Saturday 21st August, 1999 G No. 9823جريدة الجزيرة السبت 10 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9823


مؤكدين على أنه شيء طبيعي لدى الإنسان
الخوف عبارة عن وساوس تلقيها شياطين الجن والإنس في القلوب
الخوف تصرف مكتسب وطبيعي في بعض الأحيان

*تحقيق: محمد العروي
اكد عدد من المتخصصين والاخصائيين النفسيين على ان الخوف لدى الانسان شيء طبيعي ومن المهم جداً التعامل معه كنوع من انواع المؤثرات النفسية العاديه لدى الانسان, وشدد على حسن التصرف عند حدوث مثل هذه العوامل النفسية وفي نفس الوقت اشار البعض منهم الى ان صفة الخوف قد تكون محمودة لدى الفرد حتى تساعده على عدم الوقوع في الخطأ وشرح البعض انواع الخوف الذي قد يتعرض له الانسان مع حياته, الجزيرة استطلعت هذا الموضوع حيث قال:
خوف طبيعي وآخر مكتسب
قال إسحاق شمس الدين خوجه والذي استضفناه في بداية طرح هذا الموضوع اوضح قائلاً ان من اعظم مايجب ان يخاف منه الانسان ويتقيه ويخشاه هو الله تبارك وتعالى وهذا المعنى مرادف للتقوى كما قال تعالى على لسان سيدنا يوسف - عليه السلام- عندما راودته امراة العزيز:قال اني اخاف الله رب العالمين سورة يوسف فهذا هو المعنى الحقيقي للخوف وعلينا كمسلمين ان نغرس ونعمق هذا المعنى - الخوف من الله تبارك وتعالى - في انفسنا وفي نفوس ابنائناوبناتنا واخواننا وجميع اهلينا لانه متى ماوجد هذا المعنى الحقيقي للخوف من الله تبارك وتعالى فسنرى مجتمعاً خالياً من المفاسد والمنكرات وبالتالي يعم الخير والرخاء ويكون مجتمعاً راقياً سليماً وهناك الخوف الفطري لدى الانسان والذي ينتابه في بعض المواقف وينتابني خوف وتأخذني رعشة خفيفة عندما اركب البحر - رغم معرفتي بالسباحة- ويزداد هذا الشعور كلما توغلت في البحر اكثر فالبحر من مخلوقات الله تبارك وتعالى وتجد فيه بديع صنع الله فلايملك المسلم الا ان يسبح الله تعالى ويمجده.
وينتابني كذلك شعور بالخوف في الامكنه التي نزل بها عذاب الله وعقابه على الامم السابقة التي كفرت وكذبت دعوة انبيائها وقد ورد في السنة المطهرة مايدل على ان الانسان اذا مر بجوار هذه الامكنة ان يسرع في خطاه ولايأكل ولايشرب عندها على سبيل النزهة والسياحة لانها امكنة انزل الله بها سخطه وعقابه على اقوام كفروا وكذبوا انبياءهم عليهم السلام كما يضيف اسحاق بان من الطرق التي تساعد الانسان في التغلب على الخوف هو الخوف من الله تعالى باللجوء اليه سبحانه والالتجاء بجنابه وكرمه وواسع فضله ورحمته وكما قال تعالى وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا الا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم سورة التوبة.
الخوف يولد التردد
وفي رأي آخر عن هذا الموضوع يقول عمر ظاهر خلف ان الفرد منا لابد ان يتأثر بشكل أو بآخر بالخوف وفي اعتقادي الشخصي انه متى ماكان الخوف يأخذ منحنى اكثر من اللازم ويغلب علىطابع الشخصية فستكون الشخصية حينئذ شخصية انسان متردد غير قادر على اتخاذ القرار المناسب لايستطيع ان ينهي المواقف لصالحه بل تجده يترك لغيره حرية اتخاذ القرار والانسان الجاد والحازم لابد ان يتأثر بشكل او بآخر بالخوف ولكن بنسب منضبطة.
ويضيف عمر قائلاً: انه يشعر بالخوف عندما يكون مداناً في امر ما وبحسب طبيعة الادانه وتختلف القدرة على التركيز او التفكير واتخاذ القرار الصائب وهي حالة مصاحبة للخوف لان الرغبة في الهروب والخروج من الموقف تستحوذ على اغلبية التفكير.
الخوف نوعان
كما يحدثنا حول هذا الموضوع عبدالعزيز مازن الشيخ حيث يقول عبدالعزيز :الانطباع السائد لدي بان الخوف ينقسم الى قسمين وربما اكثر اولهما خوف فطري وهو الخوف الذي اودعه الله عز وجل في الانسان وثانيهما خوف مكتسب نتيجة الاحداث التي يمر بها الشخص مثل الخوف من الاماكن المرتفعه او الدم او الخوف من المرض ومن تجاربي الشخصيه فانا انسان اخاف من الاماكن المرتفعه وهذا خوف مكتسب نتيجة لما اسمع من السقوط من المرتفعات وكذلك اخاف المرض.
عدم الاستسلام للخوف
اما عبدالله دعيع الجهني فيقول: انه يحاول وبقدر الامكان ان يعيش حياة طبيعية لايتخللها الخوف وان الشخص منا قد تتخلل حياته بعض المخاوف ولكن في رأيي يجب عدم الاستسلام لها ومحاولة عدم الاسترسال في هذه المخاوف وقطع دابرها فوراً او اقحام انفسنا في الاماكن التي نخاف منها.
مصادر ثلاثة للخوف
وعلى هامش هذا الموضوع التقينا بالشيخ عبدالرحمن مرزوق الاحمدي والذي اوضح لنا ان التعامل مع الخوف يعتمد على معرفة مصدره والخوف ثلاثة انواع فالنوع الاول وهو ممدوح وهو الخوف من الله عزوجل وهذا النوع مأمور به ممدوح صاحبه في كثير من الايات الكريمة والاحاديث النبويةولكن بشرط ان لايصل لدرجة اليأس من رحمة الله ونوع لايكاد يخلو منه قلب الانسان مع انه في الحقيقة ليس له داع وهو الخوف من المستقبل او من المصائب او على الرزق وهذا يحدث مع كل الناس ولو تفكر الناس بهذا الخوف لوجدوا انه ليس له داع اصلاً لان كل هذه الامور مكتوبه ومقدرة والمطلوب من الانسان السعي والاخذ بالاسباب حيث ان الخوف لايقدم ولايؤخر في هذه الامور اما النوع الثالث وهو اولى ان يسمى تخويف كما سماه الله عز وجل وليس خوفاً وهو عبارة عن وساوس تلقيها شياطين الجن والانس في قلوب المؤمنين لتخويفهم كما ان كثيراً من الخلافات بين الاصدقاء او المشاكل تكون بسبب وساوس يلقيها هؤلاء.
قوة الإراده تمنعه
اما الاخصائي النفسي خالد عبدالله المحمدي فيقول ثبت ان للمواجهة وقوة ارادة الانسان دور كبير في التخلص من كثير من المخاوف والتي تعترض حياة الانسان وتعكر عليه صفو حياته وعلى هذا فلابد من ان يكون للمواجهة دور في قطع دابر هذه المخاوف فمثلاً الخوف من الظلام تكون احدى وسائل علاجه التدرج في الوقوف في مثل هذا المكان المظلم وكذلك الحال مع الرهاب الاجتماعي.
ولاشك ان هناك انواعاً من الخوف تكون بسبب رواسب قديمه في التربية وعلى ضوء ذلك فلابد من مراجعة الطبيب النفسي لدراسة الحاله ووضع التصورات والحلول حيالها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved