سقسقة:
حياة الأموات قوامها البقاء في فكر الأحياء
- حكمة لاتينية -
***
رجل جمع بين حب الخير للناس وبين حب العمل والانجاز كيف يمكن للاقلام ان ترثيه؟!
حين تناقل خبر وفاة الأمير فيصل بن فهد نزل مثل الصاعقة في قوتها وفجائيتها فالرجل حتى آخر يوم من أيام عمره يمارس نشاطه العملي والخيري.
كيف يتناقل الناس والصحف خبر موت رجل كان بالأمس في الأردن يداعب الاطفال اليتامى ويجود بكرمه المادي عليهم؟! واليوم هو في عداد المنتقلين إلى دار الآخرة؟!
كيف يموت رجل امتدت أياديه البيضاء للمحتاجين والمعوزين!!
ان ذكراه باقية فما زرع لا يموت أبداً ولفيصل بذور خضراء في كل مكان.
ان من يطالع ما كتبت الصحف عنه وما صرح به الكتاب في احتكاكهم به او مرافقتهم اياه في المحافل الثقافية والرياضية يشعر بأن فيصل لم يكن أميراً للشباب فقط بل انه أمير للخير والانسانية.
رجل تلحّف بالعطاء فأسبغ عليه حب الناس وتأثرهم لفقده كيف يموت من ذاكرتهم؟!
فيصل في ذمة الله كان عنوانا أياماً طويلة تنشر من خلاله الصحف مآثر فيصل وانجازاته ورثاء الاقلام التي تتحدث عنه.
كان العنوان مؤثراً ان تشعر كقارئ بأن رجلا بهذا العطاء والانسانية يفارق الحياة,.
لولا ان الموت حق وانا مؤمنون بقضاء الله وقدره.
ان من يتأمل في عطاء الامير فيصل وخيره المنثور في ارجاء الارض يدرك بأن الموت للجسد أما الذكرى والبقاء فللروح التي اعطت لأن الناس سيظلون يذكرون رجلا عظيما اعطى من فيض قلبه لوطنه وابناء وطنه وكل معتاز طرق بابه أو لم يطرقه استعفافاً.
فليرحم الله أمير الانسانية وليسكنه فسيح جناته.
وأجدني استرجع ابيات رثاء قالها الشاعر خليل مطران يرثي صديقه فيقول:
فادخل جنان الخلد وامرح ناجياً من محبس الدنيا فانت طليق اليوم تنفعك المبّرات التي اسلفتها وبها الثواب خليق يا كوكبا سلب العيون ضياءها عجب غروبك والأوان شروق |
ناهد باشطح