Saturday 4th September, 1999 G No. 9837جريدة الجزيرة السبت 24 ,جمادى الاولى 1420 العدد 9837


التعليم منهل عذب والتربية ضرورة ملحة
د, علي بن مرشد المرشد *

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه وسار على هديه الى يوم الدين.
أيها الإخوة والأخوات من منسوبي التعليم في بلادنا العزيزة.
أيها الطلبة والطالبات من طلبة العلم في المدارس والمعاهد والجامعات.
أيها الآباء والأمهات من ابناء هذه البلاد الكريمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن التعليم منهل عذب والتربية ضرورة ملحة لاي أمة تريد ان تحيا حياة كريمة، على هدى ونور من الله لخدمة أهدافها الدينية ومتطلباتها الحضارية.
ومن هنا ندرك الأبعاد التي انطلقت منها اهتمامات حكومتنا الرشيدة بالتعليم وأهميته في بناء المجتمع السعودي، بدءا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله الى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ايده الله بنصره وتوفيقه، وسمو نائبه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وفي هذا اليوم الذي تسرع فيه قوافل الطلبة والطالبات بالعودة الى استئناف عام دراسي جديد يحدوها فيض من الأمل والتفاؤل في التزود من معين العلم والمعرفة.
فإنه يسعدني ويشرفني في هذا اليوم الأغر من مطلع العام الدراسي الجديد ان ارفع الى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وسمو النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أسمى آيات الشكر والتقدير بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد وأدعو الله العلي القدير ان يجزيهم خير الجزاء على ما يلقاه التعليم وطلابه والقائمون عليه من دعم ومساندة وتشجيع.
ثم اني اتوجه الى كل طالب وطالبة والى كل أب وأم، والى كل العاملين والعاملات في الأجهزة التربوية والتعليمية والادارية للترحيب بهم.
وأسأل الله لهم مزيدا من التوفيق والسداد بمناسبة العام الدراسي الجديد وعودة هؤلاء الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات الى مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم وجامعاتهم بعد ان أمضوا اجازاتهم الصيفية واستعادوا خلالها الهمة والجد والنشاط.
أيها الطلاب والطالبات:
ان عودتكم الى المدارس، يعني استئناف مسيرتكم التعليمية والتربوية المباركة التي يرعاها ويشجعها ويدعمها قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أدام الله توفيقه وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وقد قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بفضل الله عز وجل ثم بفضل ما تلقاه من دعم سخي من قيادتنا الرشيدة باستنفار كافة جهودها وإمكاناتها في سبيل التهيئة الكاملة والعمل على توفير المستلزمات التي تحتاج اليها العملية التعليمية للبنات من الامكانات البشرية ومن الوسائل والأجهزة والمباني المدرسية ولوازم المختبرات والمعامل وغيرها.
وإن توافر كل هذا في مدارسنا ومعاهدنا يذكرنا جميعا بأهمية الواجب نحو هذه المرافق والتجهيزات، في المحافظة عليها والاستفادة منها، واستثمار كل ما تتيحه من وسائل لزيادة الفهم والمعرفة، والتأهيل والتحصيل كما يفرض علينا ضرورة صيانتها والعناية بها من العبث والاهمال.
أيها الإخوة والأخوات:
ان مناسبة بدء العام الدراسي الجديد يعزز المكانة الرفيعة لبلادنا الغالية بما تشهده ولله الحمد من منجزات الخير والعطاء، وما توفر فيها من شواهد ومعالم حضارية في مختلف المجالات ويذكرنا بما نحن فيه من نعم كثيرة تستحق منا الشكر لله عز وجل وأولها نعمة هذه الشريعة الإسلامية التي نحتكم اليها في كافة شؤوننا، وهي مصدر تشريعنا وتعليمنا وأساس التربية في بلادنا، ثم نعمة الأمن والطمأنينة والتقدم ورغد العيش مما تنعم به بلادنا المباركة، بفضل الله عزل وجل أولا ثم بفضل الجهود التي بذلتها حكومتنا الرشيدة التي ترعى شؤوننا وتهتم بأجيالنا، وتضع الخطط، وتنفذ البرامج وتقيم المشروعات التي تعود بالخير والنفع على بلادنا، حتى وصلنا الى ما نحن فيه من التقدم والرقي، ولا سيما في مجال التعليم، حيث انتشرت المدارس والمعاهد والكليات في مدن المملكة وقراها، واتيح التعليم للكبار والصغار من الذكور والإناث، حتى اصبحت أعداد الطلبة والطالبات تفوق خمسة ملايين طالب وطالبة، واعداد المرافق التعليمية تزيد عن خمسة وعشرين الف مدرسة ومعهد وكلية، وغدت اعداد الأميين والأميات قليلة وفي تناقص مستمر وهي في طريقها الى الانتهاء إن شاء الله.
