عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دفتر التحضير هو اجراء يقوم به المعلم قبل ان يشرع في اداء درسه بأن يهتم كما يطلب منه بوضع الاهداف والموضوع والتاريخ وعرض للدرس والوسائل المستخدمة ثم التقويم داخل الصف وخارجه كلها يدونها في دفتره الذي يلازمه طوال فترة عمله في سلك التعليم.
ثم يعرض دفتره يوميا على مدير المدرسة ليؤشر عليه ويضع انتقاداته اذا وجدت من وجهة نظر المدير وحسب دقته ومن قبل المشرف ويصبح هذا الدفتر شغل المدرس الشاغل من قبل الموجه ومناقشاته حول هذا الدفتر وما يحمله من عناصر وربما يصبح أداته لتقييم المعلم وكذلك اداة لادائه من وجهة نظر المشرف التربوي ومدير المدرسة وأشبه عرض المعلم للدفتر كل صباح على مدير المدرسة بالتلميذ الذي يعرض دفتر واجبه على معلمه ليصححه ويؤشر عليه بالثناء او بالانتقاد, لكن لعدم فائدة دفتر الواجب وعدم فاعليته لدى الطلاب رأت الوزارة إلغاءه.
اما دفتر واجب المعلم فما زال موجودا رغم قدمه ولم يجر عليه اي تعديل او تحديث من قبل الوزارة فهذا الدفتر الذي اكل عليه الدهر وشرب ربما وضع سابقا لاغراض اجدها الآن غير فعالة وهذه الاغراض هي:
1- وضع لمراقبة اداء المعلم من قبل مدير المدرسة والمشرف.
2- وضع كأداة للتحضير الذهني للمدرس.
3- ووضع ايضا كي يستعين به المعلم داخل فصله ويعرف ما وصل اليه,, هذه الاغراض في اعتقادي يمكن ان نعرفها بعدة وسائل اخرى دون ان نستعين بدفتر التحضير الذي ارهق المعلم واخذ من وقته الكثير, لذا اجده غير مجد وغير مفيد لاسيما للمعلم الذي امضى فترة طويلة في التعليم فماذا يفيد المعلم الذي زاول التعليم خمس عشرة سنة مثلا مع العلم انه وصل الى انه حفظ المنهج عن ظهر قلب، والواقع نجد ان المعلم الذي امضى ثلاثين سنة مثلا في التعليم مازال يعاني من التحضير وعرضه على مديره رغم انه ربما نجد المعلم يفوق مديره دراية وخبرة وعلما.
فمن وجهة نظري ان المعلم ليس بحاجة الى دفتر تحضير ملزم للاستعانة به كتحضير ذهني فالمدرس بشكل تلقائي لابد ان يقوم بالتحضير الذهني قبل اداء درسه فالمرحلة التعليمية التي وصل اليها والخبرة التي اكتسبها تجعله على دراية ومعرفة بتحضير ذهنه واكتساب المعلومات المراد شرحها، اما من ناحية مراقبة اداء المعلم واتخاذ دفتر التحضير وسيلة لذلك فهذا اعتبره غير مجد ولا يعطي مقياسا صادقا لاداء المعلم لاننا نجد مدرسين يعتنون بدفاترهم من تسطير والكتابة بأقلام ملونة ومعلومات كثيرة كما لو انه كان طالبا في المرحلة الدراسية الاولى يبحث عن رضا معلمه مع انه من الناحية العلمية والتحصيلية ضعيف وان أداءه بين طلابه سيىء فهل هذا الدفتر في صورته المذكورة يعطينا فكرة حسنة لأداء المدرس؟ فالجواب بالطبع لا.
لذا ارى ان هناك وسائل اخرى اجدى لمراقبة اداء المعلم وتقييمه, الجدير بالمسئولين الاهتمام بها مع عدم اقحام المعلم بأعمال لا فائدة منها.
اما فيما يخص وضع العناصر على السبورة بأخذها من دفتر التحضير فالكتاب كما اعتقد بعد تطوره في الآونة الاخيرة اراح المعلم من عناء البحث عن العناصر وتدوينها في دفتره، فالكتاب وضعها على شكل مواضيع واضحة للعيان يستطيع ان يأخذها المعلم من الكتاب مباشرة ويدونها على السبورة ويشرع في شرح درسه.
