دائما تتردد كلمة التاريخ يكتبه المنتصرون إلا أننا لم نقرأ، أو نسمع بأن التاريخ تعاد كتابته من قبل المزورين,,!! وإذا حصل أن يحرر المزورون بعضاً من الوقائع وتعطى صفة التدوين التاريخي، فإنهم سرعان ما تكتشف محاولاتهم.
والتاريخ الصحيح يذكر العديد من الوقائع التي فرضت على انها حقائق تاريخية في عصر ما وعلى ثقافات ما، إلا أنه سرعان ما صححت تلك الوقائع، وحتى التي لا تزال تتردد يشوبها كثير من الشكوك، خاصة تلك التي تخدم فئات وتكوينات قومية ودينية لم تكن من الفئات التي يمكنها أن تصنع التاريخ، فهي ليست من الدول أو القوميات المنتصرة أو من التي ساهمت في صنع الوقائع التاريخية.
وفي العصر الحديث تعد واقعة حرق اليهود من قبل قوات النازي في ألمانيا الهتلرية، من أكثر الأحداث التاريخية إثارة للشكوك والريبة، وقد حاول كثير من اساتذة التاريخ والباحثين مراجعة هذه الواقعة إلا أن الاضطهاد الفكري وتسليط تهمة معاداة السامية التي استغلها اليهود بمساعدة الحكومات الغربية أخرست المؤرخين الغربيين المعاصرين، في حين لم يستطع اي باحث أو مؤرخ عربي أن يقدم دراسة تاريخية علمية تدحض روايات اليهود, فالمؤرخون والباحثون العرب معذورون في هذه القضية لأن المعلومات الصحيحة لا يمكن أن يصلوا إليها، فالذين يمتلكونها لا يريدون إغضاب اليهود,, هذا ان أرادوا.
أما اليهود فلم يكفهم ترسيخ مسألة حرق اليهود على يد جنود هتلر، وهي ان حصلت فليست بالمبالغة التي زرعوها في عقول الغربيين وبالذات الألمان لابتزازهم سياسياً ومالياً.
أقول ان اليهود لم يكفهم تزوير التاريخ بل يسعون حاليا لتوسيع الكذبة فقد أفاد مسؤول في المحفوظات الاسرائيلية يوم الاربعاء أن اسرائيل تدرس إمكانية نشر مذكرات أدولف آيشمان احد منظمي المحرقة الذي اعدم شنقا في اسرائيل العام 1962م.
وقال ايفتار فريسيل نفكر جديا بنشر هذه المذكرات التي كتبها آيشمان في زنزانته خلال محاكمته .
واضاف ان آيشمان يعطي من خلال هذه المذكرات رؤيته لألمانيا النازية ويتحدث ايضا عن محاكمته .
ويقول اليهود ان آيشمان الذي كان مسؤولا في وحدات الصاعقة (أس, أس) النازية قد اضطلع بدور رئيسي في إبادة اليهود في أوروبا على يد النازيين, وقد لجأ بعد الحرب الى الارجنتين حيث خطفته مجموعة من عملاء الاستخبارات الاسرائيلية العام 1960م، ونقل الى اسرائيل حيث حوكم وأعدم بعد سنتين.
وطبعا سيشكل الإسرائيليون مذكرات آيشمان لتعزيز كذبتهم الكبرى، ولا أحد يستطيع ان يفند أكاذيبهم لسببين، أولا قلة المعلومات المتاحة، ثم الارهاب الفكري المسلط على كل من يحاول فضح أكاذيبهم.