تحدثت في الأسبوع الماضي في الحلقة الأولى في الرد على تساؤل الدكتورة هند بنت ماجد الخثيلة استاذ الإدارة التربوية بجامعة الملك سعود حول اضرار الانترنت، وذكرت ان هناك أضرارا اخلاقية وأضرارا فكرية وفي هذه الحلقة اواصل ذكر بعض الأضرار الظاهرة اما الباطنة فلعل الوقت كفيل بإخراجها.
الأضرار الثقافية والاجتماعية:
ليست الانترنت مجرد شبكة معلومات بل هي ظاهرة اجتماعية وثقافية, وفي مجال الأضرار الثقافية تبرز قضية اللغة والمحافظة على اللغة العربية أبرز الأضرار ذلك ان هيمنة اللغة الانجليزية في الانترنت لا تحتاج الى شاهد او دليل وقد جاء في إحدى الاحصائيات ان المادة المكتوبة باللغة الانجليزية تشكل ما يقدر بحوالي 81% من اللغات وتشترك جميع اللغات في 19% ويقدر البعض ان اللغة العربية تشكل ,02% أي أقل من 1%, ويرجع هذا الى ان نسبة كبيرة من المواقع عادة ما تكتب بلغتين اللغة الأصلية واللغة الانجليزية, وهذا لا شك سوف يؤثر في عرض الثقافة الإسلامية والعربية عبر الانترنت, ولا شك ان لهذا أثرا كبيرا على اللغة العربية؟ وهي دعوة لعلماء اللغة لوضع الحلول لهذا الخطر القادم, ومن يتابع مجالس الانترنت يجد ان بعض الكلمات الانجليزية بدأت تكون مألوفة لدى المستخدمين بدلا من الترجمة وأولى هذه الكلمات هي كلمة الإنترنت التي لم تعرب حتى الآن.
وعلى صعيد الجانب الاجتماعي سوف تقضي الانترنت على الصلات الاجتماعية والمقابلات الشخصية الأمر الذي يدعونا إلى تأكيد الروابط الاجتماعية، وفي الوقت الحاضر اصبحت المراسلات والحوارات الكتابية عبر الانترنت هي الشائع للاتصال بالأقارب والأهل وقلّ سماع الأصوات (إلا القليل ممن يستخدم هذه الخدمة) وهذا لا شك سوف يقلل من الاتصال المباشر, واذا كان الأمر كذلك فيجب ألا تحل الاتصالات عبر الانترنت مكان الاتصالات التقليدية، وإنما يجب ان ننظر اليها كوسيلة اضافية للاتصالات مثلما كان البريد او الهاتف في عصرهما.
الدقة والصراحة:
من أهم الأضرار ايضا الدقة والصراحة فليس كل ما يكتب في الانترنت صحيحا ودقيقا ذلك ان مصدر الخبر أحيانا غير واضح ومن هنا يمكن القول ان من أهم الأضرار ان تبني نتائج البحوث والدراسات والاحصائيات على هذه المصادر وقد اشار قليستر (Gilster) الى ان نتائج البحوث أشارت الى ان الباحثين عندما يحصلون على المعلومة من الانترنت يعتقدون بصوابها وصحتها وهذا خطأ في البحث العلمي ذلك ان هناك مواقع غير معروفة او على الأقل مشبوهة ولهذا فقد نصح سكوت Scott الباحثين والمستخدمين للشبكة بأن يتحروا الدقة والصراحة والحكم على الموجود قبل اعتماده في البحث, هذا في مجال البحث العلمي اما في مجال الخبر الشعبي فهناك كثير من الأخبار والآراء لا يعرف كاتبها والدليل على ذلك كثرة الأسماء المستعارة, ومن تتبع ساحات الحوار يجد ان هناك مرجفين ومخربين ومدمرين يدسون فكثيرا ما يبدأ الخبر باستفسار الى ان يصبح حقيقة في النهاية؟ اما آثار ذلك فهو إثارة البلبلة والشبهة في افكار الشباب الأمر الذي يدعونا الى التريث في نقل الأخبار اولا ثم تحذير الناشئة من هذه الأخبار ثانيا.
الأضرار الاقتصادية:
الانترنت سلاح ذو حدين فكما انها يمكن ان تكون لها جوانب إيجابية ليس هذا مكان الحديث عنها لبعض الشركات فقد تكون لها أضرارا عكسية ويتمثل هذا الضرر في وضع الشركات مواقع لها عبر الانترنت وبيانات غير آمنة الأمر الذي ساعد المخربين للدخول على هذه المواقع المهمة وتدمير بيانات الشركات او التحريف فيها وخاصة اذا كان هناك تنافس بين الشركات، كما أن هناك اضرارا على الشركات والدول التي لم تجار السير في هذه التقنية.
بالاضافة الى ما سبق فإن هناك اضرارا شخصية وتتمثل في المضايقات بكثرة الرسائل سواء كانت رسائل دعاية وإعلان او إهداراً للوقت بكثرة تصفح مالا يغني ولا يسمن من جوع, وأخيرا ما ذكر هو غيض من فيض وإلا فالاضرار كثيرة الأمر الذي يدعو الى المناداة بالوعي الذاتي كحل لهذه الأضرار.
تنويه:
شكرا لجميع الأخوة الفضلاء على مشاعرهم تجاه النصائح التسع والتسعين وأسأل الله سبحانه وتعالى ان أكون قد وفقت في هذا الطرح، وأعدهم بمواصلة النصائح بين كل فترة وأخرى.