لهذا اجد ان دفتر التحضير في صورته الحالية غير مفيد وغير مجد ولا فائدة ترجى منه وإنما هو عبء اثقل كاهل المعلم وضيع وقته الذي كان من المفروض ان يستغله في اشياءاكثر فائدة ونفعا واعتبر ان دفتر التحضير هدر لنشاط المعلم الذي يمكن ان نستغله بما يعود بالفائدة على التعليم والتربية.
لذا ارجو من وزارة المعارف وادارات التعليم اعادة النظر في دفتر التحضير الذي شق على المعلمين واثقل كاهلهم وقلل من نشاطهم التعليمي وهم على يقين من عدم نفعه للعملية التعليمية وإنما اعتبروه اجراء روتينياً يتطلبه العمل وجب القيام به بأية وسيلة كانت وانا اعتقد اذا عمل استبيان لاخذ آراء المدرسين حول فاعلية دفتر التحضير وفائدته لوجدنا النتيجة شبه إجماع على عدم فاعليته اذا لم يجر عليه التغيير ويطور.
ومن الطريف انه ذكر لي ان معلما له باع طويل في مجال التدريس يقارب العشرين عاما وهو ما زال يحضر وقد سأله احد الاخوة المعلمين عن كيف يتعامل مع دفتر التحضير خلال هذه الفترة الطويلة ومثابرته على ادائه.
فأجاب مبتسما لا توجد هناك مشكلة تذكر فالمهم ان يطلع عليه المدير والمشرف ويكونان عنه راضيين لذا أجدت في العمل في دفتر التحضير في السنتين الاوليين وبعد ذلك ما علي الا تكليف زوجتي او احد ابنائي بنسخه في دفتر آخر للسنة الجديدة لانني لست بحاجة اليه فالمنهج قد حفظ عن ظهر قلب بعد هذا الكلام ايها الاخوة الكرام هل هناك جدوى من هذا الدفتر؟
واخيرا اقدم اقتراحات علها تجد البحث والدراسة من قبل المتخصصين والمسئولين حول دفتر التحضير ومدى اهمية وضع البديل المناسب والمفيد للعملية التربوية واستثمار نشاط المعلمين في امور اكثر فائدة ونفعا او عمل تطوير وتحديث لهذا الدفتر ليكون مفيدا ومجديا ومن اقتراحاتي الآتى:
1- دفتر التحضير ليس مقياسا على قدرة المعلم على الاداء الفعال كما ذكر سابقا ولكنه وسيلة لترتيب المعلومات ومعرفة ما نفذ منه على مدار السنة وهذا يجعلنا نختصر دفتر التحضير وما يحتويه من معلومات على شكل عناصر يستطيع المعلم الاستفادة منها لا ان يكون دفتر التحضير عبئاً على المعلم وشغله الشاغل يستنفذ طاقاته ونشاطاته ويهتم المدير او المشرف بأمور روتينية لا تفيد التعليم كالحرص على كتابة التحضير بعناصره المتعود عليها من موضوع واهداف وعرض وتقويم مع العلم ان المعلم يدرس عدة مناهج ورصيده مثقل بالانصبة ربما يأخذ التحضير من وقته الكثير ربما عدة ساعات حتى ينتهي منه بينما يمكن للمعلم ان يستغل ثلث هذا الوقت بالمطالعة والاستزادة بالمعلومات عن الموضوع المزمع شرحه من كتب ومراجع خارجية يفيد بها تلاميذه وفكره.
2- ان يترك دفتر التحضير جهداً شخصياً للمعلم بعد مرور ثلاث سنوات من عمله في التعليم لان هذا الوقت كفيل بتعود المعلم على جو التعليم وترتيب المعلومات وهضم المادة العلمية واتقانها اما فيما يخص المواد التطبيقية فيعطى المعلم حرية التحضير بالشكل الذي يراه مناسبا ومجديا للعملية التعليمية.
3- الاجتماع بالمعلمين ذوي الكفاءة والخبرة في المجال التربوي والتشاور معهم لايجاد بديل او تطوير دفتر التحضير ليصبح اداة فعالة ومفيدة في المجال التعليمي والتربوي.
هذا مااسعفني به فكري من اقتراحات وانا على يقين من ان المختصين والمسئولين في جعبتهم الكثير، ارجو ان يكون الموضوع جديراً بالبحث والدراسة لرقي التعليم في مملكتنا الحبيبة.
مع شكري وتقديري لعزيزتي الجزيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد علي القضيب
القصيم - البكيرية