كما اصبح هناك ثماني جامعات وعشرات الكليات للبنات والبنين، تضم جميع الفروع والتخصصات التي تحتاجها بلادنا الغالية في نهضتها وتطورها فجزى الله ولاة الأمر في بلادنا كل خير على هذه الانجازات العظيمة.
وفي مجال تعليم البنات فإن مجتمعنا في هذه البلاد المباركة ولله الحمد يفخر بما تحقق للطالبات من فرص التعليم المختلفة وما تهيأ لهن من التزود بالعقيدة الصافية، والعلم والمعرفة والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، والخلق المستقيم والاستفادة من مختلف العلوم والمعارف التي تتناسب مع طبيعة المرأة وتعود بالخير والنفع على مجتمعها وبلادها، وتؤدي الى صلاح الأجيال وتربية الأبناء وإعدادهم الإعداد الصالح.
ايتها الطالبات:
إن العودة الى المدارس والمعاهد والكليات استئناف للمسيرة التعليمية الناجحة، وتأكيد على متابعة الجد والمثابرة والدراسة الواعية، والتحصيل المستمر، واكتساب المعلومات والخبرات والتفاعل مع مختلف العلوم المفيدة، والتزود بالآداب والسلوكيات الصحيحة والتعود على التعامل مع الأخريات بالاحترام والتعاون والمحبة، والاستفادة من كل معلومة جديدة، لتغدو كل واحدة منكن في المستقبل زوجة وأما تبني الأسرة الصالحة وتربي الأجيال الواعية، وتكون لبنة صالحة في هذا المجتمع الكريم وفي هذه البلاد المباركة التي لها خصائصها وقيمها المتميزة مما جعلها منارة إشعاع للحضارة الإنسانية الصحيحة في هذا الزمن المعاصر.
ولنحرص ايتها الأخوات ان يكون هذا العام الجديد خيرا مما سبقه، وليكن حرصكن على العلم والمعرفة مقرونا بالاخلاص والجد والاجتهاد وأداء جميع الواجبات، وعلينا ان نتذكر ان بدء عام جديد يعني اضافة إنجازات جديدة، وقطع شوط جديد في مسيرتنا التعليمية المباركة مما يستوجب منا جميعا الشعور بالمسؤولية ومخافة الله عز وجل لأداء العمل على الوجه الأكمل، وإننا واثقون إن شاء الله بأن اخواتنا العاملات في حقل التعليم، من إداريات ومعلمات ومشرفات متخصصات وكافة العاملات في هذا المجال سيبذلن غاية الجهد، واقصى الطاقة لتربية الطالبات وتحقيق الأهداف المرسومة في خطط التعليم وبرامجه، وسيضربن المثل الحسن والقدوة الطيبة لاخواتهن الطالبات في الالتزام بأحكام ديننا الحنيف، والتقيد بالأنظمة والتوجيهات والالتزام بالسلوك والآداب الحسنة في اللباس والتعامل، والإخلاص في العمل، والصدق في النية والعطاء.
ايتها الطالبات إنكن عدة المستقبل لأسركن، وإن صلاح المجتمع وتقدمه مرهون بإعداد الأجيال المؤمنة الواعية اللواتي سيربين الأجيال، ويعملن على بناء الأسر بالخير والصلاح، ويحفظن المجتمعات في سلوكها وأخلاقها وعطائها الايجابي.
وانني على ثقة بأن المدرسة ستكون إن شاء الله منارة خير وهدى ومنطلق إشعاع علمي، وامتداداً للبيت في التربية والاعداد، وستعمل على اقامة الصلة المفيدة والتعاون البناء بين المدرسة والأسرة، ضمانا للمردود الإيجابي، والتربية المتكاملة، والإعداد الصحيح، والمتابعة المطلوبة للطالبات على أحسن وجه.
والثقة كبيرة في دور الآباء والأمهات وقيامهم بأداء ما عليهم من مسؤولية تجاه بناتهم وحرصهم على تقديم الرعاية ودوام المتابعة وحسن التعاون مع المدرسة، بما يعود بالخير على بناتهم الطالبات، ويحقق النجاح لمسيرة التعليم في بلادنا المباركة.
وفق الله الجميع لتحقيق آمال بلادنا العزيزة في التقدم والرقي وفي المحافظة على المكتسبات الحضارية التي نعيشها ولله الحمد في بلادنا أمنا ورخاء واستقرارا وذلك بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أدام الله نصره وسمو نائبه وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهما الله ورعاهما، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*الرئيس العام لتعليم البنات

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved