Saturday 4th September, 1999 G No. 9837جريدة الجزيرة السبت 24 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9837


في محاضرة بنادي أبها الأدبي,, ابن ثقفان يحاضر عن
الواقع الثقافي العربي بين الماضي والحاضر

* أبها - محمد السيد:
نظل نختلف بعض الشيء دائماً حول واقعنا الثقافي والعربي عن ماضينا وحاضرنا بين مؤيد للتمسك بالأصالة وبين الاطلاع بينهم على ثقافة الغير, حول ما يدور دعا الاستاذ محمد بن عبد الله بن حميد الدكتور عبد الله بن علي بن ثقفان الى نادي ابها الادبي لالقاء محاضرة بعنوان الواقع الثقافي العربي بين الماضي والحاضر دراسة في كتاب وواقع معاش وهي ضمن مهرجان أبها السياحي الذي أسهم فيه بفاعلية مطلقة نادي أبها الأدبي وهذه المحاضرة شهدت اقبالاً كمياً ونوعياً تمثل في حضور رئيس نادي ابها الأدبي الاستاذ محمد الحميد والدكتور علي عيسى الشعبي عميد كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة وعدد من اعضاء مجلس الادارة واللجان المساندة وقد ادار الحوار الاستاذ علي موسى التمني عضو النادي الذي رحب بالضيف والحضور باسم النادي ثم قدم الضيف علمياً وعملياً وانتاجاً فكرياً حيث له انتاج مطبوع ومتميز وقد استهل المحاضر محاضرته القيمة (الواقع الثقافي العربي بين الماضي والحاضر دراسة في كتاب وواقع معاش).
فقال العرب: رمز لاسم حضارة اكتملت عناصرها الميتافيزيقية الأساس وهذا لا يعني انها قد انتهت فالحضارة لا تموت كما يموت الكائن لكن قد يصيبها التعديل والتغير بعامل الزمن والمكان والظروف وبهذا فهي على استمرارية تواصل دائم مع الزمن ومع الانسان وتتكيف معه وتواصل المسيرة برفقته تضعف بضعفه وتقوى بقوته.
وقال ان المطلب الملح في هذا العصر ان يكون الانسان واعياً لما هو فيه عله يوفر على ذاته الانبهار الثقافي الذي نعيشه وهو انبهار سيطر على الفرد والامة فاصبحنا لا نرى الا بمنظور الحياة الغربية في معظم مجريات حياتنا فتوقفت عقولنا وان هي تحركت فمجهودات فردية.
واستطرق المحاضر فقال اننا نمثل استمرارية لجيل قد مضى لكن الجيل الذي نعيشه غير الجيل الماضي نحن نعيش ايام معطيات الحضارة الأوروبية (الذرة، الفضائيات، الانترنت).
وقال المحاضر ان ماضينا كان مشرقاً وقاداً شهد لنا بذلك الواقع والحياة والتاريخ كما شهد لنا المنصفون من علماء اوروبا وقد قالت زيغريد هوفكن اقدم للعرب الشكر على فضلهم الذي حرمهم من سماعه طويلاً تعصب ديني اعمى او جهل احمق,, وقالت في موضوع آخر ان الحضارة العربية المبتكرة لم تأخذ عن الحضارة الافريقية والحضارة الهندية الا بقدر ما اخذ (طاليس) او (فيثاغورس) من الحضارتين البابلية والمصرية.
وقال المحاضر ان العرب في الواقع هم الذين ابتدعوا طريقة البحث العلمي القائم على التجربة انهم مؤسسو الطرق التجريبية في الكيمياء والطبيعة والحساب والجبر والجيولوجيا وحساب المثلثات وعلم الاجتماع.
وقال ان العلماء العرب في العصر الاسلامي قد قاموا بدورهم في بناء النهضة العلمية العالمية، وقد قال عنهم جواهر لال نهرو في كتابه (لمحات من تأريخ العلم) كانوا بحق اباء العلم الحديث وان بغداد تفوقت على كل العواصم الاوروبية عدا قرطبة عاصمة اسبانيا العربية.
وهذا ما وصفه روم لانرو في كتابه (الاسلام والعرب) عن قرطبة التي نعمت في اسبانيا بحضارة عمرانية وثقافية واسلامية فيما كانت سائر بلدان اوروبا تمرغ في القاذورات.
وقال: لقد كان ملوك اوروبا يطلبون من ملوك العرب الحاق ابنائهم مع الابناء العرب في المدارس الخاصة بهم.
واستشهد المحاضر بما كتبه جورج الثاني ملك انجلترا والغال والسويد والنرويج الى الخليفة ملك المسلمين في الاندلس هشام الثالث عندما سمع بالرقي العلمي لدى العرب المسلمين فطلب ايفاد الطلاب إليهم وضرب مثل بابنة شقيقنا الأميرة دوبانت للتعلم وارسل معها هدية لهشام الثالث, وهذه الرسالة هي استجداء العلم والتقرب من العرب المسلمين.
ثم استشهد بقول الدكتور غريسيب مدير جامعة برلين في حفل اقامه الطلاب المسلمون ايها الطلاب المسلمون والآن قد انعكس الأمر فنحن الاوروبيين يجب ان نؤدي ما علينا تجاهكم في هذه العلوم الا امتداداً لعلوم ابائكم.
كما قال المحاضر ان زيغريد هوفكن ان اوروبا مدينة للعرب والحضارة العربية وان الدين في عنق اوروبا وسائر القارات الأخرى للعرب كبير جداً .
وقال المحاضر من جانب آخر لقد تحدثوا عن علم الخيال ونسبوه الى اوروبا وكان الاندلسيون في القرن الرابع الهجري قد تحدثوا عنه كما سبقوهم الى المدارس الرومانسية والرمزية والكلاسيكية بقرون.
كما نسب الشعر الحر الى الاوروبيين واعتبر من مبتكراتهم ومادروا انه قد ظهر في الاندلس قبلهم بدءاً من الموشحة وانتهاء بالقصيدة التي تشبه المنثورة في العصر الحاضر.
كما سبقهم الى القصص الفلسفية (ابن طفيل) وقال ان حضارتنا حضارة انسانية ولأنها كذلك فانه لا يمكن نسيانها.
وقال: اننا اصبحنا نعيش في قلق في هذا العصر بعد اشتباك ثقافة الاسلام بغيرها نتيجة لعوامل الضعف في الافكار والمعتقدات وقال لقد اصبحنا نعاني من الصدام بين دعاة التجديد ورموز الأصالة, وقال: اننا نطمح في جعل العقلية العربية عقلية ناضجة الا ان الحضارة الغربية ما زالت في عداء متواصل مع هذه العقلية حتى في مثل هذه المرحلة التي نعيشها خشية من صحوها.
وقال ان محاور المحاربة جزآن شرقي وغربي,
وهدفه الاحتكار أو ما يسمى باحادية الابداع والابتكار واستمر هذا الوضع ومن خلال وسائل الاعلام على ان الحضارة الغربية اعلى حضارة انسانية واوروبا تحارب الانسان العربي من امرين:
1 - حرب الآلة والثاني التشكيك في تراث الأمة الحضاري وقد نجحت في حرب الآلة اما تراث الأمة فما زال يمثل حرباً ضروساً لأن الدين والتراث يمثلان جزءاً من ذات المسلم.
وقال المحاضر في موضع آخر ان ردة الحضارة الغربية كانت عميقة لدى بعض المثقفين العرب اذ بدأ الشك يتسرب الى نفوسهم واختلت نظرتهم للموروث الحضاري.
واستشهد المحاضر بالتقليد في الهندسة المعمارية الأوروبية وفي جوانب عديدة منها الجوانب الاجتماعية, ووصل الأمر حتى اللغة اصبح البعض يعيبها وانعكس هذا الانبهار.
وقال لقد نال علماؤنا نصيباً من النسيان في هذا العصر الذي نعيشه فأصبحت أسماؤهم في بعض المواقع غير اللائقة وخلت منها اسماء الجامعات والمؤسسات التعليمية.
وقال المحاضر ان عيبنا من عند انفسنا فاذا كان الغرب قد انكفأ حول ذاته في فترة من فترات التاريخ فان بعضنا قد اخذ يطعن في الآخر فتسرب الشك الى النفوس.
ان وضعنا الثقافي في العالم العربي مهزوز لدرجة الانبهار بالآخرين قد تمكن منا مع ان العالم الغربي والشرقي ما زال يحسب لنا الف حساب لأننا في الأصل نملك قاعدة صلبة الدين والتراث .
واكد المحاضر ان العلاج لنا ان نسير على نهج ديننا.
وختم المحاضر قائلاً: ان العلم لا يرقى الا مع الامانة والعلم لا يزيد الا مع الايمان الصادق وكان المحاضر قد اعتمد في محاضرته على 46 مصدراً ما بين كتاب ومقالة حول هذا الموضوع.
وقد علق حول هذا الموضوع مدير الحوار الاستاذ علي موسى بتعليق اعتبر في حد ذاته محاضرة اخرى تمنى رئيس النادي ان تقدم في مناسبة اخرى.
كما علق الدكتور علي سعد آل موسى عضو مجلس الادارة في النادي الأدبي بأبها فقال ان المحاضر تعد كلمة العروبة الى المسلمين والمسلمين يقصد بهم العرب وغير العرب كما علق على قوله حول الشعر الحر فقال ان بحور الخليل ليس من الضروري التقيد بها فالتجديد امر مطلوب ما لم يمس واقعنا وعقيدتنا.
كما علق الاستاذ محمد الحميد رئيس نادي ابها الادبي وقد ابدى اعجابه بالمحاضر ومحاضرته وشكر لمدير الحوار جهوده وقال ان العرب هم مادة الاسلام فلم يكن يعرف في الجزيرة العربية الا البيت العتيق والمدينة المنورة وقال ليس العروبة محكورة على العرب فهذا سيبويه ألف في العربية وقال ان الذين دعوا للقومية العربية هم من المسيحيين من لبنان لانهم قلة فدعوا الى قومية عربية عبقرية وقال ان الوجود التركي في العالم العربي ب600 سنة اثر كثيراً على العرب وحضارتهم.
وانحسرت اضاءة الثقافة في مكة اوالمدينة وقال ان هذا الوجود اثر حتى على منطقة عسير التي عاشت في عزلة حيث ما زال جزء كبير من تاريخها مجهولاً.
ثم رحب الحميد بفريق نادي الهلال الذي يزور منطقة عسير وحضر المحاضرة وقال هذا جزء هام من دور الاندية الرياضية الجانب الثقافي وكان النادي قد قدم عدداً من اصداراته للفريق الزائر.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved