من أدبيات هزيمة 67 العسكرية تلك المقولة التي تنسب لوزير حرب اسرائيل آنذاك موشيه دايان التي مفادها ان العرب لا يقرأون وقد تردد ان دايان كان يقول ان حرب 67 معروفة ومحدد موعد وقوعها على الملأ ولكن العرب لا يقرأون,, وقد اصبحت هذه المقولة عنوانا لمقالات كثيرة كلها تؤكد بصورة او اخرى جهل العرب ولكن كل من يكتب هذه العبارة ويتغنى بها (من باب جلد الذات) لا يحدد لنا ما هي القراءة وما هو الشيء الذي على العرب قراءته , هل كتب القصص البوليسية ومذكرات مشاهير هوليوود والرومانسيات (الشبيهة بالمسلسلات المكسيكية) التي تحقق ما يعرف بأفضل المبيعات في الغرب, ما الذي يهمني من علاقة مونيكا لوينسكي بالرئيس الامريكي! ما الذي سوف أجنيه عندما اتعرف على حياة غانية مثل مادونا تنام مع رجلين مختلفين في اليوم الواحد,, هذه هي الكتب التي تحقق افضل المبيعات في الغرب وهذه هي الكتب التي نشاهدها في ايدي المسافرين في الغرب او على الشواطئ، فالإنسان في الغرب وخصوصا في امريكا لا يقرأ من الجريدة سوى اخبار الفضائح والجرائم ولا يقرأ من الكتب الا ما سردته قبل قليل، فالفرق بين العرب والغرب ان العرب لا يقرأون والغرب يقرأون التوافه، فهناك امريكان لا يعرفون ان هناك دولة اسمها الصين ولا يهونون الانجليز.
اتذكر ان تحقيقا أجري في بريطانيا اظهر ان المحتشمين وكبار السن والشخصيات والمثقفين يشترون جريدة الغاردين الرزينة ليلفوا بها جريدة الصن الفضائحية, لا احد يقرأ في العالم (عرب أو عجم) إلا اقل القليل (الاسكندنافيين والروس) والاهم من هذا ان الكتاب تخصصات,, ما الذي ينصح به هؤلاء الذين يجلدون الذات رجلا مثل بائع خضار ان يقرأ ليصبح العرب قراء , هل يقرأ عن اقتصاديات الخضار واثرها على سوق الأسهم في نيويورك؟ المشكلة أننا لا نميز بين الظواهر الحقيقية وبين الظواهر المدسوسة, هل كان موشيه دايان بريئا ومخلصا عندما اطلق مقولته تلك؟ ألم يكن هو وزير حرب العدو الذي أذاق العرب اخطر هزيمة في تاريخهم الحديث! مشكلة بعض المثقفين انهم لا يعرفون من الحرب الا ما تثور فيها المدافع,, لا يعرفون الحرب الاساسية التي تدمر العدو قبل ان تثور المدافع ولكن عليّ ان اتوقف هنا لكي لا أتهم بأنني أؤيد نظرية المؤامرة والعياذ بالله.
لمراسلة الكاتب:
Yara 2222 * Hotmail. Com