المملكة دعت إلى عمل موحد لوقف التجاوزات الصهيونية ودعمت فلسطين معنوياً ومادياً
اليوم الذكرى الثلاثون لإحراق المسجد الأقصى وإسرائيل ما زالت تواصل خططها لتهويد القدس
* الرياض - واس
يصادف اليوم السبت العاشر من شهر جمادى الاولى الموافق للحادي والعشرين من شهر اغسطس مرور 30 عاماً على احراق المسجد الاقصى على ايدي العصابات الصهيونية.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1969م امتدت يد الاثم والعدوان لاحراق المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الانبياء والمرسلين في محاولة من الصهاينة للقضاء على المقدسات الاسلامية في فلسطين المحتلة.
وقد اقدمت العصابات الصهيونية على تلك الفعلة الشنعاء بايعاز من سلطات الاحتلال الاسرائيلي متعدية بذلك على كل الاعراف والقوانين والقرارات الدولية التي اعطت للمدينة المقدسة وضعاً وحقوقا خاصة وحفظت لها كافة معالمها الاثرية والحضارية الاسلامية.
واثر العملية الاجرامية التي استمرت عدة ساعات وادت الى احراق الجناح الشرقي من المسجد المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبي ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الاسلامية الى استنكار وشجب تلك الجريمة التي اثارت مشاعر كافة المسلمين.
كما اتخذت مؤتمرات القمة العربية والاسلامية ودول عدم الانحياز واجتماعات هيئة الأمم المتحدة التي عقدت عقب الجريمة قرارات نددت فيها بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية في القدس وكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالبت بسحب قوات الاحتلال من الاراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشريف.
وقد جاءت جريمة احراق المسجد الاقصى في اطار سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد في اوقات مختلفة وهي اعتداءات مستمرة حتى الآن.
فقد اعتمدت سلطات الاحتلال سياسة تعسفية تجاه المسجد الاقصى والمدينة المقدسة اذ قامت في مطلع عام 1969م بازالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكامله وهدمت العديد من المساجد والمدارس الاسلامية التي تأسست في عهد الدولة الأموية.
ومنذ الاحتلال الاسرائيلي الكامل لمدينة القدس عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الابنية الاسلامية والاثرية الواقعة حول المسجد الاقصى بهدف تغيير وازالة المعالم الاسلامية التي تتصف بها المدينة.
وتضمنت الاجراءات الاسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسي الشريف حيث جرفت عدداً منها بينها مقبرة الرحمة واليوسفية الى جانب الاستيلاء على مواقع اخرى في القدس وتحويلها الى ثكنات عسكرية صهيونية.
ومن اشد الاجراءات الاسرائيلية خطورة محاولات تهويد مدينة القدس باستخدام اساليب بعيدة عن الشرعية تضمنت مصادرة الاراضي والممتلكات الفلسطينية وممارسة اساليب القهر والارهاب ضد سكانها العرب والمسلمين من اجل تهويد المدينة بالكامل ومحاولات تهجير اليهود من دول العالم وتوطينهم في القدس بل واعتبارها عاصمة لاسرائيل.
واستمراراً للسياسة الاسرائيلية في تنفير المسلمين والتضييق عليهم وتخويفهم قام المستوطنون الاسرائيليون في فبراير عام 1994 بارتكاب مجزرة ضد المصلين العزل من المواطنين الفلسطينيين داخل الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل بالضفة الغربية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وتحل ذكرى احراق المسجد الاقصى هذا العام واسرائيل مازالت تماطل في تنفيذ اتفاقيات السلام رغم المرونة الكبيرة التي يبديها الجانب الفلسطيني.
وتأتي هذه الذكرى واسرائيل ما زالت تواصل خططها لتهويد القدس ومنع المسلمين من اداء شعائرهم الدينية مع مصادرة المزيد من الاراضي في المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها وحولها لتغيير الوضع الديمغرافي في القدس.
وقد كانت المملكة العربية السعودية باعتبارها مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية ومنبع الاسلام والدولة التي خصها الله بخدمة الحرمين الشريفين في مقدمة الدول التي ادانت واستنكرت عملية احراق المسجد الاقصى ودعت الى عمل موحد لوقف تجاوزات الصهاينة في حق المقدسات الاسلامية في القدس المحتلة.
وتتواصل مواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ازاء القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية في القدس المحتلة وهي المواقف التي يسجلها التاريخ على مختلف الأصعدة.
ففي اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمقدسات الاسلامية في القدس اصدر حفظه الله في عام 1992 توجيهاته الكريمة بان تتولى المملكة كافة نفقات اصلاح وترميم قبة الصخرة والمسجد الاقصى ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه, كما دعمت المملكة تمسك المواطنين العرب بأراضيهم ومقدساتهم ووقفت الى جانبهم تخفف عنهم وطأة الاجراءات التعسفية التي تمارسها السلطات الاسرائيلية ضدهم.
واضطلعت المملكة العربية السعودية بجهود دبلوماسية مكثفة على مختلف الاصعدة من اجل القدس وتعاونت في هذا الشأن مع الدول الاسلامية حتى صدر قرار مجلس الامن الدولي رقم 478 في عام 1980م والذي طالب جميع الدول التي اقامت بعثات دبلوماسية في القدس بسحبها فوراً وهو القرار الذي اجمعت مختلف الاوساط على اعتباره نصراً للدبلوماسية الاسلامية واحباط لمخطط صهيوني تجاه مدينة القدس.
وامتداداً للاهتمام والدعم المتواصل بقضية القدس الشريف واستمراراً للنهج الثابت لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في خدمة الاسلام والمسلمين فقد تبرع حفظه الله خلال انعقاد المؤتمر الحادي والعشرين لوزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في كراتشي في ابريل عام 1993م بمبلغ عشرة ملايين دولار لدعم صندوق القدس.
وفي فبراير عام 1994م صدر تعليمات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الى صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين برعاية حملة تبرعات شعبية على مستوى جميع مناطق المملكة يخصص ريعها وايرادها لاغراض اعمار وانقاذ الأماكن الاسلامية في القدس الشريف.
وهكذا تتواصل مواقف المملكة العربية السعودية الخيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم قضية القدس وقد عبر حفظه الله عن ذلك في احدى المناسبات الاسلامية بقوله:
ان قضية فلسطين ووضع الاراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس ما زالا يحتلان جل اهتمامنا ويستغرقان الكثير من جهودنا ومساعينا.