Saturday 21st August, 1999 G No. 9823جريدة الجزيرة السبت 10 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9823


معالي وزير الصحة في حوار مع الجزيرة يكشف هموم الوزارة ومشاريعها المستقبلية
راض عن إنجازاتي في الفترة السابقة,, وما حققته وزارة الصحة قفزة نوعية

* حوار: احمد القرني
ليس من اليسير أن تحصل على وقت كاف لدى معالي وزير الصحة الاستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي لكثرة مشاغله فهو مرابط في مكتبه منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى ما بعد الساعة التاسعة مساء من كل يوم وحتى أثناء تنقلاته يوجد ركام المعاملات على يمينه وشماله حسب ما رآيناه وطبيعة العمل في وزارة الصحة كوزارة خدماتية تعنى بالمحافظة على الصحة والتصدي للمرض والخدمات العلاجية في دولة كقارة في اتساعها وتعدادها السكاني وموقعها كقبلة للمسلمين يأتي اليها الحجاج من كل بقاع العالم قد يحملون امراضهم وقد تكون مجالا لتصديرها وأمام هذه المهام الجسام فإن وقت المسئول الاول في وزارة كهذه لن يكون ملكه ولن يكون لديه متسع للقاءات الحوارات الصحفية ومع ذلك وأمام الحاحنا واصرارنا وافق معاليه أملاً في كشف بعض مايخفى على المواطن في مجالات الرعاية الصحية بشؤونها المختلفة وللاجابة على ماقد يعن في صدور طالبي تلك الرعاية من مواطنين ومقيمين جاء حوار معاليه صريحا وواضحا كما هي عادته,, والآن الى نص الحوار.
* ماهو انطباع معاليكم حول الثقة الملكية باستمرار عملكم وزيراً للصحة لأربع سنوات اخرى؟
- أقدم خالص شكري وامتناني لثقة ولاة الأمر يحفظهم الله راجيا من العلي القدير أن أكون عند حسن الظن لتطوير الخدمات الصحية والارتقاء بها الى الشكل المطلوب بما يعود بإذن الله بالنفع على المواطنين من أبناء بلادنا الغالية ومن يحتاج إليها من المقيمين والزائرين وأسأله عز وجل التوفيق والسداد.
85% من المستحقات
* مرحلة الفترة الأولى مضت والآن تقومون بمرحلة جديدة ماهي أهم معالم المرحلة القادمة وهل هناك مراجعة لإيجابيات وسلبيات الفترة الاولى؟
- في الحقيقة ان الفترة الأولى كانت تجربة ثرية ومفيدة للغاية حيث حققنا ولله الحمد وبفضل دعم ولاة الأمر يحفظهم الله دفع 85% من الاستحقاقات التي كانت متراكمة على الوزارة,,, كما أننا بدأنا في وضع القواعد والأسس العامة واللوائح والأنظمة المقننة للعملية الصحية ومما لاشك فيه أننا نراجع السلبيات لتلافيها والايجابيات للازدياد منها,, والأمل يحدوني في أن نترجم بعضا من طموحات ولاة الأمر في تطوير الخدمات الصحية الى واقع ملموس في إطار الميزانيات المتاحة للوزارة بعون الله تعالى.
لهذا شكلنا اللجان
* اتسمت إدارة معاليكم السابقة بإدارة اللجان فهل حققت النجاح الذي خطط له معاليكم وهل ستستمر أم أنها إدارة مرحلية للتعرف والتخطيط؟
- عندما توليت مسئولية وزارة الصحة كانت لدي توجهات استراتيجية معينة تهدف الى تقديم خدمة طبية افضل عن طريق تنظيم الاستفادة من الموارد المتاحة لوزارة الصحة وترشيد استخداماتها,, إضافة الى عبء سداد المديونيات المتراكمة دون تأثر الخدمات الصحية,, مع تبني سياسات التحول من الادارة التقليدية الى الادارة العلمية,, والتمهيد لسياسات مستحدثة بالنسبة للوزارة مثل الضمان الصحي التعاوني والتحول المنظم لتشغيل مستشفيات وزارة الصحة ذاتيا.
