* عبدالعزيز ابا نمي أمريكا
ان واحدة من اكثر ما يمكن وصفه بالخرافات شيوعا بين الناس هو ان الحل الوحيد للتخلص من مشكلة العام 2000 يكمن في شراء جهاز حاسب جديد ومثل هذه المخاوف تزداد رسوخا لدى الكثيرين ممن يشيرون الى وجود العديد من الدراسات التي توضح ان أكثر من 90% من أجهزة الحاسب المستخدمة في الوقت الحاضر ستتوقف عن العمل مع بداية القرن الجديد,, كما ان هناك دراسات أخرى تتوقع عدم قدرة أجهزة الحاسب على التفريق بين مختلف الأرقام عندما تبدأ الثواني الأولى للقرن الجديد في القرع على طبول الألفية الثالثة.
والحقيقة ان معظم الكمبيوترات الشخصية لن تواجه أية مشاكل مع إطلالة القرن المقبل فأولئك الذين يستخدمون أجهزة ماكنتوش لن يواجهوا اية عقبات تتعلق بالتواريخ مع اقراص أجهزتهم الحاسوبية الصلبة، فالوقت الذي تم ادخاله في جميع أجهزة ماكنتوش التي تم تصنيعها حتى الآن صمم بحيث يكون دقيقا حتى بداية الشهر الثاني في عام 2040م اما تلك الأجهزة التي تم تصنيعها في السنوات القليلة الماضية فإن الوقت سيستمر في دقته لقرون طويلة!
وقد يختلف الأمر قليلا مع أجهزة PC المتوافقة مع IBM ذلك لأن جزءا بسيطا من هذه الأجهزة قد يتعرض للعديد من المشاكل بسبب الألفية غير ان الحقيقة المؤكدة تكمن في ان معظم هذه الأجهزة لن تواجه اية اشكالات فهي محصورة فقط في تلك الأجهزة التي تم تصنيعها قديما التي تمثل خطرا محتملا بسبب عدم قدرتها على التعرف على العام 2000 والناتج عن مشاكل متعلقة بكل من CMOS وBISO الذي يمثل CMOS ذلك الجزء من القرص الصلب المسؤول عن متابعة وتحديد الوقت والتاريخ في بعض الأجهزة عندما يكون الجهاز مغلقا, اما BIOS فهو الجزء المسؤول عن إعطاء التعليمات الأساسية للتحكم في نظام القرص الصلب, وفي مثل هذه الحالة يعمل الجزءان لملء التواريخ عند الحاجة لها وفي العادة فإن CMOS يحتوي على مساحة كافية للتواريخ المكونة من رقمين فقط، لذلك فإنك عندما تقوم بتشغيل جهاز حاسبك قد يقوم CMOS بإرسال المعلومات المتعلقة بالتاريخ المكون من رقمين الى BIOS.
وعلى الرغم من ان معظم تجهيزات BIOS في الأجهزة الحديثة تقوم بتصحيح الأرقام من 00 الى 2000 بشكل آلي فإن البعض منها قد يقرأ الرقمين 00 على أنها 1900 ويرسل مثل هذه المعلومة الخاطئة الى نظام التشغيل وأنظمة أخرى، والحقيقة الأخرى ان نظام DOS لا يستطيع حتى التعرف على العام 1900 وهكذا فلو أن BIOS زوّد نظام DOS بمثل هذا التاريخ وهو 1900 فإن DOS سيعيد ضبط الجهاز على تاريخ مختلف وعشوائي.
قد يكون ما قدمناه في السطور السابقة مبعث قلق لدى البعض غير ان ما يبعث على الراحة هو ان هذه المشكلة يمكن اصلاحها بسهولة في حال ظهورها، وما يتعين عليك هو ان تستخدم الأمر المتعلق بتاريخ DOS بحيث تعيد ضبط التاريخ ليحتوي على تاريخ العام 2000 المكون من اربعة أرقام، ذلك ان نظام DOS القادر على فهم التواريخ ذات الأرقام الرباعية حتى العام 2108 سيقوم باعلام BIOS بالتاريخ المتعلق بالقرن حيث يقوم جهاز الحاسب بتخزين هذه المعلومة بشكل صحيح وبشكل مستمر مهما كان عدد المرات التي تقوم فيها بتشغيل جهاز الحاسب.
أما إذا قمت بتحديث نظام التشغيل مستخدما برنامج WINDOWS 98 فإنه لن يكون هناك أية حاجة لإعادة ضبط التاريخ داخل نظام DOS والسبب في ذلك هو قدرة برنامج وندوز 98 وبرنامج وندوز nt على تعقب المشكلة وحلها بشكل آلي.
ومثل هذه المناقشة تطرح سؤالا مهما وهو عن الكيفية التي يمكن بها للشخص ان يقرر ما اذا كان قادرا على حل المشكلة بنفسه ام لا؟ والجواب هو ان القليل من BIOS أو أنظمة ادخال ومعالجة البيانات الأساسية غير قادرة على التعرف على التواريخ ذات الأرقام الرباعية التي تأتي بعد العام 1999م, ويمكنك معرفة ما اذا كان جهاز حاسبك هو واحد من هذه الأجهزة القليلة ذات الحظ السيىء من خلال تحميل واستخدام برنامج اسمه test 2000 من دون مقابل ويقوم هذا البرنامج المجاني بإجراء اختبارين الأول يعتمد على تقريب التايخ الى منتصف ليلة 31 ديسمبر من العام 1999 ومن ثم ترك الجهاز يعمل بحيث انه يواجه هذه الإشكالية والاختبار الثاني يعتمد على التحقق من ان التاريخ الجديد تم تخزينه، فلو ان جهازك كان قادرا على تجاوز الاختبار الأول غير انه فشل في تجاوز الاختبار الثاني بحيث ان الجهاز يعيد ضبط التاريخ الى توقيت مختلف، الأول من يناير عام 1994 على سبيل المثال فإن نظام BIOS نظام ادخال ومعالجة البيانات الأساسية في جهازك ربما كان غير قادر على التصحيح ومن ثم يحتاج الأمر منك الى ان تستبدله وهو إجراء يتعين عليك الذهاب الى متخصص للقيام به.
إلا انه يتوجب عليك ان تكون حذرا عندما تستخدم برنامج test 2000 إذ إنه من المحتمل ان يتسبب هذا البرنامج في ضياع بعض المعلومات او فقدانها.
ونواصل الحديث عن الآثار الناجمة عن هذه المشكلة الألفية في العدد القادم.
|