Saturday 21st August, 1999 G No. 9823جريدة الجزيرة السبت 10 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9823


35 ألفاً لا يزالون محاصرين تحت أنقاض المنازل التي دمرها زلزال تركيا
انتشال طفلة حية عمرها ثمانية شهور بعد 3 أيام من وقوع الكارثة
غضب في أوساط الشعب التركي من بطء عمليات الإنقاذ

* انقرة - الوكالات:
قال مسؤول في مركز الازمة الذي يتعامل مع كارثة الزلزال امس الجمعة ان عدداً مروعاً لا يزال محاصراً تحت انقاض المنازل المنهارة.
وقال مسؤول في الامم المتحدة في جنيف ان السلطات التركية قدرت ان نحو 35 الف شخص لا يزالون محاصرين تحت انقاض المنازل التي دمرها زلزال يوم الثلاثاء.
وطلب من مسؤول مركز الأزمة في العاصمة التركية انقرة التعليق على هذا الرقم فقال لا استطيع التعليق على هذا ولكن الارقام مرعبة .
اعداد كبيرة من الناس لا تزال تحت الانقاض اكثر بكثير مما هو متوقع .
وقال شكري سناء جوريل وزير الدولة التركي انه يخشى ان حصيلة القتلى سترتفع بسرعة.
واضاف الوزير الذي كان يرتدي الملابس السوداء اشارة الى الحداد على الضحايا للصحفيين في انقرة ان ضحايا هذه المأساة قد يرتفع بسرعة لاننا نخشى من انتشال مزيد من الضحايا تحت انقاض عشرات الآلاف من المنازل المهدمة .
ومع ارتفاع درجات الحرارة تضاءل الأمل بالعثور على احياء وسط انقاض مئات المباني التي دمرها الزلزال الذي ضرب غرب تركيا الثلاثاء الماضي.
وقد ادى انتشال رجال الانقاذ طفلة عمرها ثمانية شهور حية من بين الانقاض خلال ساعات الليل الفائت في مدينة يالوفا الى رفع معنويات فرق الانقاذ.
وكان رجال الانقاذ المحبطون يرفعون الانقاض عند واحد من مئات المساكن المتهدمة في المدينة السياحية عندما وصل الى مسامعهم انين طفل يأتي من تحت الحطام.
واغرورقت اعين رجال فرق الانقاذ الاجانب والمحللين والمدنيين عندما تم بعد قليل انتشال طفلة من بين الانقاض حيث قضت 67 ساعة منذ حدوث الزلزال.
ولم يستطع الاهالي التعرف على هوية الطفلة ولا يزال مصير والديها مجهولاً.
وكانت درجات الحرارة قد ارتفعت الى 50 درجة مئوية امس الجمعة.
وقال الخبراء ان هذا الجو الحار يجعل فرص بقاء الموجودين تحت الانقاض على قيد الحياة ضئيلة للغاية.
من جهة ثانية قال رجال الاطفاء انهم تمكنوا من السيطرة على حريق في مصفاة للنفط شمال مدينة ايزميت.
وكانت طائرات القوات الجوية الالمانية والفرنسية والتركية قد واصلت القاء المواد الكيماوية المثلجة والرغوية على آخر حوض بترول مشتعل بينما حاول رجال الاطفاء على الارض ان يأمنوا الاحواض المجاورة حتى لا تشتعل ايضاً.
وفي هذه الاثناء قضى الملايين في شمال غرب تركيا ليلة اخرى في الشوارع بعد ان حذرت الحكومة من احتمال وقوع زلزال آخر خلال الاربع والعشرين ساعة القادمة ونصحتهم بالبقاء خارج منازلهم.
وجاء التحذير في الوقت الذي تحاول المنطقة ان تتعامل مع عواقب زلزال يوم الثلاثاء الماضي الذي اودى بحياة الآلاف.
وقد احتشد الناس في الميدان الرئيسي في اسطنبول طوال الليل واخذ البعض يصلون ويقرأون بعض السور القرآنية بينما اعتبر البعض الآخر الأمر سبباً للنزهة وتكرر المشهد ذاته في بعض المدن الاخرى في منطقة شمال غرب تركيا.
اما في بورصا فقد رحل مكتب الكوارث الذي تم تأسيسه هناك في اعقاب زلزال يوم الثلاثاء الماضي بعد ان امرحاكم المنطقة الجميع بالرحيل من منازلهم تحسباً لوقوع زلزال آخر.
وقد غادر الناس منازلهم حتى في مدن مثل انقرة وأزمير خوفاً من وقوع زلزال آخر على الرغم من ان السلطات اوضحت انهم غير معرضين لأي خطر.
وقد حزم الملايين امتعتهم وتركوا منازلهم بعد ان حذر احمد ميت ايزيكارا مدير مرصد ومعهد الزلازل كاندلي من احتمال وقوع زلزال قوي آخر.
وقد تعامل الملايين في المنطقة مع التحذير بجدية حيث يعرف ايزيكارا برفضه التصريح باحتمال وقوع الزلازل.
وقال ايزيكارا انه على دراية بأن تصريحه قد يؤدي لاثارة الهلع ولكن لم يكن بامكانه التصرف كأنه لا يوجد اي خطر.
وقال انه لاحظ وقوع 210 هزة ارتدادية خلال ثلاث ساعات وقال انه يمكن ان يكون هناك ثلاثة اسباب لذلك.
فقال اما ان يفسر هذا باعتباره عاصفة زلزالية او هزات ارتدادية متتالية على اقصى نقطة في جنوب خط صدع الاناضول او انه بداية لزلزال جديد .
ومع دخول اليوم الخامس على الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من الاقا ليم التركية وخلف آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المصابين ومئات الآلاف من المشردين اضافة الى الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بالاقتصاد التركي المنهك فعلاً,, تتعرض الحكومة التركية برئاسة بولنت اجاويد لانتقادات متزايدة سواء من المواطنين المضارين من الزلزال والذين يتهمون الحكومة بالتقاعس وعدم التحرك السريع لمواجهة هذه الكارثة وانتقادات بعض الجهات الخارجية التي اعتبرت ان الارقام التي اعلنتها انقرة عن عدد الضحايا غير دقيقة.
وفيما بدا انه مسعى من جانب الحكومة التركية لتخفيف وامتصاص غضب وانتقادات سكان غرب تركيا الذين اضيروا في هذه الكارثة اعلن الرئيس التركي سليمان ديميريل انه ينبغي تفهم مشاعر واحاسيس المواطنين الذين اضيروا من الزلزال الاخير مشيرا الى ان هناك الكثير من الامور التي يجب على الحكومة ان تقوم بها لمواجهة هذه الكارثة.
واعترف ديميريل بأن المواطنين لن يشعروا بالرضا الا بعد ان تعود الامور الى طبيعتها في الاقاليم المضارة.
وتجيء تصريحات ديميريل في الوقت الذي تتعرض فيه حكومة انقرة لانتقادات واتهامات لها بعدم التحرك السريع وتقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين.
ويتهم المواطنون المضارون من الزلزال مسؤولي الحكومة بعدم زيارة كل المناطق المنكوبة للوقوف على احتياجات المواطنين الذين يواجهون نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطبية كما ان معظم المتضررين يشكون من تأخر حصولهم على المساعدات الضرورية.
كما واجهت الصحف التركية الاتهام الى عدد من الجهات الرسمية والاهلية بعدم بناء المنازل والمنشآت طبقاً لمعايير مقاومة الزلازل القوية مما ادى الى تفاقم حجم الكارثة وانهيار الاف المباني.
وحسب صحيفة الاندبندنت البريطانية فان مشاعر الغضب الشعبي في تركيا ضد الحكومة والرئيس سليمان ديميريل قد تزايدت عقب اكتشاف ان البيان الذي القاه الرئيس عقب هذه الكارثة كان مطابقاً تماماً لبيان اصدره بعد زلازل سابقة.
كما بدا التضارب والغموض واضحين بشأن حصيلة ضحايا الزلزال المدمر سواء القتلى او المفقودين الذين ما زالوا تحت انقاض البيوت التي تحولت اكواماً من التراب والحجارة غرب يتركيا.
ففي الوقت الذي اعلنت فيه حكومة انقرة ان عدد القتلى بلغ نحو سبعة الاف قتيل وان المفقودين تحت الانقاد نحو عشرة الاف فان مصادر ووسائل اعلام غربية قدرت عدد الذين لقوا حتفهم في هذا الزلزال ربما يصل الى ضعف هذا العدد وان عدد الموجودين تحت الانقاض يصل الى نحو 30 الف شخص,وقالت صحيفة الاندبندنت في تعليق لها امس ان الخبراء الجيولوجيين عبروا عن دهشتهم من رقم الستة آلاف قتيل التي اعلنتها الحكومة التركية.
فيما اشارت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية الى ان المخاوف تتزايد من ان يصل عدد ضحايا زلزال الثلاثاء المدمر الى نفس الرقم الذي سجله اسوأ زلزال تعرضت له تركيا منذ ستين عاماً حين بلغ عدد الضحايا 30 الف قتيل.
ومع مرور الوقت تتضاءل الآمال في العثور على مزيد من الاحياء تحت الانقاض التي خلفها الزلزال في الوقت الذي تعمل فيه فرق الانقاذ على قدم وساق من اجل انقاذ المزيد من المواطنين المحاضرين تحت ركام بيوتهم.
تحذير ياباني بقرب وقوع الزلزال
اوضحت صحيفة التايمز اللندنية من موقعها على شبكة الانترنت ان الدمار الذي خلفه الزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا الثلاثاء الماضي اصبح يعوق الآن جهود الحكومة لتعويض ما فاتها فالامدادات الغذائية تتراجع وشبكات الكهرباء والمياه والتلفونات تنهار وشبكات الطرق من انقرة حتى اسطنبول اصبحت مدمرة تماماً.
وقالت الصحيفة البريطانية انه مع ذلك ليس هناك اي عذر بان الزلزال كان مفاجئاً لان غرب تركيا معروف انه منطقة زلازل بل ان بعض السكان عادة ما ينامون وبجانبهم زجاجات المياه والكشافات تحسباً لحدوث هزات ارضية.
واضافت ان برامج التلفزيون كانت تتحدث مؤخراً عن موعد الزلزال الكبير المقبل رغم ان آخر زلزال كبير ضرب المنطقة كان منذ 60 عاماً,والأهم من ذلك ان خبراء زلازل من اليابان التي عانت من زلزال ضخم ضرب مدينة كوبي عام 1995 حذروا تركيا من احتمال حدوث زلزال ودعوها الى اتخاذ اجراءات وقائية لكن انقرة تجاهلت هذه التحذيرات,واشارت الصحيفة الى ان الصدمات الاقتصادية بعد الزلزال يمكن ان تكون مدمرة لتركيا فالمنطقة الغربية التي تعد بمثابة قاطرة الاقتصاد اصبحت الآن عبارة عن انقاض الامر الذي قد يؤثر على تدفق السياح الذين عادة ما يأتون الى تركيا بملايين الدولارات,وتوقعت الصحيفة ان الخروج من هذه المأساة سوف يستغرق وقتا فحتى اليابان الأغنى ما زال الآلاف من الناجين من زلزال كوبي يعيشون في مساكن ايواء مؤقتة رغم مرور اربعة اعوام على الزلزال وقد يجد بولينت اجاويد رئيس الوزراء التركي البالغ من العمر 73 عاماً ان الأمر قد يتطلب وقتاً يزيد عن فترة حياته السياسية الباقية حتى تندمل الجراح التركية.
ومن الواضح ان اجاويد صدم من حجم الغضب العارم الذي واجهه في ازميت يوم الاربعاء الماضي وقد حاول باستماتة ان يظهر للجميع انه يتعامل مع الموقف بشكل فعال حيث جعل الخطوط الساخنة تربط بين منطقة الازمة ومكتبه مباشرة ولكن مع كل يوم يمر تزداد اعباء مواجهة الازمة مع ارتفاع اعداد القتلى والمصابين.


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved