عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
لقد اطلعت على ما نشر بجريدتكم الغراء ليوم الاحد الموافق 18/5/1420ه في العدد (9831) على مقال الاخ الفاضل عبدالمحسن المنيع والذي كان بعنوان (أمك أيها الرجل,, أمك), في البداية اشكر الاخ المذكور اعلاه على طرحه لهذا الموضوع والذي يعتبر في غاية من الاهمية فإن ذلك يعتبر من بر الوالدين وان بر الوالدين يكون ببذل المعروف والاحسان اليهما بالقول والفعل والمال, اما الإحسان بالقول فأن تخاطبهما باللين واللطف مستصحبا كل لفظ طيب يدل على اللين والتكريم واما الاحسان بالفعل فان تخدمهما ببدنك ما استطعت من قضاء الحوائج والمساعدة على شؤونهما وتيسير امورهما وطاعتهما في غير ما يضرك في دينك او دنياك والله اعلم بما يضرك في ذلك فلا تفت نفسك في شيء لا يفيدك ثم تعصهما في ذلك, واما الاحسان بالمال فهو ان تبذل لهما من مالك كل ما يحتاجان اليه طيبة به نفسك منشرحا به صدرك غير متبع له بمنة ولا اذى بل تبذله وانت ترى ان المنة لهما في ذلك في قبوله والانتفاع به,وبعد ذلك لنعلم انه لا يليق بعاقل مؤمن ان يعلم فضل بر الوالدين وآثاره الحميدة في الدنيا والآخرة ثم يعرض عنه ولايقوم به او يقوم بالعقوق والقطيعة فلقد نهى الله تعالى عن عقوق الوالدين في اعظم حال يشق على الولد برهما فيها فقال تعالى (إما يبلغن عندك الكبر احدهما اوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) ففي حال بلوغ الوالدين الكبر يكون الضعف البدني والعقلي منهما وربما وصلا الى ارذل العمر الذي هو سبب للضجر والملل منهما، وفي حال كهذه نهى الله الولد ان يتضجر اقل تضجر من والديه، وأمره ان يقول لهما قولاً كريما وان يخفض لهما جناح الذل من الرحمة فيخاطبهما مخاطبة من يستصغر نفسه امامهما ويعاملهما معاملة الخادم الذي ذل امام سيده رحمة بهما وإحسانا إليهما ويدعو الله لهما بالرحمة كما رحماه في صغره ووقت حاجته فربياه صغيراً.
ان على المؤمن ان يقوم ببر والديه وألا ينسى إحسانهما اليه حين كان صغيراً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وامه تسهر الليالي من اجل نومه وترهق بدنها من اجل راحته وابوه يجوب الفيافي ويتعب فكره وعقله وجسمه من اجل حصوله على معاشه والإنفاق عليه، ولكل منهما بر بجزاء عمله, ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلاً قال: يا رسول الله من احق الناس بحسن صحبتي قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من قال ابوك, وفقنا الله جميعا لبر امهاتنا وآبائنا ورزقنا في ذلك الإخلاص وحسن القصد والسداد إنه جواد كريم, هذا وبالله التوفيق.
سعود بن عبدالله العنقري
محافظة الحوطة