** قبل سنوات بعيدة كانت الاحياء السكنية تضم شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتها المادية والثقافية والاجتماعية وكان هناك اندفاع وتداخل بين هذه الشرائح فالأبسط وعياً يستفيد من جاره المثقف، والأقل دخلاً مادياً كان يجد من يشعر به من أهل الحي فيتصدقون عليه ويعينونه في أزماته.
لكن مدننا الآن تشهد تفاوتاً عظيماً فثمة احياء يسكنها ذوو المداخيل المرتفعة والتي غالبا ما أعانتهم هذه المداخيل على رفع وعيهم بالدراسة والسفر والاطلاع.
وبقيت هناك احياء معزولة لايسكنها إلا البسطاء في الدخل والوعي والذين يعانون من اشكاليات كثيرة وظروف متشابهة لايستطيع بعضهم إعانة بعض على تعديلها او تقليصها,.
وحتى لو فكرنا كحل إيجابي لتفعيل الجيرة وحقوقها وإعادة ضخ الحياة لعروقها الباردة,, بإقامة مكاتب اجتماعية في كل حي تدعم المحتاج وتساعد المريض وتحل كثيراً من مصاعب الحياة,, لوقفت في طريقنا هذه التقسيمة السكانية التي اقتحمت مدننا صغيرها وكبيرها,, واصبحنا نجد التفاوت بين الاحياء يصدمنا بحجمه الباهظ ويجعلنا نقف متأملين حكايات الأهل من الحي الواحد وبسطائه الذين يجاورون اغنياءه حتى لتجد الحي الواحد يمثل مجتمعا متكاملا بكافة شرائحه وطبقاته,هذا التفاوت الكبير جعل هذه الاحياء معزولة أو شبه معزولة لايصلها الخيرون إلا بصعوبة ولفت انتباه كبير للبيت الذي يُطرق في مثل هذه الاحياء من مثل هؤلاء الخيرين بمظهرهم الميسور.
** ولقد حدثني كثيرون في الرياض وعنيزة وبريدة عن احياء لايربط بين ساكنيها إلا العوز والمرض والبؤس وهي بحاجة الى فرق عمل اجتماعية لمساعدة أهلها وتأهيل كثير منهم للعمل والتعايش مع المجتمع ومؤكد ان في بقية المدن مثل هذا التفاوت.
** بل ان ثمة من أرسل لي باسماء هذه الاحياء سعياً لايصالها للجمعيات الخيرية وجمعيات البر,,.
** وإذا كان اختلاف مستويات الدخل أمر طبيعي فقد أوجد الله سبحانه الفقر والغنى مثلما أوجد السعادة والشقاء,, إلا ان الله سبحانه وتعالى جعل في مال الغني حقا ليس فيه منّة او اذى لابد من تأديته للفقير.
ولايخلو مجتمع من فقراء ومعوزين,, لكن المجتمعات المتحابة المترابطة التي يظللها دفء الايمان هي تلك التي تعالج مرضاها قبل ان يتسولوا الدواء وتشبع اطفال فقرائها قبل ان يقفوا في عرض الطرقات وفي قيظ الشمس الحارقة يستعطفون السيارات الفارهةعند إشارات المرور,,!!