ومع الممارسات الأولى تبين لي ضخامة حجم العمل الملقى على عاتق كبار المسئولين وتبين لي أنهم لايجدون وقتا لمتابعة تنفيذ قراراتهم الهامة والتي كان معظمها يتحول الى مجرد تعميم مهمل في أحد الملفات,, وكان انهماكهم في العمل لايسمح لهم بتبادل الرأي في المواضيع المشتركة والمقابلة والتحاور.
وباستعراض ماسبق نتبين أن قرارات تشكيل اللجان يكون لمجموع الأسباب التالية أو بعضها:
- الحاجة الى اثراء الحوار في الموضوع المناط باللجنة عن طريق دعوة اصحاب الخبرات من منسوبي الوزارة أو من خارجها من أصحاب الخبرات غير المتوفرة في منسوبي الوزارة.
- حل الموضوعات التي تكون لدى اكثر من جهة من مرافق الوزارة على ارض الواقع وجها لوجه ووضع الخطة اللازمة وتوزيع الأدوار ووضع الآليات المناسبة للتنفيذ والمتابعة وحل المشاكل بسرعة بعيدا عن روتين الخطابات وعلى ضوء قناعات اللجنة ومرئياتها.
- اشراك شباب الوزارة المؤهل في صنع القرار وتنفيذه وتحفيزهم لتولي مسئولياتهم عندما يحين الوقت المناسب واختيار الكفاءات الموهوبة وتقديمها.
- ضمان حياد بعض القرارات التي تتصل بمصالح خاصة التي تكون دائما محل شكوى وملاحظات عندما تكون في يد مسئول واحد.
وأعتقد أن اللجان أدت أعمالا كثيرة لم تكن لتنجح بدونها وفي احيان اخرى كانت ضرورة لاغنى عنها وذلك بسبب نوعية العمل وتشعبه أو بسبب جدته وحداثته على الوزارة مع عدم وجود جهة بالوزارة لها خبرة تمكنها من التعامل مع الموضوع وسيستمر تكوين اللجان في الوزارة طالما هناك حاجة الى ذلك بناء على المعطيات التي سبق ايضاحها,, وطالما اننا نجني من ورائها النتائج الإيجابية التي تعود بالخير والنفع لخدمة الصالح العام.
أهم البرامج القادمة
* ماهي أهم البرامج التي تحظى باهتمام معاليكم في المرحلة القادمة وماهي البرامج التي بدأها معاليكم في المرحلة الأولى وبحاجة الى استكمال في المرحلة القادمة؟
- مع أن المملكة وصلت بحمد الله ثم بتوجيه ولاة الأمر -إلى وضع صحي متقدم إلا ان تحسين المستوى الصحي للسكان- وخاصة لفئتي الأطفال والأمهات يظل أهم البرامج التي سنعنى بها عناية كبيرة وهذا أمر يتطلب تطوير الخدمات, أما عن البرامج التي بدأناها خلال الأربع سنوات المنصرفة ونعمل بعون الله على استكمالها خلال المرحلة القادمة ومنها:
- الانتهاء من خطة إعادة تنظيم هيكل وزارة الصحة والمديريات الصحية.
متابعة إصدار الأنظمة الصحية المطلوب تحديثها مثل: نظام مزاولة المهنة- نظام التراخيص الطبية -نظام مزاولة مهنة الصيدلة- القطاع الطبي الخاص,, الخ.
-متابعة إصدار نظام الضمان الصحي التعاوني ولوائحه التنفيذية.
- استكمال المشاريع مستشفيات تحت التنفيذ وفي مقدمتها مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف ومستشفى الخليج ومستشفى الرس ومستشفيات رفحاء والخفجي ودومة الجندل ومستشفيات أخرى.
- العمل على تنفيذ مشاريع معتمدة ومنها مستشفى الولادة والاطفال بالمدينة المنورة ومستشفى منى العام.
- تشغيل مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الصحة النفسية وعدد آخر من مستشفيات تم الانتهاء من إنشائها.
