يبدو أن وزارة المعارف اصابت عين الحقيقة حينما توصلت الى قناعات منطقية بوضعها الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية تحت مظلة اهتمامها الخاص لاعتبارها الاساس الذي ينطلق التلميذ من خلاله نحو فضاءات المعرفة بنفس وثابة متوشحا ثقة فضفاضة تدفع به لخوض غمار مسيرته الدراسية بثبات واستقرار كبيرين,, الامر الذي دفع المعنيين لاتخاذ خطوات بناءة حيال تلك المراحل تمثلت في ثلاثة محاور.
اولها: لائحة التقويم الجديدة التي ركزت من خلال تجارب اصحاب الميدان التربوي, واذا كان هذا التوجه صادرا من قبل صناع القرار إلا انني في ذات الوقت اعتقد جازما انه جاء متكئا وبكل حيثياته على خبرات العاملين والممارسين في اطار الميدان وما يقدمونه من دراسات وابحاث ميدانية تعتبر بحق قاعدة لكثير من القرارات التي جسدت واقعا عمليا, ولقد تأكد لي ذلك من خلال مدير ادارة الاشراف التربوي في الادارة العامة للتعليم في منطقة القصيم الاستاذ/ حمد بن منصور العمران حينما حدثني عن الخطوات الاجرائية والابعاد الايجابية لهذا التوجه بحديث الخبير الراصد المتتبع للمخرجات التربوية والتعليمية مدعما حديثه هذا بأدلة مادية غاية في معطياتها على التلميذ في الصفوف الاولية من خلال وضعه موضع التعلم بعيدا عن الحرب النفسية التي كرستها الاختبارات بمعاييرها غير الدقيقة, ثانيها: الامتيازات التي منحتها الوزارة لمعلمي الصف الأول والتي تنص على منح الافضلية للمتميزين من المعلمين مما سيتيح معه فرصة اختيار الاكفأ وهو امر ستتجاوز ايجابياته ايضا دائرة الصفوف الدنيا, ثالثها: استحداث وحدة اشرافية للصفوف الاولية تعنى بمتابعتها بشكل خاص بما يضمن سير العمل فيها بصورة ايجابية تتواكب واهمية هذه الصفوف ضمن البناء الهرمي التعليمي, هذه الخطوات المتوالية لم تكن بطبيعة الحال وليدة صدفة او نتيجة لاجتهادات فردية بيد انها تمخضت في الروعة والاقناع,, مستعرضا استراتيجية الاشراف التربوي وما تزمع تنفيذه عبر آلية عمل خاصة بالصفوف الأولية مركزا على معايير اختيار مشرفي وحدة تلك الصفوف طارحا بعض الرؤى والافكار البناءة التي يرى ضرورة تجسيدها, بعد حديث العمران استحضرت بالفعل تلك العلاقة التكاملية المتناغمة بين العاملين في قطاع التعليم الامر الذي ساهم الى حد كبير في تميزهم وحيوية قطاعهم وسعيهم الدؤوب في البحث عن الافضل في ظل مفهوم تربوي راق ينأى بالانسان عن الذاتية والمركزية والأنا, كما تأكد لي ان وزارة المعارف وعطفا على كفاءة وتفاعل هذه العناصر ماضية في تحقيق كل ما من شأنه الاسهام في بناء جيل الغد بما يتواكب ومتطلبات العصر, وما هذه العناية الفائقة بالصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية الا دليل حي على ذلك,, أكد لنا مجددا ان ثروتنا الحقيقية الابناء في ايد امينة تقدر قيمة الانسان ودوره ورسالته معتبرة إياه الاستثمار الحقيقي القادر على المساهمة الفاعلة والمثمرة في بناء الوطن.
محمد الحنايا
مكتب الجزيرة/ بريدة