** لا أظن ان منظر امرأة في شهرها التاسع,, يمتد بطنها أمامها ولا تكاد تستطيع ان تحشر نفسها خلف مكتب,, أو تقف - بكل الوهن الذي ذكره الله تعالى في محكم كتابه - في فصل دراسي لتمنح التلميذات وهج المعلومات وجدتها والتماعة النشاط فيها.
ولا أظن ايضا ان امرأة مثل تلك قادرة على الوقوف في غرفة عمليات او الجلوس للكشف على طابور مريضات,.
** ان منظر تلك المرأة وهي تغالب هموم العمل هو منظر لا يتناسب مع الأيدولوجية الاجتماعية التي يستند إليها مجتمعنا وهي احترام الاسرة واعطاؤها الاولوية في سلم النظام القيمي الاجتماعي,.
** واعتقد ان ديوان الخدمة المدنية مازال غير متفاعل بالدرجة الكافية مع انخراط المرأة في العمل وكونها اصبحت جزءاً لا يتجزأ منه,, الأمر الذي يلزمه معه ان يعيد قانونية عمل المرأة بما يتناسب مع المجتمع وبما يتناسب ايضا مع الاهتمامات العالمية بصحة الام والجنين,, ودور الام التربوي الهام في فترة رعاية الطفل الاولى,.
وهذا النظام وغربلته وتقنينه من جديد سيتيح للكثير من المشاكل ان تجد الطريق لفك عقدها المزمنة, سواء في التوظيف,, أو تغيب الموظفات,, او كثرة العمالة المنزلية وتأثيرها على تربية الاطفال,, ونظام عمل المرأة لدينا لا يختلف كثيرا عن الرجل,, وهو أمر لا قبول فيه في مجتمع يعطي كل الاولوية للاسرة ويحمل المرأة فيها المسؤولية الكاملة لمراعاة شئونها وهو امر طبيعي,.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حدد الرضاعة بالعامين وتضمن القرآن الكريم شئون كثيرة تتعلق بفسيولوجية الدور الطبيعي للمرأة,, وإذا كانت الانظمة العالمية نفسها قد بدأت تعدل وتبدل في قوانينها لتهب للمرأة وجنينها ظروفاً بيئية مثالية تعود حتما على صحة المجتمع ومستقبل جيله فإن ديوان الخدمة المدنية معني بالنظر في نظام عمل المرأة ومراعاة شؤون المجتمع وليستفيد الديوان من تجربة عمل المرأة الطويلة سواء في التعليم او الطب او التمريض ولينظر للاحصاءات والدراسات التي قامت بها كل جهة,, والمشكلات الناجمة عن النظام السابق.
وليقدم لنا نظاما يكفل لنا صحة الام والجنين ويبعد عنا مناظر امرأة تفاجأ بالمخاض وهي على رأس العمل,.
أو امرأة تبكي لمرض طفلها القابع بين أحضان خادمة بينما هي على رأس العمل,,!!
فاطمة العتيبي