* معالي وزير الصحة أين موقع الرعاية الصحية الأولية في استراتيجيتكم القادمة وهل لاتزال في الاستراتيجية الصحية في الخطط التنموية في المملكة؟
- الرعاية الصحية الأولية هي استراتيجية المملكة منذ العام 1404ه ومنذ أن اعتمد مفهوم الرعاية الصحية الأولية كاستراتيجية صحية للمملكة في الخطة التنموية الخامسة للمملكة وما تلاها من خطط تنموية حيث وجد أنها أكثر المفاهيم والاستراتيجيات ملائمة لتقديم خدمات صحية متميزة للمواطنين وفي اماكن تواجدهم وبلا أعباء,, مما أسهم في تطور كثير من المؤشرات الصحية والحيوية في المملكة,, وتبعا لتغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية ونمط انتشار الأمراض ليس في المملكة وحدها ولكن في كل بلدان العالم,, فان ذلك يستوجب تطوير برامج الرعاية الصحية الأولية وإعادة تأطيرها لتوائم هذه المتغيرات ولتظل الرعاية الصحية الأولية أداة فعالة في تقديم الخدمات الصحية التي تلبي احتياجات المواطن وتحقق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله- الذين لايألون جهدا في دعم هذه الخدمات وقد بدأت الوزارة منذ فترة في إعادة تقويم برامج الرعاية الصحية الأولية وتم استحداث بعض البرامج الجديدة تلبية لاحتياجات المواطن مثل برنامج تشخيص وعلاج الربو وبرنامج الرعاية النفسية الأولية وبرنامج مكافحة الالتهابات التنفسية الحادة,, كما أن الوزارة تناقش منذ أكثر من عام موضوع بناء المرحلة الأولى من مشروع خادم الحرمين الشريفين لبناء ألفي مركز صحي وهي بناء 500 مركز وتجهيزها وامدادها بالقوى المؤهلة والمدربة آملا في ان تتمكن الوزارة من البدء في تشييدها لتساهم في رفع مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية لتحقق ما من أجله وضعت الفكرة أساسا.
التأمين الصحي والخصخصة
* هل سيرى نظام الخصخصة النور في المرحلة القادمة وكيف يمكن الربط بين التأمين الصحي والخصخصة؟
- يقصد بالخصخصة عادة تحويل مؤسسات حكومية الى نمط التملك والإدارة في القطاع الخاص عندما يكون ذلك مجديا وتتطلبة المصلحة العامة على نحو ما تم مثلا في مرفق الهاتف السعودي: الا أن الخدمات الصحية ليست في كل الأحوال قابلة لهذا التحول لأن العديد منها يحوي للانسان بغض النظر عن جدواه الاقتصادية ومع ذلك فإن معظم الخدمات المساندة يتم تنفيذها بواسطة القطاع الخاص مثل التغذية والصيانة والنظافة أما اذا كنت تقصد بالخصخصة إدخال نظام الإدارة الاقتصادية في المستشفيات الحكومية أو إداراتها كلية بواسطة القطاع الخاص مقابل تحصيل رسوم مقابل الخدمة أو غير ذلك من وسائل الدفع فإن تحقيق ذلك مرتبط بتغير أنماط التمويل فإذا كان التمويل يقتصر على ميزانية الدولة فحسب فإن التخصيص لالزوم له بل ولايوجد منطق وراءه لأن الدولة تملك المنشآت والتجهيزات وتوظف القوى العاملة وتقدم الخدمة الصحية أما إذا أدخلت أساليب أخرى لتمويل الخدمات الصحية مثل أموال الضمان الصحي التعاوني فإن الوضع مختلف إذ في هذه الحالة هناك طرف ثالث يدفع مقابل الخدمات سيان عنده إن قدمت هذه الخدمة مؤسسة صحية خاصة أو حكومية وقد أقر مجلس الشورى قبل أكثر من عامين مشروع نظام الضمان الصحي التعاوني قبل أن يعتمده مجلس الوزراء مؤخراً .
