Saturday 21st August, 1999 G No. 9823جريدة الجزيرة السبت 10 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9823


الحصوصة معارضاً رأي الغبين
المجلات الشعبية,, تدور في حلقة مفرغة وسيتوقف أكثرها!!

المتابع والمدرك لمسيرة مدارات شعبية خاصة في الآونة الاخيرة ومن خلال رسالتها في جريدة الجزيرة,, يدرك جيداً بأنها قد اعطت لافهامنا ساحات ارحب ومدارات اوسع جعلتنا نتحرك من خلالها بمرونة وتعقل وادراك حتى، اصبح الحوار فيها من الممارسات اليومية الملحة والتي تتطلبها كل انماط حركتنا وساحتنا الأدبية الشعبية مع مختلف فعالياتها وانشطتها.
وما هذا التدافع الفكري والعمل الابداعي والتنافس الثقافي البناء والهادف ما هوى سوى نتاج ومصداقية ونقاء هدف هذه المدارات واخص بالذكر هنا المدار الأول وصاحبه الحميدي الحربي.
ومن هذا المنطلق فلقد استوقفني ما قرأته للأخ سطم الخلف الغبين في عدد الجزيرة (9816) يوم السبت 3/5/1420ه في هذه المدارات وتحت عنوان محكمة ابو حمد الدولية .
ولأن الأخ سطم قد صدم وهو يحاول التحليق في هذا المدار الذي قال عنه بأنه قد شوش على الكثير من خلال هجومه الكاسح على مجلات العبث الشعبي آ سف مجلات الأدب الشعبي .
وبدورنا نقول للأخ سطم مهلاً فإن كنت لا تعلم بأن هدف ورسالة هذا المدار لا تخلو كونها رسالة واضحة تهدف الى اخراج البدر من مداره وفلكه من الظلماء التي تعتري الساحة الى النور,, فذلك شيء!!, وقلقك وغيرتك على مجلات العبث الشعبي شيء آخر؟! ولأننا هنا لا نريد التصادم مع الأخ سطم لذا نقول له ولغيره ما يلي:
ان من اهم الأسس والمتطلبات اللازمة لنجاح الحوار وابداء الرأي هو صحة الفهم والتصور,, وهذا المتطلب مفقود فيما ذهب اليه اخونا سطم مما اودى برأيه وحواره الى ان يكون مثلما يحدث من غيره ممن يطلبون لمجلات العبث الشعبي والتي عادة ما تكون حواراتهم وآراؤهم مجرد ردود أفعال مضطربة وانفعالات عاطفية مزيفة مما جعل لهجة حواراتهم اقرب الى ان تكون صاخبة قلعة طبيعتها الدفاعات الجوفاء والمراشقات الكلامية والمهاترات الجانبية.
وفي تقديري فإن دفاع الأخ سطم عن هذه المجلات ومحاكمته للمدار الأول يجعلنا نقول بأنه انحرف بمبدأ الحوار عن منحاه الأدبي والحضاري وفعلة البناء الى ان يكون اشبه بجلسات المحاكمة ووثائق الادانة.
وهذا في حد ذاته جهل من صاحبنا كونه لا يعلم بأن الكثير من الصدامات الفكرية والنقاشات المحتدمة والمواقف المتأزمة على ساحة أدبنا الشعبي من خلال حواراتنا المختلفة وأوجه فعالياتها قد يكون من اقوى بواعثها واخفى مصادرها سوء الفهم والتصور؟.
وأذكر اخانا سطم بالموقف التالي مدح ابو تمام يوماً عبد الله بن طاهر بقصيدة انكرها عليه ابو العميثل وقال لأبي تمام: لم لا تقول ما يفهم؟ فأجابه ابو تمام على الفور: لم لا تفهم ما يقال؟!!.
اذاً فمبدأ الخلل في فهم الاخ سطم كونه قد لا يفهم ما يقال ويناقش ويكتب في هذه المدارات خاصة المدار الأول .
والذي يعتبره الكثير الكثير صاحب رسالة سامية نقية هدفها تفعيل وتنشيط وتمشيط هذه الساحة من عبث العابثين بأدب وتراث هذه الأمة, اما ان يركب كل منا خيله وينطلق بقلمه في ساحة الحوار كما فعل اخونا سطم وهو يحلل ويتوقع ويستنكر ويمدح ويزكي ويضع المقدمات ويطالب بالمحاكمات ويبني النتائج,, ومن ثم يصدر الأحكام فذلك شيء قد لا نمرره ولا نقبله مطلقاً.
وقد تكون خطورة سوء الفهم عند اخينا سطم ومن يصفق لمجلات العبث الشعبي تكمن في كونهم يجعلون سوء فهمهم مرجعية لنقد وتقييم افكار وآراء الآخرين وابداعاتهم وتميزهم,, ثم يجعلون ذلك قاعدة تصورية يحاكمون اليها جهود وتصورات الآخرين ورؤاهم؟.
ولأنك يا أخ سطم لم تقدم لنا الفهم الصحيح والادراك التام والمعرفة التامة لأفكار الآخرين ومناهجهم وادوارهم حتى نستطيع ان نقول بأنك قد انطلقت من رؤى سليمة واصول صحيحة ومنطلقات صائبة.
لكنك عالجت الداء بالتي هي كانت الداء؟ واصدرت محاكمة دولية لأبي حمد وكأنه مجرم حرب على هذه الساحة والتي نصبت نفسك فيها محامياً ووصياً على مجلات العبث الشعبي والتي لا تزال تحبو وتراوح مكانك سر .
ايضا لم تقدم لنا موضوعية وقاعدة تصورية تجعلنا ننساق وراء عاطفتك وغيرتك نحو هذه المجلات والتي آمل الا تكون قد ابهرتك بأغلفتها البراقة وعناوينها الهلامية وصورها التي توحي للقارىء العادي بانها مجلات عرض ازياء ومجلات لا تخدم في رسالتها سوى اصحابها وشلليتهم الذين يتهافتون عليها بحثاً عن الظهور والشهرة فقط,, بعيداً عن التميز والابداع وخدمة ادب وتراث هذه الأمة حتى اصبح امرها غير خاف على الجميع.
ومن الواجب ان نقول للأخ سطم ان الحل ان ندرب عقولنا على حسن الفهم وصدق الطرح والقول والأمانة فيما نكتب حتى على الاقل نحمي مناقشاتنا وطرحنا من زوابع الجدل ولجاجة الخصومة، والهرولة وراء سراب المهمهية.
ونذكر اخانا سطم بأن المدار الأول فيه صحوة ونقاوة وامانة وطرح هادف وفعل بناء بحكم فضل خبرة وتجربة صاحبه ابو حمد على هذه الساحة وما يدور فيها من مهازل،، مما جعل لهجة هذا المدار قد حركت الساحة واعادتها لعهدها الزاهر .
وقد لا تعجب هذه الصحوة وهذه العودة للمدار الأول من يحلقون في مدارات جوفاء هلامية وضيقة وهم يقرعون الطبول لمجلات شعبية قد لا يدور الحول على معظمها والله اعلم.
علي الحصوصة القحطاني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
لقاء
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved