Saturday 7th August, 1999 G No. 9809جريدة الجزيرة السبت 25 ,ربيع الثاني 1420 العدد 9809


في الذكرى الأولى لتفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا
الأمريكيون منشغلون بتعزيز الأمن في سفاراتهم وتخوف من عمليات إرهابية غير تقليدية

* واشنطن كارول جياكومو - وجيم أندرسون د,ب,أ
قال مسؤولون انه بعد مرور نحو عام من انفجارين استهدفا سفارتين امريكيتين في افريقيا عززت الولايات المتحدة أمن سفاراتها وقنصلياتها في الخارج وعددها 265 لكن أغلبيتها لم ترق بعد الى المستوى المطلوب,وعلى الرغم من انشغال ادارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون ببرنامج طموح لتعزيز أمن دبلوماسييها في الخارج الا ان المسؤولين يعترفون بأن البرنامج بحاجة الى مزيد من العمل.
واعترف مسؤولون امريكيون خلال بيان صحفي بان التأمين الكامل للمنشآت الامريكية ضد خطر هجمات بالقنابل يعد هدفا مستحيلا.
واصدر المسؤولون الامريكيون البيان الصحفي قبل الذكرى الاولى لتفجيرين استهدفا السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا والتي تحل اليوم السبت.
وتسبب الانفجاران في مقتل أكثر من 220 شخصا من بينهم 12 امريكيا وجرح في تفجيري نيروبي ودار السلام 5000 شخص.
وأعلن الرئيس الامريكي الشهر الماضي ان اسامة بن لادن هو مدبر التفجيرين اللذين وقعا في كينيا وتنزانيا في السابع من اغسطس اب عام 1998م لا يزال يشكل خطرا على المصالح الامريكية في شتى انحاء العالم,وقال بيتر برجين نائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لأمن الدبلوماسيين ادخلنا تحسينات على كل موقع في شتى انحاء العالم.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية ان الوزارة اصدرت تحذيرات لاعطاء اهمية قصوى لاجراءات الامن خلال الايام القليلة القادمة تحسبا لهجمات مماثلة محتملة.
وقال مسؤولون امريكيون ان ابن لادن يتنقل بين مناطق تسيطر عليها حركة طالبان في افغانستان حتى لا يمكن الإمساك به, وفرض كلينتون حظرا تجاريا على طالبان وجمد ارصدتها في الولايات المتحدة في السابع من يوليو تموز.
ورغم تعزيزات الامن الجديدة التي ادخلتها الادارة الامريكية على السفارات إلا انها لا تزال بعيدة عن المستويات التي اوصى بها بوبي اينمان نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية السابق الذي رأس لجنة خاصة درست امن السفارات الامريكية عقب الانفجار الذي استهدف السفارة الامريكية في لبنان عام 1983م.
وقال باتريك كنيدي مساعد وزيرة الخارجية الامريكية انه رغم كل هذه التعزيزات الا انها لا تصل الى تلك المستويات المطلوبة باستثناء ما يتراوح بين 40 و45 سفارة وقنصلية.
واستطرد قائلا نحن بحاجة الى برنامج طموح لتعزيز الأمن.
وتحدث برجين عن مخاطر خاصة متعلقة بأمن القنصليات الامريكية في ريو دي جانيرو وساو باولو في البرازيل نظرا لوقوعها في مناطق مزدحمة.
ورفض برجين ومسؤولون آخرون الكشف عن سفارات اخرى مثار قلق لكن صحيفة واشنطن بوست اشارت الى السفارات الامريكية في اسطنبول وتونس والعاصمة الاوغندية كمبالا وزغرب عاصمة كرواتيا.
وبعد انفجاري كينيا وتنزانيا خصصت الولايات المتحدة 627 مليون دولار لتعزيز اجراءات الامن في سفاراتها في الخارج.
ويسيطر الحذر والتوجس لدى المسؤولين الامنيين في كل السفارات الامريكية فعلى سبيل المثال حين اعيدت طابعة الكمبيوتر من ورشة التصليح الى مقر القنصلية الامريكية في بريتوريا بجنوب افريقيا هذا الاسبوع خضعت لفحص بواسطة اجهزة متقدمة للكشف عن المتفجرات، ولسوء حظ تلك الطابعة فقد اعطت تلك الاجهزة مؤشرات على وجود رائحة لبقايا متفجرات في الآلة التي ربما كان قد لمسها بعض رجال مشاة البحرية الامريكية بينما كانت ايديهم تحمل بقايا متفجرات كانوا يعالجونها.
وتم نقل الطابعة بعيدا عن القنصلية الى الشارع حيث وضعت شرطة جنوب افريقيا عبوة ناسفة صغيرة اسفلها وفجرتها كأجراء وقائي.
ولم يحدث اثناء ذلك انفجار آخر غير ان الطابعة لن تعود للعمل ثانية.
وما حدث للطابعة هو مجرد اجراء امني بسيط يأتي في إطار عملية أمنية تتكلف عدة مئات من ملايين الدولارات تستهدف منع تكرار ما حدث في نيروبي ودار السلام في السابع من آب (اغسطس) عام 1997م.
وتتخوف الحكومة الامريكية من ان يقوم ارهابيون، وربما يكون بن لادن من بينهم بمحاولات لتنفيذ تفجيرات مدوية في بعض السفارات الامريكية في افريقيا او الشرق الاوسط في ذكرى تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا التي تحل اليوم.
وقررت الادارة الامريكية مؤخرا إغلاق العديد من سفاراتها في افريقيا في اطار اجراءاتها الامنية، لكن السفارة الامريكية في موزمبيق التي كان من المعتقد انها معرضة بصفة خاصة لأي هجوم وانها تخضع لمراقبة اشخاص مشبوهين أعيد فتحها مجددا يوم الجمعة الاسبوع الماضي بعد اغلاقها نحو ثلاثة اسابيع لتعزيز وتحديث الاجراءات الامنية فيها.
وقد تسببت هذه الحرب التي تخوضها واشنطن ضد الارهاب في الخارج في خلق جبهة معارك بين وزارة الخارجية الامريكية والكونجرس في واشنطن.
ويتفق طرفا المعركة على ضرورة اتخاذ المزيد من الاجراءات لمكافحة الارهاب مشيرين الى تقرير اعدته لجنة رفيعة المستوى أوصت فيه بإنفاق 14 مليار دولار خلال عشر سنوات لجعل السفارات الامريكية اكثر حصانة ضد الارهاب.
الا ان وزارة الخارجية تقدمت بطلب أقل من نصف هذا المبلغ فقط، وقال مسؤولو الوزارة امام الكونجرس ان إنفاق مزيد من المبالغ من شأنه ان يحول السفارات الامريكية الى قلاع فارغة من البشر تعوزها الاموال اللازمة لتعيين موظفين او الابقاء على العاملين فيها للقيام بالمهمة الاساسية فيها وهي العمل الدبلوماسي.
ويفسر تفجير طابعة الكمبيوتر في جنوب افريقيا امورا عديدة منها:
* ان تكلفة الاحتفاظ ببعثات دبلوماسية في الخارج آخذة في الازدياد,, فالعام الحالي عام استهداف البعثات الامريكية، لكن يتعين على الدول الغربية الاخرى ان تدرك حتمية ان تولي اهتماما أمنيا لبعثاتها الدبلوماسية.
* ان أساليب شن حرب غير تقليدية في تزايد مستمر، فهذا العام استخدمت الشاحنات الملغومة الموجهة بالهواتف المحمولة او المتصلة بالاقمار الصناعية, لكن قد يشهد العام القادم أو العام الذي يليه هجمات منظمة للغاية على أجهزة الكمبيوتر والبنى التحتية المتقدمة التي يتم التحكم بها من خلال الكمبيوتر مثل شبكات الطاقة الكهربائية او أنظمة النقل والمواصلات.
* ونظرا لأن الأسلحة غير التقليدية والمنظمات السرية سيكون لها امتدادات في المستقبل، فمن الضروري أن تؤخذ في الحسبان دبلوماسيا, وعلى الحكومات في المستقبل ان تأخذ في اعتبارها ان الجماعات السرية منظمة تنظيما جيدا.
* كما يتعين على العالم بشكل او بآخر ان يعدل نظامه القضائي الجنائي بحيث يأخذ في الاعتبار ضرورة القبض على الارهابيين ومعاقبتهم بدءا بضرورة تحديد من هو الارهابي وكيف يختلف عن المناضل من أجل الحرية؟
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved