* الرياض مبارك البيشي
انتقل الصراع بين المرأة والرجل الى مواقع الانترنت وساعدت المواقع العربية الجديدة والعديدة على الانترنت على ان تجد المرأة العادية موظفة كانت او ربة منزل او طالبة جامعة وسيلة للخروج الى العالم الرحب والواسع لتشارك بالشأن العام لأوطانها وتدلي برأيها في جميع القضايا سياسية كانت او اجتماعية او ثقافية وتجادل في مسألة الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وتتصدى لقضيتها الأساسية,, حريتها وتناقش بمسألة تعدد الزوجات والطلاق وحقها في المعرفة والتعلم والعمل, وعلى أكثر من موقع عربي على الانترنت نشبت معارك مختلفة الحدة متنوعة الأساليب بين النساء والرجال منها هذه المعركة التي بدأت حسب ما أوردته قناة المعلومات محاط بسؤال جاء فيه (ما رأيكم بحقوق المرأة), ردت السيدة بدور من الامارات قائلة (ان حرية المرأة مسألة لا غنى عنها لتطور المجتمع لأن أية أمة تعطل طاقة أكثر من نصف ابنائها لن تتقدم أبدا لانها ستكون كالجسد المشلول العاجز عن الإتيان الا بحركات غير متناسقة وغير مؤثرة), وسرعان ما جاءت الردود من الرجال ساخنة فقال من اطلق على نفسه اسم رفيق الليل: (الله يا الزمن,, البنات أولى في بيوتهن لازواجهن خادمات,, والآن يرفعونهن حتى صارت لهن مقامات,, الله يستر علينا ويرد بنات أول الصالحات), لكن النساء لم يقفن مكتوفات الايدي أمام هذه الهجمة القاسية فانبرت (قارورة عطر) لترد الصاع صاعين فقالت: (بعد التحية والسلام,, اليك اجمل عتابي والملام,, كيف ترشقنا بهذا الكلام,, وترمينا بهذه السهام,, ألسنا من حملنك تسعة أشهر,, وسهرنا على راحتك اياما وادهر,, فكيف بنا تكفر), أثار رد قارورة العطر حمية رجل اطلق على نفسه (عدو المرأة) فقال: (النظرة التحررية للمرأة تعني السماح لها بالسيطرة وان تكون ندا للرجل في كل المجالات وتعني السماح لها بالاختلاط والخروج المتكرر من البيت وجلوسها على المقاهي والمطاعم وعدم الاهتمام بالبيت والأولاد), بنت العرب انطلقت كالفرس لتدافع عن بنات جنسها فازدرت ما اعتبرته الرأي المتعجرف للرجال واطلقت ما وصفته بالصرخة عرضت فيها هموم المرأة العربية كما قالت ووجهت سيلا من الأسئلة حول عدم مبالاة الرجل بحقوق المرأة وتعاليه عن القيام بواجباته تجاهها حتى اصبح قوله (انا رجل) يعبر عن انه ليس معنيا بأي مسؤولية تجاه بيته واسرته بما في ذلك مسؤولية الانفاق على الأسرة وشراء حاجيات البيت ومستلزمات الأطفال والقيام بواجباتهم, العندليب لا يعجبه ما قالته بنت العرب فيرد عليها قائلا: (هناك الكثير من النساء يمدحن ازواجهن وهناك عيوب في الرجال كما في النساء ويجب على الطرفين ان يتفهما ان لكل منهما حقوقا ولو عرف كل واحد حقوقه لعاشت الاسر في حال أفضل) ولا يكتفي العندليب بذلك بل يعتبر ان ما قالته بنت العرب بحق الرجل عيبا.
فتابعت بنت العرب صرختها وقالت: (لماذا عيبا؟,, توجيه النقد للرجل أليس هذا هو واقع الحال في بلادنا أليست هذه الكلمة (عيب) هي سبب المشكلة الازلية بين الرجل والمرأة؟,, حبذا لو عرف الرجال حدود العيب كما تعرفه النساء وأين العيب في ان نطالب بحقوقنا وبحريتنا، ولماذا يعتقد الرجال ان حرية المرأة وحقوقها يتعارضان مع القيم والعادات والتقاليد؟), لكن هتان يتعاطف مع المرأة ويقول: (التكامل بين الرجل والمرأة ناموس من نواميس الحياة), ويقول نفناف (المرأة مكملة للرجل لا يستغني احدهما عن الآخر اما بالنسبة للمساواة فلماذا تتنازل المرأة عن رسالتها العظيمة التي كلفت بها في هذه الحياة وتبحث في أمور تخص الرجال) ويضيف نفناف (سر جمال المرأة عفافها وحياؤها وسر قوتها ضعفها ودموعها ويدعوها الى عدم التنازل عن تلك الصفات).
انها معركة مستعرة الوطيس لا يعرف احد كيف ستنتهي ومتى او من المنتصر لكن الذي لا شك فيه ان هذه المساحة من الحرية والتعبير عن الرأي انها ستقرب وجهات النظر وتوازي كفة الميزان بين الرجل والمرأة فمهما كانت عليه الأمور لن يستغني احدهما عن الآخر ولن تستمر الحياة بدونهما معا على دفة المركب.
|