حوار: سالم الدبيبي
خلف المدرب الاوكراني المدرب السابق للنجمة البلغاري خرستوف، وتنتظر هذا المدرب الجديد مهمة صعبة للحفاظ على صورة هذا الفريق كما هي زاهية في الوسط الرياضي السعودي,,ولان النجمة يمر ببعض المتغيرات الادارية والفنية فمن المتوقع ان يكون الوضع المستقبلي للفريق ينتابه بعض القلق وهو ما يجعل المهمة امام الجهاز الفني اكثر صعوبة,, الجزيرة اجرت هذا الحوار مع المدرب النجماوي وهو يبدأ مهمته مع فريقه الجديد لاستطلاع رأيه ومرئياته الخاصة واكد يوري بأنه لن يقبل اي تدخل في عمله مهما كانت الاسباب، كما اتضح من خلال حديثه معرفته الكاملة بخفايا النجمة حيث ابدى بعض الآراء التي ينوي تطبيقها مع اللاعبين,, يوري تطرق بإثارة الى تجربته السابقة مع الشباب وكشف ان مرزوق العتيبي والشيحان وراشد المقرن قد برزوا لاضواء النجومية على يديه:
* كيف تمت المفاوضات مع النجمة,, وهل عرفت الفريق بما يكفي لقبول العرض؟
- تلقيت اتصالات عن طريق وسيط يعمل في المنطقة اخبرني حاجة النجمة لمدرب ولديهم الرغبة بالتفاوض معي,, وعرفت الفريق عن طريق اصدقاء عملت معهم وهم يعرفون النجمة ووصفوه لي بالفريق الجيد وادارته متفهمة ومستقرة كما ان لديها القدرة على الايفاء بالوعود,, عندها تم التفاوض على النواحي المادية حتى وصلنا الى الاتفاق الذي ارضى الطرفين وفي النهاية وقعنا العقد.
* من المتعارف عليه اصرار المدربين على اختيار جهازهم الفني المساعد عند توقيعهم لعقود جديدة,, ولكن لاحظنا بأنك قبلت العمل مع من اختارتهم الادارة,, هل هذا يعني عدم اهتمامك بهذا الجانب بعكس الآخرين؟
- لدي مساعدين يعملون معي منذ سنوات ولكن عندما تفاوضت مع النجمة وجدتهم يملكون جهازا معاونا يدركون امكانياته الجيدة وامتدحوا اعضاءه لي فلم اجد غضاضة في قبول العمل معهم فكل شيء سيتم بادارتي - اعني عمل الجهاز- وبالعكس هذا الامر يهمني وهو امر هام لتكامل البرامج التدريبية وقد طلبت من الادارة استقدام مساعد مدرب ليكون العنصر الرابع في الجهاز حيث لا يمكن العمل مع مجموعة كبيرة من اللاعبين وتقديم كامل الجرعات المناسبة حيث تتوزع الاختصاصات فهناك دور المدير الفني ثم المدرب المساعد فمدرب اللياقة واخيراً مدرب الحراس وهذا النظام هو السائد في جميع الاندية الكبيرة سواءً هنا او في البلدان الاخرى,, ايضاً هناك عدد من الاحتياجات الاخرى وسأحاول مع الادارة لكي توفرها للفريق ومن ضمنها اجهزة جديدة خاصة بالتدريب موجودة في اوربا ولم تستعمل سابقاً هنا وهي ستضيف الكثير للتدريب وعلى وجه الخصوص لجاهزية اللاعب من الناحية البدنية اتمنى ان تقتنع الادارة بذلك ويتم تلبية هذه المتطلبات الضرورية.
* كيف سيسير البرنامج الاعدادي,, وهل ترى كفايته للتعرف على امكانيات اللاعبين وتأصيل اسلوبك الخاص في الوقت القصير الفاصل عن بداية الموسم الرسمي؟
- في البداية كان هناك خوف من عدم تكامل اللاعبين ولكن الآن بدأت المجموعة تكتمل وفي الايام القادمة سيكون الوضع افضل ولاسيما من ناحية العناصر الاساسية حتى نستطيع ان ننفذ البرنامج كما اعد خصوصاً النواحي التكتيكية ذات الاهمية البالغة والتي تتفرع الى جوانب فردية وجماعية,, وبالطبع المدة الباقية قبل بداية المباريات الرسمية قليلة جداً وغير كافية لاعداد صحيح ومتكامل ولكننا سنكثف جهودنا لاختصار الوقت ومن ثم الوصول الى افضل نتيجة ممكنة.
* على ماذا ترتكز فلسفتك التدريبية؟
- اهم الامور التي احرص عليها الانضباط وانا حالياً لا ارى مشكلة في هذا الجانب اذ ان اللاعبين منضبطون في حضورهم وتأديتهم للتدريب بصورة جيدة الى الآن على الاقل,, ثم هناك الناحية اللياقية التي يجب ان نركز عليها في بداية الموسم فاللاعب لا يمكن ان يؤدي وفق المطلوب بلياقة ناقصة واخيراً يأتي الجانب الفني وهذا بحاجة للوقت حتى نتمكن من ايصاله للاعبين بشكل تدريجي وبسيط من اجل ان يستوعب كما نريد ليكون بناء الفريق متلائماً مع تصوراتي الشخصية للاسلوب الذي يحاكي قدرات اللاعبين الفكرية والمهارية.
* هل وضعت في حساباتك تتابع المسابقات المحلية وضغط الدوري من ناحية الاحمال التدريبية الزائدة التي قد ترهق اللاعبين قبل الوصول الى مراحل الحسم في ختام الموسم,, وانت تتحدث عن رفع المخزون اللياقي؟
- الفرق التي تواجه مشاكل عندما تكون المباريات مضغوطة هي التي تكون لياقتها ضعيفه ونحن نعمل على رفع اللياقة لا على اجهاد اللاعبين واعتقد بأن الفرق واضح في هذا,, وبنفس الوقت اي مدرب سيضع امامه قبل العمل الروزنامة الخاصة بالمشاركات والاوقات الفاصلة للراحة فيما بينها لكي يوزع برنامجه التدريبي الذي يصل الى القمة ثم ينخفض لاسترجاع القوة من جديد ومن ثم المقاومة وهذا بالضبط ما وضعته في حساباتي.
* الشيء المعروف عالمياً ان الفرق تمنح المدير الفني صلاحيات مطلقة وعلى رأسها تقدير واختيار اللاعبين حسب حاجة الفريق وهم يملكون فرصة الضم والابعاد,, لكننا نلاحظ ان المدربين القادمين للعمل في ملاعبنا يضعون كل ذلك بيد الادارة ويقبلون التعامل مع ما تفرضه اختياراتها بغض النظر عن القناعة الشخصية للمدرب المتهم بان همه ينصب بما سيقبضه في النهاية من قيمة مادية,, ما تعليقك؟
- نعم كلامك صحيح وانا مررت بتجربة هنا في نادي الشباب وكان ترتيب الفريق حين ذاك في المقدمة ورغم ذلك استبعدت لاني رفضت ان تتدخل الادارة في شؤوني,, ولكني متفائل بعد ان مرت فترة طويلة على هذه التجربة وزاد الوعي بشكل اكبر خصوصاً وكرة القدم قد تقدمت في المملكة كثيراً واصبح التعامل مع الفرق والمدربين مختلفا عن السابق,, وفي النجمة من خلال حواراتي مع المسؤولين وجدت ما يطمئن على العمل المريح حيث ان امور الفريق وشؤونه الفنية من صلاحيات المدرب المسؤول في المقام الاول.
* ولكن ماذا عن المفاوضات التي اجرتها ادارة النادي مع لاعبين اجانب حددت مراكزهم واسماءهم قبل وصولك واطلاعك على خفايا الفريق؟
- هناك لاعب وحيد اختارته الادارة قبل وصولي اما البقية فقد اخترتهم انا وحددت مراكزهم بعد مشاهدتي للفريق وسيصلون قريباً مع اللاعب المستقطب من قبل الادارة وسيخضعون جميعاً لاختبارات فنية سنضع في اولوياتها حاجة الفريق والنقص الذي يراد سده قبل ان اقرر الاختيار النهائي بنفسي.
* وكيف عرفت الفريق وحددت نقصه في فترة وجيزة لا تتجاوز بضعة ايام منذ وصولك,, وهناك لاعبون لم ينضموا للتدريبات حتى الآن؟
- اطئمن لدي فكرة شاملة عن الفريق واذا كان وقتك يسمح شرحت لك بالتفصيل كل مقوماته الايجابية والسلبية واسماء لاعبيه بالكامل وعيوبهم ومميزاتهم!!,, من هنا لا اعتقد بأني سأجد مشاكل في اختيار اللاعبين.
* مادامت لديك هذه الفكرة الوافية كما تؤكد,, ما رأيك فيما لو خسر النجمة نجومه منصور الموسى ومحمد الدبيبي اللذين لم يوقعا على عقودهما الاحترافية ومن الوارد ألا يصلا الى اتفاق مع الادارة؟
- الاختلاف في هذا شيء طبيعي وموجود في كل الفرق فما ان يشارف عقد اللاعب على الانتهاء الا وتتأزم الامور ولكني متأكد امام خبرة الادارة بأن الامور سوف يتم حلها وسيبقى اللاعبان.
* اعتقد بأني سألتك عن رأيك الفني بوصفك المدرب عن المردود الذي سيخلفه رحيلهما اذا ما تم ولكني اراك تتهرب عن الاجابة؟
- سأجاملك,, واتحدث عن احتمالات ربما تحدث وربما لا,, لو رحل الدبيبي فلدينا البديل واعتقد بأن عبدالرحمن القبيل حارس صغير وشاب لديه طموحات وامال كبيرة وربما تتفجر طاقاته وموهبته ويصبح نجما كبيرا لو وجد نفسه يلعب كأساسي بدلاً من جلوسه على كرسي البدلاء ينتظر الفرصة,, ولكني اعود واؤكد بأن الدبيبي حارس خبير وكبير وهو لن يتخلى عن النجمة كما ان النجمة لن تتخلى عنه.
* وماذا عن الموسى,, لماذا لم يشمله حديثك؟
- سأكمل هذا الفلم معك على اساس انك تبحث عن رحيلهما!!,, بالنسبة لمنصور يوجد من يخلفه ايضاً واعتقد بأن عبدالله المرزوقي الذي يملك الكثير لو عمل بمجهودات مضاعفة سيكون له مستقبل كبير باذن الله ولكن اعود واؤكد ان الدبيبي والموسى من المستحيل ان يرحلا.
* لا اعلم كيف حصلت على تأكيد بقاء هذا الثنائي,, ولكني استبعد امكانية التعويض كما ذكرت حيث لازال الفريق يعاني من رحيل هدافه الحديثي منذ الموسم الماضي؟
- الفرق المحترفة يجب ان تضع في حساباتها كل الاحتمالات فيما يتعلق ببقاء او رحيل اللاعبين,, وهناك فرق حكموا عليها بالنهاية بمجرد خسارة لاعب متميز ولكن كما رحل لاعب قد يأتي من يخلفه والامور تمضي على احسن ما يرام ونحن علينا ان نتمسك بوحدة الفريق الى ان يأتي ما يخالف ذلك.
* النجمة يمر حالياً بفترة انتقالية والفريق يملك عددا من العناصر الشابة الواعدة,, هل تعتقد وانت قد اخذت فكرة كافية عن احوال الفريق بأن مشكلة البديل في طريقها الى الزوال على يديك؟
- من دواعي جذب الجماهير تغيير اللاعبين فما ان يسمع الجمهور عن لاعب جديد الا ويقدم على حضور المباريات وهذا لا يقتصر على اللاعبين فقط فحتى تغيير المدربين من عوامل الجذب الجماهيري,, وبالنسبة لنا في الفريق نعم انا قد عاينت بعض اللاعبين الشباب الذين اتصور بأن لهم مستقبلا مشرقا مع النجمة وهم يطرقون الباب بقوة ويهددون مواقع لاعبي الخبرة وربما ينضمون للتشكيلة الرئيسية قريباً بالاضافة الى ان النادي يبحث عن ضم ثلاثة او اربعة لاعبين محليين مع اللاعب الاجنبي الذي سيتم تسجيله ومع بقية نجوم الفريق الحالي سنحصل على مجموعة جيدة ومتكاملة.
* هل لديك الالمام الكامل بقوة الدوري السعودي,, وهل تشعر بقدرتك على حفظ توازن الفريق بحيث يتم البناء مع تحقيق النتائج التي تضمن الوصول الى ادنى الغايات وهي البقاء ضمن فرق دوري الكبار؟
- اعرف بأن الدوري صعب وقوي جداً لاسيما وعدد الفرق قليل قياساً في البلدان الاخرى التي لا تقل فرق دوري النخبة لديها عن 16 فريقا او على الاقل 14 فريقا مما يقلل فرص التعويض زيادة على تقارب مستوى الفرق وعلى ضوء ذلك اتصور بأن الهبوط لا ينحصر على مجموعة قليلة فالجميع بمثل مالديه طموحات الفوز بالبطولات ايضاً لا يمكن استبعاده من امكانية التراجع الى الخلف فالموسم طويل ولا يستطيع احد ان يضمن بأن تكون الظروف دائماً جيدة وملائمة لتحقيق الانتصارات,, وباذن الله بطريقتي انا والطاقم المساعد معي سنعمل ونحاول ان يكون وضع الفريق مستقراً وصحة لاعبيه البدنية والفنية ممتازة على الدوام كما ان الادارة لديها مسؤوليات تتعلق في تهيئة الاجواء المناسبة لان تكون الحالة النفسية للاعبين جيدة والروح المعنوية مرتفعة واذا اكتملت هذه الادوار كما ينبغي فلن يكون هناك خوف من الهبوط سنخسر مباريات ونفوز بالاخرى ولكن لا يمكن التحدث عن الهبوط بالنسبة للنجمة.
* نعود اليك,, بعد الاطلاع على سيرتك الذاتية وجدنا ان انجازاتك تنحصر مع فريق الوداد المغربي بينما لم تحقق النجاح ذاته مع فرق اخرى من بينها خليجية وتونسية,, بماذا تفسر ذلك؟
- انا بدأت احتراف التدريب في عام 89م وانتقلت للعمل في المغرب في عام 90م وانا اعتبر نفسي قد حققت لقبا مع الشباب السعودي لاني تركت الفريق وهو وصيف للمتصدر ولانهم منعوني لان اواصل العمل حتى النهاية واعتقد بأني قد منحت الفرص للاعبين شباب هم نجوم الان مثل مرزوق العتيبي وعبدالله الشيحان وانا اعتبر ذلك تتويجا بالنسبة لي وكذلك في عامي الاول في المغرب دربت فريقا مغمورا هو خريبكة وحققت معه بطولة في نفس الموسم ثم دربت الوداد ونجحت مع الفريق في تحقيق القاب عديدة واعود مرة اخرى للقول لو تركوني اواصل العمل مع الشباب لحققت البطولة وكذلك ايضاً في تونس.
* مالذي يجعل الفرق التي ذكرت ومن بينها الشباب تضطر الى الغاء عقدك؟
- الشيء الوحيد الذي دائماً ما يسبب المشاكل هو التدخل في الاختصاصات وانا من النوع الذي لا يقبل من احد ان يفرض علي رأيه في عملي واختصاصي,, في الشباب كان هناك لاعبون اقوى من الادارة وهم خائفون على مراكزهم من زملائهم الشباب ومنهم العتيبي والشيحان والمقرن فكان هناك تعاون بين اللاعبين الكبار وبعض الاداريين لابعادي وبالفعل نجحوا في مهمتهم لانهم كما ذكرت يملكون نفوذا قويا عند الادارة في ذاك الوقت,, واعتقد ان وجهة نظري الفنية كانت في محلها حيث نرى الان اللاعبين الذين كنت مصرا على منحهم الفرصة وبسببهم خسرت عقدي هم نجوم كبار في المنتخبات السعودية.
* النجماويون يراودهم القلق حول مستقبلك مع فريقهم كما هو المعتاد مع المدربين الجدد,, بماذا تطمئنهم؟
- النتائج لا تأتي بالاماني والتوقعات ولا بشكل المدرب فهي تكون نتيجة للعمل والجهد المبذول نحن سنحاول ان نحسن من قدرات اللاعبين الكبار وهناك لاعبون عائدون من اصابات مثل السويد والمنيف سنحاول مساعدتهم بقدر ما نستطيع لكي يتمكنوا من العودة الى امكانياتهم الطبيعية وسنعمل على تطوير الحالة البدنية لبعض اللاعبين مع الجرعات الفنية بالطبع هذا من جهة,, ومن الجهة الاخرى هناك عمل آخر سينصب على اللاعبين الشباب الذين سنركز عليهم الجهود حتى نصل واياهم الى قدرة الانسجام مع زملائهم لاعبي الخبرة وسنختصر هذا بمجمله لو وجدنا التجاوب الكبير من اللاعبين انفسهم,, واعتقد بأن هذا الشيء الوحيد الذي استطيع به طمأنة جماهيرالنجمة.