طلب المواطنين على الانترنت وتوفرت الطاقات والأموال جراء ذلك.
وفي الاسبوع القادم نواصل الحديث ان شاء الله.
*جامعة انديانا
وللمراسلة على البريد التالي: khalid* khalidnet.com
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved