استشعار المملكة لمسؤولياتها الإسلامية إحساس يتعدى المشاعر والعواطف إلى العمل الجاد والإنجاز المثمر على أرض الواقع.
بهذه المسؤولية ظلت القيادة الرشيدة في بلادنا تعرف حجم الدور الملقى على عاتقها، وبهذه الروح رصدت المملكة من إيراداتها الكم المجزي لدعم كل جهد إسلامي ومناصرته أينما كان.
وليس بعيداً عن الأذهان ما تبذله المملكة من عون ومناصرة للأشقاء المسلمين، وما قدمته قيادتنا من مؤازرة مادية وسياسية ودبلوماسية ومعنوية للمسلمين سواء من خلال المنظمات الدولية أو من خلال الاتصال المباشر يصعب رصده وحصره.
ويكفي الإشارة هنا إلى أنه ما من بقعة من مساحات اليابسة في هذا العالم إلا وللمملكة يد ممدودة لدعم المسلمين بها وشد عضدهم, فانتشرت المساجد التي بنتها المملكة وأبناؤها في كل صقع، واشرأبت أكاديميات الملك فهد تنشر العلم والإسلام وتبث ثقافتنا ومفاهيمنا لكل من يريد الاطلاع والهداية والمعرفة، وتعددت منابر العلم والكراسي الأكاديمية والمنح الدراسية التي تغدق عليها المملكة تمويلاً ودعماً في كثير من مناطق العالم, ولعل ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي الذي سيلتئم شمله في بروكسل يوم الجمعة القادم هو حلقة من حلقات التواصل الإسلامي المستمر بين المملكة والأقليات الإسلامية في الخارج.
فهذا المؤتمر الذي يحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز سيكون حدثاً هاماً في خدمة الأقليات المسلمة التي تعيش في أوروبا عموماً وبلجيكا على وجه الخصوص، كما أنه سيكون مشعل هداية ونوراً ساطعاً وانطلاقة كبيرة تمثل مبادرة إشعاع في سماء الغرب كما أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس.
إن مثل هذه المؤتمرات والملتقيات الإسلامية التي تنظمها المملكة في مختلف بقاع العالم هي جزء من سياسة شاملة لدعم الإسلام والمسلمين في كل مكان، فقد اختار الله هذه البلاد لتكون موئل الإسلام ومكمناً لبزوغ شمسه، كما اختارها - جلّ شأنه - خادمة وحارسة للحرمين الشريفين,, فحرص ولاة الأمر فيها على أن يكونوا دوماً السند والساعد الذي يدعم كل شأن إسلامي مهما نأت المواقع الجغرافية، وحرصوا على الإنفاق الذي لا يعرف الحدود في سبيل نشر رسالة الإسلام وإيصالها إلى كل إنسان، لتكون كلمة الله دائماً وأبداً هي العليا، ولينتشر نور الإسلام وحضارته وثقافته في الأرض إثراءً لحياة البشر وضماناً لخيري الدنيا والآخرة.
الجزيرة