أكثر من مليار للدواء
* الدواء حديث المجتمع ففي الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع عن نقص الدواء يصر بعض المسئولين في الوزارة والمديريات على عدم النقص بعضهم يعزي أحيانا الى عدم توريد الشركات للحصص في المواعيد المحددة واحيانا في التأخير للتحليل فما هو وضع الدواء من وجهة نظر معاليكم في هذه التناقضات المعقدة وما هي الاجابة لشكوى المواطن؟
- مما لاشك فيه أن الوزارة تحرص أشد الحرص على توفير جميع ما يحتاجه المريض من أدوية ومستلزمات وغيرها حيث تربو البنود التي توفرها الوزارة على عشرة آلاف بند وبقيمة تتجاوز مليار ومئة وعشرة ملايين ريال ومن الطبيعي في هذا الكم الهائل من البنود أنه قد يحصل نقص مؤقت في أحد البنود لان الكمال لوجه الله ولكن الوزارة تعمل جاهدة على سد هذا النقص فيما لو حصل وبأسرع وقت وذلك بأن شكلت لجنة لتقنين الصرف مهمتها تلبية حاجة المناطق من الأصناف التي يحدث فيها عجز والموافقة على المستعجلة والعجز الذي قد يحدث هو بسبب عدم التوريد لبعض البنود في الأوقات بتوفير ما يتطلبه التحليل حسب العقود المبرمة معهم, كما أنه في بعض الأحيان يكون اصرار المريض على صنف معين غير متوفر في الوزارة بنفس الاسم وانما باسم تجاري آخر وايضا فان بعض الأدوية قد تسبب حالة من التعود للمريض مثل الأدوية النفسية وعندما يرغب الطبيب في تغيير اسلوب ونوع العلاج لصالح المريض ولكن الطبيب تحت الحاح المريض للحصول على هذا الدواء المعتاد على الطبيب أن يبلغ المريض بأن الدواء غير متوفر للمحافظة على صحته ولصالح المريض نفسه.
سنوفر الاحتياج
* معالي الوزير النقص يتعدى الدواء الى الملزمة الطبية والمحاليل المخبرية والمطبوعات ومستلزمات الاسنان والمعدات فما هي خطة الوزارة لتسديد هذا العجز؟
- هناك تدابير جديدة كفيلة إن شاء الله بحل بعض المشاكل الموجودة حاليا ومنها قيام الوزارة بتحديث نظام الحاسب الآلي في إدارات التموين الطبي في المناطق جميعا، وكذلك انشاء ادارة للمتابعة في التموين الطبي في الوزارة تكون مهامها متابعة توفر الدواء والمناقلة بين المناطق ومتابعة تأريخ الصلاحية للاستفادة الكبرى من المخزون كما وجهنا الادارة العامة للتموين الطبي في إعادة النظر في عملية توريد الدفعات بحيث تورد البنود ذات الكميات القليلة والكميات التي لاتأخذ حيزا في المستودعات دفعة واحدة مع مراعاة تاريخ الصلاحية وهذا سوف يكون له مردود كبير في توفر الاصناف كذلك توفير الوقت والاجراءات حتى لاتحمل قيمة هذه البنود على سنوات قادمة.
ولاشك أن التقدم الكبير في الخدمات الصحية في المملكة والنمو السكاني أدى الى التوسع في توفير الخدمات الصحية ومع الظروف الحالية بأن الخطوات التي اتخذت وسوف تتخذ إن شاء الله مثل الترشيد في الاستهلاك وتحديد صرف بعض أنواع الأدوية على المختصين فقط وذلك كل حسب اختصاصه وسوف يؤدي إن شاء الله الى توفير كل ما يحتاجه المريض.
تحديث الأجهزة
* لقد كنا في الزمن السابق نتحدث عن الترشيد واليوم نتحدث عن النقص والعجز فهل وضعت وزارة الصحة خططاً للإحلال في الاجهزة الطبية القديمة وكيف يتم تحديث احتياجات كل مستشفى؟
- وضعت الوزارة خططاً حثيثة لإحلال الأجهزة الطبية بجميع المواقع الصحية بالمملكة وفق مايلي:
1 - -يتم حصر الأجهزة الطبية بجميع المواقع الصحية بالمملكة لدراسة الاحتياجات لاحلال الأجهزة القديمة.
2- يتم دراسة أوضاع الأجهزة الطبية المطلوب احلالها بناء على دراسة الجدوى الاقتصادية للاصلاح أو العوامل الأخرى التي تعيق إصلاح الجهاز مثل عدم توفر قطع الغيار نتيجة انتهاء العمر الافتراضي للجهاز.
3-يتم الاخذ في الاعتبار تأمين الأجهزة المتطورة التي تواكب التقنية في الاجهزة الطبية عالميا.
قفزة نوعية
* وزارة الصحة وزارة خدمات ووزارة الخدمات تعنى باحتياج المجتمع ومتطلباته وتهتم بمشاركته وقناعته فإلى أي مدى حققت وزارة الصحة نجاحات في هذا التوجه؟
-إنجازات وزارة الصحة ونجاحها في خدمة المواطن الكريم والمقيم في هذا البلد المعطاء عطاء مستمر منذ أن سخر المولى عز وجل لهذه البلاد المباركة مؤسسها وراعي نهضتها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه,, ففي أواخر القرن الثالث عشر الهجري عانت البلاد كثيرا من تردي الأوضاع الصحية ولم تكن تعرف شيئا عن الطب الحديث وكان اعتماد اهل هذه البلاد في العلاج على قدراتهم الذاتية التي لاتتعدى الرقىالشرعية والطب الشعبي بمختلف وسائله,, الى ان توحدت المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فكانت هي البدايات الحقيقية للتنظيمات الصحية بالمملكة فجعل يرحمه الله قضية الصحة من أولويات اهتماماته حيث استعان بالخبرات الأجنبية والمنظمات الصحية العالمية وأنشأ المشاريع الصحية وعمل على انتشارها كما وجه باتخاذ كافة الاجراءات البيئية والصحية,, وقد حظيت الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن باهتمام ورعاية الدولة لتمكين حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وفي 26/8/1370ه صدر المرسوم الملكي رقم 5/11/7697 بإنشاء وزارة الصحة فشهدت الخدمات الصحية مرحلة جديدة من التطور من خلال جهاز متخصص للإشراف على كافة الشئون الصحية بالمملكة وكان أول وزير للصحة هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل يحفظه الله.
لقد سار الأبناء على خطى المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- حيث شهدت الخدمات طفرة كبيرة من حيث الكم والنوع وفي زمن قياسي قل مثيله في التاريخ المعاصر,, وفي الأربع سنوات الماضية قفزت الخدمات الصحية قفزة نوعية كبيرة حيث تمت دراسة كافة الأنظمة واللوائح الصحية لوضع نظم ولوائح تتفق والتطورات التي طرأت في مجالات مزاولة مهن الطب البشري وطب الاسنان وعلى الطرق الوقائية والتشخيصية والعلاجية لتواكب هذه المتغيرات تعاليم ديننا الحنيف وخصوصية المجتمع السعودي ففي مجال الخدمات الوقائية على سبيل المثال وصلت نسبة التحصينات الى معدلات تفوق ما أوصت به منظمة الصحة العالمية عام 2000م ولله الحمد وفي مجال تشغيل المرافق الصحية درست الوزارة كافة السلبيات والمعوقات المتعلقة بمراحل وأنواع التشغيل لاختيار الاسلوب الأمثل الذي يحقق طموحات الوزارة لخدمة المستفيدين من خدماتها وفي مجال التموين الطبي تمت مراجعة شاملة للسياسات الدوائية بالمملكة بما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد,, وهناك الكثير مما يمكن الاطلاع عليه بخصوص النجاحات التي حققتها الوزارة لخدمة المستفيدين من خدماتها.
المديريات الصحية
* ماهي معايير النجاح للمديريات وهل هناك خطط مرسومة من الوزارة تصلح لأن تستخدم كمعايير لتقييم الاداء في المديريات؟
- أعتقد أن معايير النجاح لأي عمل لاسيما المرافق الخدمية هي توفر الخدمة لطالبيها, ومديريات الشؤون الصحية في المناطق والمحافظات هي مرافق خدمية تمثل الوزارة فيما يخص توفير الخدمة الصحية واستمراريتها وجودتها من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية والمشافي العامة والمرجعية والتخصصية وتوفير متطلباتها في أطر تنظيمية مدروسة وقنوات أداء جيدة الى متابعة ومراقبة أداء المرافق الصحية في القطاع الخاص,, وهناك معايير نستخدمها لتقويم الأداء,, وفق أطر محددة وقد قالوا (المهارة نصف الادارة).
* ماهو دور مديريات الشئون الصحية في المناطق من وجهة نظر معاليكم؟ وهل يرى معاليكم أهمية إعطاء المديريات دوراً أكبر في المشاركة في التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة وما هي الصلاحيات التي تمكن مدير عام الشئون الصحية في المنطقة أن يجول في ميدانها؟
- عندما باشرت العمل بالوزارة كان من أول اهتماماتي هو تطوير الأداء الإداري بوزارة الصحة ومرافقها المختلفة وذلك بإعداد مشروع لتطوير الهيكل الإداري والتنظيمي لوزارة الصحة حيث مضى على الهيكل التنظيمي الحالي والمعمول به في الوقت الراهن ما يزيد عن سبعة عشر عاما حيث صدر بموجب قرار اللجنة العليا للإصلاح الإداري رقم 139 وتاريخ 20/5/1403ه وخلال تلك المدة أدخلت عليه كثير من التعديلات كما حدثت تغيرات أخرى في أساليب ووسائل تقديم الخدمات الصحية كما طرأت مهام جديدة وأنشطة مستحدثة في الوزارة استوجبت إعادة النظر في التنظيم الإداري الحالي للوزارة لينسجم مع هذه المتغيرات والمستجدات بالاضافة الى ان الهيكل الحالي لم يأخذ في الاعتبار المفاهيم الحديثة لكيفية تقديم الخدمات الصحية والمعلنة من قبل منظمة الصحة العالمية.
ونظرا للمستجدات الحديثة في خطط التنمية الصحية والاستراتيجية التي وضعتها الوزارة لتحقيق أهدافها لتغطي خدماتها كافة المناطق وتشمل جميع السكان وللتعامل مع كل ماسبق ذكره من متغيرات,, فقد قامت الوزارة بدراسة الهيكل التنظيمي الحالي وإعداد مشروع متكامل لتطوير الهيكل التنظيمي للوزارة وبالتالي مديريات الشئون الصحية ويهدف هذا التطوير الى :
- تلافي أوجه القصور في الهيكل الحالي مع مراعاة أوجه التميز.
- تحديد نشاطات الوزارة المختلفة.
- تجميع الوحدات التنظيمية الخاصة بكل نشاط.
- تحديد الشكل التنظيمي الملائم للوزارة والذي يتم على أساسه توزيع الصلاحيات والمسئوليات.
- مواكبة روح العصر بإيجاد أوضاع تنظيمية جديدة تتناسب مع التوسع في الخدمات التي تقدمها الوزارة وجار حاليا رفع الهيكل التنظيمي المقترح الى اللجنة العليا للإصلاح الإداري لدراسته وإبداء الرأي بشأنه ليتسنى العمل به وتطبيقه بإذن الله حال إقراره في الوزارة ومرافقها وسيحقق طموحات الجميع إن شاء الله.
سنعالج السلبيات
* القطاع الصحي متأرجح في الثقة والاتهام ففي الوقت الذي تعول عليه الخطط التنموية اتهامات بالانانية والجشع والاستهتار فكيف يرى معاليكم الحقيقة على ضوء مالديكم من معطيات؟.
- مشاركة القطاع الخاص في مسيرة التنمية أمر استراتيجي ومن هذا المنطلق يلعب هذا القطاع دورا ملموسا في الخدمات الصحية ليس فقط في تقديم خدمات الرعاية الصحية المباشرة بل عن طريق مايقوم به في توفير الخدمات المساندة للخدمات الصحية وتسويق الدواء وتصنيع المستلزمات والمواد الطبية الى غير ذلك من النشاطات,,, وما أوردته أمثلة سلبية من شدة المنافسة وضعف إمكانيات الأجهزة الرقابية وسهولة الاشتراطات اللازمة للترخيص ونرى أن مشاريع الأنظمة الصحية المرفوعة للمقام السامي تعالج كثيرا من هذه السلبيات.
لاندعي الكمال
* نتحدث دائما عن المستهلك في الخدمات الصحية فمتى نصل إلى طمأنينة المستهلك وكيف ترتفع علامات الاستفهام والتشكيك في الخدمات الصحية؟
- أعتقد أن صياغة السؤال لابد من أن تكون (المستفيد) بدلا من المستهلك فالمستفيد من الخدمة الصحية هو المقوم الأول لها من حيث جودتها وسرعتها وشمولها ومن الصعب أن تتوفر خدمة صحية كاملة من حيث الأداء والشمول والسرعة والجودة,, النقص يكتنف العمل البشري مهما بذل من الجهود والمستفيد من الخدمة الصحية هو محل الاهتمام وكل مرافق الوزارة مسخرة لخدمته إلا أن النقص وارد في اي عمل بشري ونحن لاندعي الكمال في اي عمل,, إلا أننا إليه نسير.
حققنا الكثير
* أيهما له الأولوية في خطط معاليكم الكم أو الكيف ولكل أهميته وكيف يتم الجمع بينهما؟
- الكم ضروري لسد الحاجة وتوفير الحد الأدنى أما ما عدا ذلك فإن الكم بلا كيف يصبح إهدارا وعبئا كبيرا, ونحن حققنا الكثير مما نريد وبقي الآن ان نستخدمه بطريقة جيدة.
* بصراحة معالي الوزير هل كنت راضيا عن المرحلة الماضية وهل قيمت بينك وبين نفسك نتائج المرحلة الماضية في نهايتها وهل تكونت لدى معاليكم فكرة عن الايجابيات والسلبيات ووضعتم خطة تبدأ بكلمة لو جدد لي,, فهل يمكن الكشف عن ذلك؟
- ولله الحمد راضي عن الكثير مما تم إنجازه وأسال الله أن يوفق العاملين بهذه الوزارة العتيدة لتحقق تطلعات ولاة الأمر والمواطنين في الارتقاء بالخدمات الصحية الى ما نأمله جميعا وهنالك تقارير بما تم إنجازه وما نأمل في تحقيقه رفع الى ولاة الأمر يحفظهم الله.
مشاريع مستقبلية
* معالي الوزير لو طلب منك المواطن ماذا ستقدم في المرحلة الثانية بعد التجديد ليطالبك بها في نهاية الفترة الوزارية ماذا ستقول؟
- بإذنه تعالى سنبذل قصارى جهدنا لإظهار الخدمات الصحية على الوجه الأكمل وكذلك الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة لحجاج بيت الله الحرام ولعل من ابرز المشاريع التي سيتم تنفيذها مايلي:
-استكمال متطلبات مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ومستشفى الخليج بالمنطقة الشرقية.
- البدء في مستشفى الولادة والأطفال بالمدينة المنورة بسعة 400 سرير وكذلك مستشفى الملك عبدالعزيز بالطائف التخصصي بسعة 500 سرير.
- تنفيذ مستشفى منى العام بسعة 500 سرير اضافة الى عدة مشاريع أخرى.
- انشاء مركز لصيانة الأجهزة الطبية.
- استكمال متطلبات الضمان الصحي التعاوني.
استكمال الهيكل التنظيمي للوزارة.
- السعي لإقرار الأنظمة الصحية.
- متابعة ربط المنشآت الصحية بالطب الاتصالي وغيرها من المشاريع التي نأمل أن تعود وبإذن الله بالنفع على المواطن والمقيم.
هكذا تصدر التعليمات
* معالي الوزير كيف تصدر الانظمة والتعليمات الوزارية في الوزارة؟
- الأنظمة والتعليمات تصدر كما يلي:
1)تعاميم وتعليمات تصدر بناء على مايرد للوزارة من أنظمة بالتبليغ عن تنظيم معين من الجهات العليا بالدولة كديوان رئاسة مجلس الوزراء أو مجلس الخدمة المدنية أو بعض الجهات الحكومية المعنية بالأمور الإدارية والمالية كوزارة الخدمة المدنية أو وزارة الداخلية أو وزارة المالية.
2) تعاميم وتعليمات بتعيين الأنظمة والتعليمات الداخلية والتي عادة تصدر بناء على دراسة موضوع معين تشكل له لجان وبناء على ما تتوصل إليه هذه اللجان تصدر تعاميم تنظيمية لإبلاغ الادارات المختصة فيما يتعلق بأمور وشؤون الوزارة وقطاعاتها الصحية المختلفة.
تأهيل ورعاية
* معالي الوزير التأهيل والإعاقة والمسنون فئة من المجتمع لم تحدد هوية تبعيتها هل هي لوزارة الصحة أم الشؤون الاجتماعية أما المجتمع فدوره داعم فماذا يرى معاليكم من خلال النظام ومرئياتكم الشخصية والإنسانية تجاه هذه الفئات؟
- لقد وفرت الدولة بما حباها الله من نعم الرعاية الشاملة لهذه الفئة الغالية علينا جميعا وهي مسؤولية كبيرة ويشارك فيها الجميع ولله الحمد مشاركة متميزة بروابط التكافل الاجتماعي النابع من تمسك هذا المجتمع بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد بدأ اهتمام المملكة بهذه الفئات الخاصة مع بدايات التخطيط لبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية أي منذ حوالي ثلاثين عاما، ومع ذلك استطاعت المملكة خلال هذه الفترة الوجيزة أن تحقق للمعوقين ما لم يصل إليه الكثير من الدول وقامت بتوفير الخدمات اللازمة والبرامج الوقائية للحد من هذه الظاهرة وذلك من خلال:
- وزارة المعارف والتي تتولى الجوانب التعليمية حيث أنشأت معاهد التعليم الخاص لتمكينهم من مواصلة تعليمهم بما يتناسب وظروف قدراتهم وامكاناتهم العقلية.
- وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي تعمل على تحويل قوى المجتمع البشرية المعطلة بسبب الاعاقة البدنية أو النفسية أو العقلية أو لظروف اجتماعية أو اقتصادية قاهرة إلى طاقات تكفل نفسها معيشيا وذلك من خلال رعاية المعوقين في مراكز التأهيل المهني ومراكز التأهيل الاجتماعي ومراكز التأهيل الشامل كذلك رعاية المعوقين المقيمين لدى أسرهم من خلال برنامج إعانات أسر المعوقين كما تعنى هذه الوزارة بتشغيل المعوقين كذلك رعاية الايتام ورعاية الأطفال ذوي الظروف الخاصة ورعاية الأطفال المشلولين كل هذا على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة للخدمات الكبيرة التي تقدمها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
- وزارة الصحة والتي تتولى برامج التأهيل الطبي من خلال مراكز التأهيل الطبي المنتشرة في أرجاء المملكة وذلك لإعداد هذه الفئات بدنيا عن طريق الرعاية الطبية المطلوبة والعلاج الطبيعي وتقنيا تأهيل المعوقين حيث توفر أطرافاً اصطناعية وأجهزة تعويضية، كذلك تعنى وزارة الصحة بالبرامج الوقائية للحد من ظاهرة الإعاقة وهذه البرامج من خلال برامج وقائية تتولاها وكالة الوزارة المساعدة للطب الوقائي مثل التطعيمات الأساسية للأطفال وحققت الوزارة في هذا المجال انجازات كبيرة حيث بلغت نسبة التغطية بالتحصينات عام 1418ه لشلل الأطفال 92% والدفتيريا 92% وللحصبة الألمانية 90% على سبيل المثال لا الحصر كما حافظت المملكة للعام الثالث على التوالي ولله الحمد على خلوها من مرض شلل الأطفال مما يشير إلى تحقيق الهدف المأمول لاستئصال المرض واعلانها خالية منه وحيث ان هدف منظمة الصحة العالمية هو استئصال مرض شلل الأطفال عام 2000م فإن هذا يعد انجازا كبيرا في حد ذاته والوزارة تنتظر إعلان ذلك رسميا من قبل لجنتي الاشهاد الوطنية والدولية بإذن الله .
كما تعنى وزارة الصحة بتقديم برامج الوقاية من الإعاقة من خلال برامج رعاية الأمومة ورعاية الطفولة ورعاية الحوامل كذلك الوقاية من الاعاقات الناجمة عن المرض الولادي Birth Truma وذلك من خلال الرعاية الطبية التي تتلقاها الأم الحامل أثناء الولادة في المستشفيات المنتشرة في كافة أرجاء المملكة المجهزة بالتجهيزات الحديثة والمزودة بالكوادر الفنية المؤهلة كذلك تولي وزارة الصحة اهتماما خاصا بموضوع التقليل والوقاية قدر المستطاع من الاعاقات الناجمة من حوادث المرور، كما تولي البحث العلمي في هذا الجانب اهتماما كبيرا,, أيضا تولي الوزارة جانبا كبيرا من الأهمية لبرامج التوعية الصحية في مجالات الوقاية من الاعاقة.
كذلك الجمعيات الخيرية العاملة في مجالات رعاية وتأهيل المعوقين والتي تجسد الصورة الحقيقية والكبيرة للتكافل الاجتماعي الذي ينعم به المجتمع السعودي فهي تقدم خدمات التعليم الخاصة والرعاية التأهيلية وتلعب دورا كبيرا في المساهمة في رعاية وتأهيل المعوقين بالمملكة.
وعليه فإن هذه المنظومة المتكاملة من الخدمات أحد الإنجازات اللا محدودة لولاة الأمر - يحفظهم الله - في هذا البلد الكريم.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved