قضى المراقبون اليومين الماضيين وما زالوا في ترقب لما ستسفر عنه الجهود اللاهثة من أجل السلام، حيث اتجهت الانظار لجولة أولبرايت وما يمكن ان تتمخض عنه من نتائج، كما تابعت وكالات الأنباء وأجهزة الإعلام التحركات الفلسطينية من أجل إذابة عقبة المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في حين لم يغفل المتابعون التحركات المستمرة على الصعيد المصري والصعيد الإسرائيلي وغيرهما من الأصعدة المهتمة بعملية السلام.
أخبار الأمس وما قبله حملت في طابعها العام روح التفاؤل بانفراج، حيث اظهرت معظم التقارير والمتابعات ان بعض الشكليات فقط تعيق حلحلة موضوع المسجونين الفلسطينيين، بل وتواترت أنباء أخرى تفيد بأن هذه العقبة قد تم تجاوزها بالفعل، وان التوقيع على (واي ريفر) المعدلة بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.
ورغم كل تلك التقارير والأنباء، إلا ان التحفظ كان مخيماً على قلوب الكثير من المتابعين والمراقبين خصوصا اولئك الذين يعرفون التأزمات التي يمكن ان تخلقها إسرائيل في اللحظات الحرجة قبل اي اتفاق.
لكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعطى دفعة قوية للأخبار المتفائلة بانفراج حتمي لأزمة المسجونين الفلسطينيين، حيث أكد لوسائل الإعلام امس انه تم التوصل الى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي حول النقاط العديدة التي كانت محل الخلاف، وأن التوقيع سوف يجري في شرم الشيخ مساء السبت.
وإذا سارت الأمور بالفعل في هذا الاتجاه، وإذا استبعدنا احتمال بروز عقبات وتأزمات في اللحظات الأخيرة، فإن الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي بات حتمياً، وسيضع توقيع الاتفاقية حداً لأكثر مراحل العملية السلمية جدلا بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية.
وبالفعل فإن هناك أموراً تتطلب جهداً شاقاً لتفعيل الاتفاق، خصوصا تجاه عقبات وآليات إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة المزمع في شهر مايو من العام القادم، وتجاه أمن المستوطنات الإسرائيلية، كما قد ينشأ العديد من الخلافات حول التفاصيل التنفيذية حين طرح بنود الاتفاق على أرض الواقع.
ثم انه عند تجاوز عقبة السلام الفلسطيني - الإسرائيلي ستتجه الاهتمامات بكلياتها الى الصعيد الآخر من العملية السلمية، وهو الجانب السوري والجانب اللبناني، حيث تتربع جبال شماء من الخلافات الحادة بسبب الوجود الإسرائيلي في الارض العربية بالجولان والجنوب اللبناني، واي اخفاق في تلك الاصعدة قد يهدد العملية السلمية بكلياتها ويجعل كل اتفاق حبراً على ورق.
دعونا ننتظر المستجدات,, وإن غداً لناظره قريب.
الجزيرة