ثلاثون عاما مرت على محاولة اليهود إحراق المسجد الأقصى ففي مثل هذا اليوم الواحد والعشرين من شهر آب - اغسطس من عام تسعة وستين وتسعمائة والف ميلادي قام اليهود بإشعال النار في عدد من أماكن المسجد بقصد إحراقه وتدميره لازالة هذا الاثر المقدس، وبعدما هب المسلمون في كل أرجاء المعمورة، لجأ اليهود إلى حيلة مكررة مدعين بأن من قام بإحراق المسجد الأقصى معتوه وانه يعاني من الجنون، وبعدها اختفى ذلك المجنون الاسترالي الذي لم يسمع عنه بعد ذلك منذ جريمته الكبيرة.
وهكذا ومنذ ثلاثين عاما واليهود لم يتركوا وسيلة او عملا لتخريب وتقويض المسجد الأقصى إلا وارتكبوها من حفر انفاق تحت أساس المسجد، ومواصلة الحفر بحجة الكشف عن الآثار اليهودية لتعزيز الدعاوى اليهودية بوجود هيكل سليمان المزعوم.
كما ان اسرائيل وطوال حكوماتها المتعاقبة قد عمدت على منع المؤسسات الاسلامية من مساعدة إدارة وقف المسجد في اجراء الترميمات والاهتمام به، وآخر ما اقدمت عليه في هذا الخصوص إغلاق النافذة الجنوبية للمسجد الأقصى القديم، والتي أراد العاملون في المسجد تنظيفها وتوسيعها للسماح بدخول الهواء الى داخل المسجد، تدخلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي واغلقت النافذة تماما.
كل هذه الأفعال والاستفزازات التي تقوم بها سلطات الاحتلال هدفها واحد لم يتغير منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967م، وهو تقويض بنيان الحرم القدسي الشريف الرمز الإسلامي الخالد، لتجريد المدينة من مقدساتها الإسلامية وتسريع عمليات التهويد التي تتعرض لها منذ احتلالها.
والآن وبعد ثلاثين عاما من جريمة محاولة احراق المسجد الاقصى - وعشرات المحاولات من حفر للأساسات، وحفر الانفاق - لا يزال المسجد الاقصى شامخا مؤكدا إسلامية القدس وصمود أهل القدس الذين يقاومون كل محاولات التهويد.